فى الوقت الذى يراقب فيه المحللون صعود أسعار الذهب العالمية إلى مستويات قياسية يشكو «الجواهرجية» فى مصر من وقف الحال. 20% كسبها سعر الذهب العالمى منذ بداية العام، فلا ينفك أسبوع جديد يمر دون أن يحقق السعر رقما قياسيا جديدا لتصل يوم الأربعاء إلى مستوى 1045 دولارا للأوقية. ويرجع المحللون رواج سوق الذهب العالمية إلى ضعف العملة الأمريكية وكانت صحيفة الإندبندنت البريطانية ذكرت مؤخرا أن دولا عربية خليجية تخطط مع أخرى أوروبية وآسيوية للتخلى عن الدولار كعملة لتسعير البترول والاستعانة بسلة عملات منها «الين» اليابانى، و«اليوان» الصينى، واليورو، بالإضافة إلى عملة خليجية موحدة، بدلا منه، وهو الاقتراح الذى سيؤثر سلبا على موقف الدولار وسيدعم من الإقبال على شراء الذهب فى الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة. وعلاوة على ذلك فإن توقعات بارتفاع معدلات التضخم على المدى الطويل كرد فعل على ضخ المبالغ الخصصة لحزم الأنفاق فى دول العالم فى الفترة الماضية لتنشيط النمو، مما يدفع المستثمرين للإقبال على الاستثمار فى المعادن النفيسة ورفع سعرها. ولا يخالف اتجاه أسعار الذهب فى مصر كثيرا السوق العالمية، فالسوق المصرية شهدت تصاعدا فى أسعار الذهب منذ بداية العام «سعر العيار 21 ارتفع من متوسط 135 145 جنيها للجرام فى بداية هذا العام إلى 157 جنيها حاليا» تبعا لما قاله صلاح عبدالهادى سكرتير شعبة تجار المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالغرفة التجارية بالقاهرة، مشيرا إلى أن سعر الذهب العيار 24 إلى 179.5 للجرام أما عيار 18، وهو الأقل نقاء لاحتوائه على نسبة من النحاس، يصل حاليا إلى 135 جنيها للجرام. إلا أن هذا السعر المرتفع لا يعكس رواجا فى الطلب على الذهب فى السوق المصرية، كما أوضح عبدالهادى، بل يعكس الارتفاع العالمى فى أسعار الذهب ويؤدى إلى حالة تباطؤ فى سوق المشغولات الذهبية «الأسعار ارتفعت فوق القدرة الشرائية للكثيرين والناس الآن تبيع الذهب أكثر مما تشتريه» كما أضاف عبدالهادى. «ركود تجارة الذهب فى مصر أحد مظاهر ركود السوق» كما علق إسلام ثابت «جواهرجى» مفسرا حالة الركود بانخفاض الدخول الذى يلمسه لدى الكثيرين «أوقات الأزمات تكون سلع الرفاهية أول ما يضحى به المستهلك والمشغولات الذهبية من هذه السلع» كما أضاف ثابت. أسباب ركود الطلب فى سوق الذهب لا تقتصر فى نظر حسن عبدالسلام جواهرجى وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، على الأثر السلبى للأزمة المالية العالمية على دخول المواطنين، ولكن كان لتوقيت ارتفاع أسعار الذهب عالميا دور. «تزامن الارتفاع فى الأسعار العالمية مع فترة التباطؤ الموسمية التى تشهدها السوق المصرية مع انتهاء موسم الخطوبة والزواج فى الصيف وعيد الفطر الذى يتميز أيضا بزيادة الإقبال على المشغولات الذهبية أضعف الطلب أكثر». تبعا لعبدالسلام. وأضاف عبدالسلام أن العودة إلى المدارس بما تضيفة من أعباء إضافية على ميزانية البيت المصرى، يضعف إمكانية وجود وفر للاستثمار فى الذهب وإن كان قد توقع أن تعود السوق للرواج فى المواسم كعيد الأم. «سعر الشبكة أصبح أكبر من قدرة الكثيرين فدبلتان وخاتم ذهب يصل سعرهم إلى 5000 جنيه» كما علق عبدالسلام. وعلى الرغم من أن الثقافة الشعبية فى مصر تحث على شراء الذهب لمواجهة الأزمات، إلا أن عبدالسلام أكد لنا أنه يلمس تراجعا فى شراء المشغولات الذهب على مختلف المستويات «المحال فاضية من الزبائن بينما يباع الذهب فى مصر بأقل من الأسعار العالمية بما يساوى سبعة جنيهات» كما أضاف عبدالسلام. ومن جانبها أشارت فاطمة حسن، محاسبة على المعاش، إلى أن الارتفاع فى سعر الذهب لا يشجعها على الشراء، خاصة أن الحديث عن الاقتصاد العالمى وبالتالى سعر السلع لا يبشر بأى بادرة استقرار، وأن المشترى اليوم يخاطر بأمواله فى حالة تراجع السعر لمستوياته العادية أما مخاطرة البائع فتتمثل فى احتمالات زيادة السعر فى الفترة المقبلة عن السعر الذى باع به. «المرة الوحيدة التى ذهبت فيها للجواهرجى كانت منذ شهرين، وذلك لبيع مشغولات ذهبية لا استخدمها وتخيلت أننى سأستفيد من ارتفاع السعر ولكن سعر الجرام اليوم أعلى من يومها ب14 جنيها» تبعا لها.