الطماطم والفراولة أكثر المحاصيل تضررًا.. وانخفاض شديد في الإنتاج الزراعي 2050 قال الدكتور نظمي عبد الحميد عميد كلية عميد كلية الزراعة السابق بجامعة عين شمس، اليوم الأربعاء، إن مناقشة موضوع التغيرات المناخية وتأثيرها القوى على الإنتاج الزراعي مهم، ويفرض على المجتمع ومتخذي القرار اتباع أساليب وطرق جديدة وخاصة في الزراعة لأننا نعاني من محدودية المياه ونلجأ لوسائل حديثة في الري واستحداث شتلات وبذور أقل احتياجا للمياه. وأشار خلال ندوة أثر التغيرات المناخية على البيئة الزراعية، والتي نظمها معهد الدراسات والبحوث البيئية، أمس الأول، إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر ومتزايد سيؤدي للاحتياج إلى كميات أكبر من الماء وانتشار الكثير من الأوبئة والأمراض مما يؤدي لتغير الخريطة الزراعية بشكل واضح، فقد تختفي بعض الأصناف الزراعية وتظهر أخرى جديدة بديلة عنها، مطالبًا الباحثين بإدراك ذلك والاستعداد له. نوه عبد الحميد عن أهمية مناقشة التأثيرات المناخية في صرح علمي مميز متخصص مثل معهد الدراسات والبحوث البيئية لإزالة الخلاف بين العلماء، فالبعض يرى أن التأثيرات المناخية ستكون إيجابية والآخر يراها ذات تأثير سلبي على مختلف الأصعدة. بدوره، أضاف الدكتور هشام القصاص، عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، أن التغيرات المناخية أمر تاريخي منذ تكوين الأرض ويدلل على ذلك وجود وادي الحيتان بالفيوم، الذي يؤكد وجود بحار عميقة منذ آلاف أو ملايين السنين ووجود حياة بحرية متنوعة، وهذا مؤشر إلى احتمالية تكرار ذلك في المستقبل وهو خطر ربما يهدد السواحل المصرية وبعض محافظات الدلتا. وتوقع حدوث نقص كبير في الإنتاج الزراعي بحلول 2050 وكذلك الهجرة السمكية التي تؤثر على الثروة السمكية وأيضا يؤثر التغير المناخي على الإنتاج الحيواني مما يستلزم وضع خططا تحسبًا لحدوث نقص في الغذاء، مشيرا إلى أهمية استخدام التكنولوجيا الخضراء التي تعمل على تقليل الآثار السلبية للتلوث الذي ينتج عنه أغلب التغيرات المناخية. وفي سياق متصل، قالت الدكتورة ماجدة حسن عبد العزيز، أستاذ علم البيولوجي بكلية العلوم، إن مخاطر ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة واحدة لانخفاض النمو الاقتصادي من 2 إلى 3%، وكذلك ارتفاع مستوى سطح البحر قد يؤدي إلى ضياع 15% من أراضي مصر الزراعية لذا يعد قطاع الزراعة الأكثر تضررا بسبب التغيرات المناخية. وأكدت أن التغيرات المناخية ستعمل على ظهور وزيادة العديد من الأفات التى تضر بالمنتجات الزراعية، وأن أكثر المزروعات تأثرا هي الطماطم والفراولة والتي تعد من أهم المنتجات الزراعية التي يتم تصديرها للخارج. وأضافت أن ارتفاع درجة الحرارة تسبب في ظهور بعض أنواع البعوض والحشرات التي لم تكن موجودة في مصر وتواجدت بسبب التغيرات المناخية وتؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة مثل ظهور حمى "الضنك" والتي سجلت حالات مصابة في 2017 ولم تكن موجودة في مصر من قبل.