قالت وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، إن مؤتمر التنمية الثقافية المستدامة يُعد فرصة حقيقية لتبادل الأفكار وتكوين فكر عربي مشترك لاكتشاف سبل جديدة لتحقيق حياة كريمة للشعوب العربية. وأعربت عبد الدايم - خلال المؤتمر الدولي "التنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان" الذي عقد اليوم الأحد بدار الأوبرا المصرية بحضور عدد كبير من الباحثين والمثقفين العرب - عن سعادتها بالمشاركة العربية والإفريقية الكبيرة في المؤتمر المعني بالتنمية، مؤكدة أن هذا الحدث يمثل عنوانا رئيسيا بإيمان وزارة الثقافة بتعزيز العلاقة بين التنمية والثقافة. وأوضحت أن هذا المؤتمر يأتي في وقت تسعى فيه الحكومة المصرية إلى العمل الدؤوب لتحقيق الهدف الأسمى، الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يتمثل في بناء الإنسان من خلال القيم إيجابية والتمكين من الوصول إلى المعرفة وإدراك المواطن بتاريخه الحضاري. وأشارت عبد الدايم إلى أن وزارة الثقافة تمضي قدما وتبذل أقصى جهد للمساهمة في بناء الإنسان ومكافحة التطرف بكل أشكاله للحفاظ على الهوية الثقافية وتحقيق العدالة الثقافية، وكذلك لاكتشاف ثروات الوطن من المبدعين والفنانين لتدعيم حركة النشر والسينما والإبداع، قائلة: "نتطلع إلى أن يثمر المؤتمر عن أوراق بحثية مجدية تحقق آمال المصريين والعرب في تحقيق التنمية الثقافية المستدامة". ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للثقافة الدكتور سعيد المصري إن هذا المؤتمر يأتي في إطار خطة وزارة الثقافة للمساهمة في تحقيق استراتيجية مصر 2030 فيما يخص بناء الإنسان والتنمية الثقافية. وأضاف أنه كان لزاما على المجلس الأعلى للثقافة أن يدعو المثقفين والكتاب والباحثين العرب إلى دائرة حوار كبير للمساهمة في تحقيق التنمية والارتقاء بالإنسانية، خاصة في ضوء ارتباط الثقافة بالتنمية. وأشار المصري إلى أن المؤتمر يعمل على إلقاء الضوء على معنى التنمية وبناء الإنسان، والتحديات التي تواجه العمل التنموي، وكذلك على قدرة جهود التنمية في إرساء التسامح ونبذ التعصب بهدف خلق حراك فكري يساعد في بناء الإنسان. ولفت إلى أن الإقبال الكبير على المشاركة في المؤتمر من مختلف الدول وفي جميع التخصصات يؤكد أهمية انعقاد مثل هذا الحدث للعالم العربي، معربا عن أمله في أن تسفر جلسات المؤتمر عن نتائج هادفة يتم نشرها في كتاب ينشره المجلس الأعلى للثقافة في مايو القادم. يذكر أن مؤتمر التنمية الثقافية المستدامة يشارك في فعالياته 100 باحث ومتخصص من أكثر من 17 دولة، من بينها: مصر والأردن وفلسطين وتشاد وتونس والجزائر والسودان والسعودية وجنوب السودان وسوريا والعراق واليمن وسلطنة عمان والمغرب والجزائر وليبيا والبحرين ولبنان. ويناقش المؤتمر عددا من المحاور تدور حول "التنمية الثقافية وبناء الإنسان.. مفاهيم ومقاربات" و"تنمية الثقافة وثقافة التنمية" و"بناء الإنسان الثابت والمتحول" و"التنمية المستدامة والهوية الثقافية" و"التحديات التي تواجه بناء الإنسان"، بالإضافة إلى تنظيم عدد من ورش العمل والموائد المستديرة. وكانت وزيرة الثقافة قد أصدرت قرارها بتشكيل لجنة علمية للتنظيم للمؤتمر برئاسة الدكتور سعيد المصري الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وعضوية كل من الدكتور أحمد عبد الله زايد، والدكتور حمدي أبو المعاطي، والدكتور شريف سعد محمد الجيار، والدكتور شريف محمد عوض، والدكتورة هايدي بيومي، وعمرو سلامة، ووائل حسين إسماعيل، وأمانة اللجنة: بوسي دهيبي، وإبراهيم حسين. وقد أعلنت اللجنة محاور المؤتمر وفتح باب التقدم للمشاركة بداية سبتمبر الماضي، وتلقت اللجنة على مدى شهرين أكثر من 300 رغبة للمشاركة من الباحثين المصريين والعرب، اختارت من بينها 100 عنوان لإدراجها في برنامج المؤتمر، وتتواصل فعاليات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام من 20 وحتى 22 يناير الجاري، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، ويتضمن 19 جلسة بحثية وأربع موائد مستديرة يشارك فيها 100 باحث ومتخصص من معظم الدول العربية.