عقد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الأربعاء، عددًا من اللقاءات الوزارية على هامش مشاركة الوزارة للمرة الأولى في معرض BETT Show، العالمي الذي فتح أبوابه اليوم في العاصمة البريطانية لندن. وعكست اللقاءات الوزارية اهتمامًا بريطانيًا رسميًا لعملية إصلاح التعليم في مصر، كما مثلت نقطة انطلاق لعدد من مشروعات التعاون بين البلدين في مجالات تتعلق بالعملية التعليمية، وتدريب المعلمين وعمليات التقييم والرصد، بالإضافة إلى التعليم الفني. شملت اللقاءات الوزارية، لقاءً مع وزير التعليم البريطاني نيك جيب، الذي أبدى إعجابه بقدرة مصر على بدء منظومة الإصلاح على أكثر من مستوى في الوقت نفسه، مثنيًا على أحلام التطوير والإصلاح التي سمعها قبل عام ثم فوجئ بها تتحول إلى خطوات فعلية في عام 2019. والتقى شوقي بوزيرة التنمية الدولية البريطانية بيني موردانت، وعبرت الأخيرة عن دعم بريطانيا الكامل لمنظومة إصلاح التعليم. كما التقى بوزير الاستثمار البريطاني جراهام ستيورات، وروى له الخطوات الكبيرة والمتسارعة التي تتخذها مصر لإصلاح التعليم، التي تعد الاستثمار الأفضل في الأجيال الصغيرة، فضلاً عن خروجها إلى سوق العمل بشكل مواكب ومستعد للتعامل مع العصر الرقمي بحرفية وابتكار. واستعرض شوقي ل"ستيوارت"، التعاون القائم بين الوزارة وعدد من الشركات البريطانية الكبرى، في مجال المناهج الدراسية وأسس وضع الامتحانات والتقييم وتدريب المعلمين، مؤكدًا استعداد بريطانيا لدعم منظومة إصلاح التعليم المصري الجارية حاليًا. وأضاف وزير الاستثمار الإنجليزي، أن الخبرة البريطانية في مجال تحديث التعليم متاحة لمصر، لا سيما عبر المشروعات والشركات المصرية الصغيرة العاملة في مجال التعليم. وتطرق الوزيران، إلى بحث آفاق التعاون بين البلدين فيما يتعلق بالتعليم الفني، وأوضح ستيوارت أن مصر مؤهلة تمامًا بحكم التاريخ، والخبرات والموارد البشرية والمعرفية؛ لأن تكون مركزًا إقليميًا للخدمات التعليمية. كما عقد الدكتور طارق شوقي اجتماعًا مع ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستير بيرت، حضره طارق عادل السفير المصري لدى بريطانيا، وتطرق الاجتماع لوضع نقاط اتفاق عدة في مجالات التعاون على صعيد منظومة إصلاح التعليم في مصر، على أن تبدأ تفعليها خلال العام الجاري. وقال بيرت، إنه يتوقع أن تلقي آثار إصلاح التعليم في مصر بنتائجها على المنطقة العربية برمتها، لا سيما وأن مصر هي الدولة الرائدة في المنطقة، موضحًا أن أنظمة التعليم في المنطقة ستستفيد من تجربة مصر غير المسبوقة في مجال إصلاح وتحديث المنظومة التعليمية، التي ستصب لصالح تهيئة الخريجين لاحتياجات سوق العمل في القرن ال21. وطرح بيرت 3 مجالات يمكن أن تستفيد مصر فيها من بريطانيا، وهي تدريب المعلمين، وعمليات الرصد والمتابعة التي تمكن المعلم من تحديث أدائه، وتدريس وتعلم اللغة الإنجليزية. وأوضح شوقي، أن المعلم هو إحدى الحلقات الأهم في أي منظومة تعليمية، ولا يمكن أن يستقيم الإصلاح دون تدريب المعلم وتحفيزه وتأهيله، بالإضافة إلى وضع أسس علمية لقياس أدائه. وأشار بيرت إلى أن تجربة بريطانيا في إصلاح منظومة التعليم وربطها بالتكنولوجيا، واجهت مقاومة واضحة في بدايتها من قبل المعلم الذي يميل بطبيعته في كل دول العالم إلى الحفاظ على تقاليد وأسس التعليم التي تدرب عليها والتزم بها، مضيفًا: "إلا أنه ما أن يتمكن المعلم من أدواته الجديدة حتى يقود الطلاب والطالبات إلى الإصلاح الفعلي". وأبدى بيرت إعجابه الشديد بالخطوة الهائلة التي أنجزتها مصر والقرار الشجاع الذي اتخذته في مجال توفير جهاز تابلت لكل طالب وطالبة في الصف الأول الثانوي، معتبرًا ذلك قفزة كبيرة تختصر طريقًا طويلاً لتأهيل هؤلاء الطلاب لعصر الذكاء الصناعي. وأشار إلى أن اندماج الذكاء الصناعي في العملية التعليمية، يعني تخريج أجيال جاهزة لسوق العمل، مطالبًا أن تقوم مصر بتحديد أولوياتها في مجال الإصلاح والتحديث، على أن تقوم بريطانيا بعد ذلك بالاتفاق على الجوانب التي يمكن أن تفيد بها التجربة المصرية. ومن جانبه، شدد الدكتور طارق شوقي، على أهمية تدريب المعلمين على غرار أكاديمية التدريب الموجودة في سنغافورة. رحب باستعداد بريطانيا، لدعم مصر في مسيرتها لإصلاح التعليم، مؤكدًا على أن علاقة مصر التاريخية ببريطانيا تدعم مثل هذا المسار المهم.