المشاركون بالمنتدى الافريقي الأوروبي يدعون لتعزيز الشراكة وتشجيع الابتكار ونقل التكنولوجيا

المستشار النمساوي: افريقيا أرض الفرص.. رئيس غانا يدعو لتنسيق الجهود على المستوى العالمي لمواجهة القرصنة الرقمية وجرائم الإنترنت
أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية بالمنتدي الأفريقي الأوروبي عالى المستوى بالنمسا أمس أهمية تعزيز الشراكة بين القارة الأفريقية والاتحاد الأوروبي وتشجيع الابتكار ونقل التكنولوجيا وزيادة الاستثمارات لتوفير المزيد من الوظائف في القارة الأفريقية ومواجهة الهجرة غير الشرعية.
وقال المشاركون في المنتدى الذي يعقد حاليا فى العاصمة النمساوية فيينا؛ بحضور زعماء ورؤساء حكومات 49 دولة أوروبية وأفريقية إن مستقبل أفريقيا وأوروبا يمكن في تعزيز التعاون البناء في كافة المجالات.
واشار المستشار النمساوي سباستيان كورتس: ان الاتحاد الأوروبي عازم على مواصلة التعاون الاقتصادي مع أفريقيا لدعم التنمية المستدامة والتي تستهدف تحسين مستويات المعيشة في أفريقيا .. مشيرا إلى أن التحديات المشتركة تستلزم تعزيز التعاون بين الجانبين لمواجهتها.
وأضاف كورتس - الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي - أن أفريقيا سوف تظل عاملا هاما في استقرار أوروبا، واصفا أفريقيا بأنها أرض الفرص.
وأشار المستشار النمساوي إلى أن المنتدى يعد مساهمة صغيرة على طريق التعاون الإيجابي بين أفريقيا وأوروبا ؛ لتغيير الواقع الاقتصادي في القارتين.
من جانبه، قال الرئيس الرواندي بول كاجامي: إن المنتدى الأفريقي الأوروبي يستهدف تعزيز العلاقات الأوروبية الأفريقية ويعد امتدادا للتعاون بين الجانبين في مجال التنمية المستدامة وبناء الشراكة، مشيرا إلى أن التعاون بين الجانبين يحقق مكاسب مشتركة.
وأضاف كاجامي : أن الدول الأفريقية تسعى إلى دعم التكنولوجيا والابتكار وتوفير فرص العمل للشباب وتطوير اقتصادياتهم ، لافتا إلى أن نجاح التعاون الأوروبي الأفريقي لا يقتصر فقط على مواجهة الهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أن الاستقرار في أفريقيا يدعم اقتصاد أوروبا واستقرارها، مشددا على أن أفريقيا أصبحت مصدرا للفرص بدرجة أكثر من كونها مصدرا للخطر على أوروبا، منوها بأن اقتصاديات أفريقيا حققت نموا ملحوظا خلال الفترة الماضية.
وبدوره، أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن أفريقيا وأوروبا تربطهما مصالح وعلاقات طويلة الأمد.
وقال : إن المنتدى سوف يعطي دفعة قوية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، مؤكدا أن المصير المشترك يجمع أوروبا وأفريقيا.
وأشار إلى أن زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف والتمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يدعم اقتصاديات أوروبا ..لافتا إلى اقتراحه بقيام شراكة اقتصادية بين أوروبا وأفريقيا لتوفير الوظائف إلى أفريقيا في السنوات المقبلة.
من جانبه، قال رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا، إن دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية وتقليل الفقر في الدول النامية يمكن تفعيله وزيادته، إضافة إلى ذلك فإن التغير المناخي يعتبر من أهم الموضوعات التي يجب بذل الجهود للحد منها.
من جانبه، قال رئيس المفوضية الأفريقية موسى فقى محمد : " إن دول أفريقيا تحتاج إلى تحسين مستويات المعيشة وزيادة النمو الاقتصادي وتوفير فرص التشغيل لاحتواء الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا .. مشددا على أهمية الحوار والتعاون مع أوروبا لدعم الاقتصاد الرقمي وفرص التشغيل في أفريقيا.
وأشار إلى أن دول أفريقيا تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات الأوروبية لاستغلال ثرواتها البشرية المتاحة، داعيا الأوروبيين إلى استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة بالقارة الأفريقية.
وفى السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني إن الدول الأوروبية يمكنها المساهمة في زيادة معدلات الاستثمارات وتوفير فرص العمل بالدول الأفريقية"..منوها بأن تعزيز التصنيع والزراعة والبنية التحتية الرقمية بالقارة الأفريقية يعد حجر الأساس للنمو المستدام والتعاون الأفريقي الأوروبي.
أكد رئيس جمهورية غانا نانا أكوفو أدو، أن أكثر من 40% من سكان العالم لديهم القدرة على التواصل عبر الإنترنت واستخدامه يوميًا، كما أن هناك 7 من كل 10 منازل لديها هواتف محمولة، وفقا لتقرير البنك الدولي، ومع هذا فإن 20% من السكان في أفريقيا لديهم قدرة التواصل عبر الإنترنت، داعيًا لتنسيق الجهود على المستوى العالمي لمواجهة القرصنة الرقمية وجرائم الإنترنت.
وقال أكوفو
"يجب أن تعرف الحكومات أن الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات وبنيتها الأساسية يمثل حلولًا للمجتمع وتطويره والأداء الجيد لخدمة البشر"، مضيفًا "ركزنا على الثورة الرقمية في غانا، كما نفذنا بطاقات هوية رقمية لكل السكان، وأنشأنا أنظمة للهواتف المحمولة تقوم بأداء المعاملات المالية، وأوجدنا نظامًا للمعاملات المالية الرقمية لزيادة الإنتاج وتحسين جودة المعيشة".
ودعا رئيس غانا إلى ضرورة تنسيق الجهود المشتركة على المستوى العالمي لمواجهة جرائم القرصنة الرقمية وجرائم الإنترنت، واستخدام التكنولوجيا الرقمية في العمليات الانتخابية، وتابع قائلًا: "كما يجب أن نضمن التعاون على الساحة الفنية، وتعاون السياسات وتناغمها جميعًا لتهيئة البنية التحتية الرقمية وتحقيق التعاون في العصر الرقمي".
وبدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة "فودافون" نيك ريد، إن الشركة لديها نصيب كبير وجهد متنامي ورؤية في القارة السمراء، مشيرًا إلى أن ذلك يظهر في عالم الهواتف المحمولة.
ونوه ريد - في كلمته- بأن العمود الفقري لبناء مجتمع ناجح أن يكون متواصل كله مع بعضه البعض، وهذا ما نسعى لتحقيقه في أفريقيا من خلال تحقيق فهم متكامل للتحديات التي تواجه القارة.
ودعا ريد الحكومات إلى التركيز على إعادة تنظيم قوانين وتشريعات لتواكب المشاريع الدولية، ودعم المهارات الرقمية.