تذبذُب كبير تشهده العلاقات البريطانية الصينية، خاصة بعد توجيه لندن اتهاما رسميا لبكين بوقوفها خلف حملات قرصنة تمت ضد الملكية الفكرية وبيانات تجارية لشركات في كل من "أوروبا وآسيا والولايات المتحدة"، خلال بيان رسمي أصدرته الخارجية البريطانية. الخارجية البريطانية في بيانها الصادر مساء اليوم الخميس، اتهمت بشكل مباشر مجموعة قراصنة تُدعى "إيه.بي.تي.10"، تابعة لوزارة الأمن الصينية، بالسعى من خلال هجماتها الإلكترونية للوصول إلى التجارات السرية لشركات عالمية تقع في بريطانيا ودول حليفة لها. وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، حمل بكين مسئولية محاولات الاختراق، مؤكدًا أن تلك المحاولات مستمرة، وطالبهم بالتوقف عن تلك الأعمال التي تُعد اختراق للاتفاقية التي تم التوقيع عليها خلال قمة العشرين عام 2015، والتي تُلزم جميع الدول بعدم الوقوف وراء الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الأسرار التجارية أو الاقتصادية، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل البريطانية". وقال هانت، إن بريطانيا ستعمل مع حلفائها لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه تلك الهجمات، التي وصفها أنه تستهدف الاقتصاد العالمي. وفي سياق متصل، كشفت وزارة العدل الأمريكية عن لائحة اتهام موجهة ضد اثنان يعملان في المخابرات الصينية، حاولا اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بعدد من الكيانات العسكرية والتجارية الأمريكية؛ بهدف سرقة الملكية الفكرية وبيانات الأعمال والتكنولوجيا السرية. وحسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية"، أن "تشو هوا وتشانغ جيان"، تمكنا من اختراق أجهزة الكمبيوتر لأكثر من 45 كيانًا في 12 ولاية أمريكية، وشملت وكالات حكومية وشركات، وسلاح البحرية، ووكالة ناسا الفضائية، وشركات تعمل في تكنولوجيا الطيران. ومن ناحية أخرى، أكد متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أنه يرغب في أن تعدل الصين من سلوكها وأن تلتزم جميع أجهزتها بالاتفاقيات الدولية المُبرمة، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين قوية وبناءة، وأن تلك العلاقات هي ما تتيح للدولتين التعامل في مثل تلك المواقف.