شهد عرض الفيلم النرويجي "البرج" حضورًا كبيرًا أثناء عرضه في فعاليات المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي بالمسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية، فالفيلم تحريك تدور أحداثه حول معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة على الحدود اللبنانية، وقد أعقب الفيلم ندوة أدارها الناقد السينمائي رامي عبد الرازق. في البداية أكد المخرج ماتس جرود أن هذا الفيلم يعتبر تجربة شخصية له، قائلًا "عشت لمدة عام في هذا المخيم ما بين 2000 و2001، وقد استلهمت هذا الفيلم من القصص والحكايات التي كنت أسمعها على لسان أصدقائي الفلسطينيين منذ حدوث نكبة 1948، وقد عمل معي في هذا الفيلم بعض الفلسطينيين من موسيقيين وغيرهم، أما طاقم التحريك فهم أوربيين، وقد استلهمت خبراتي والصور الكثيرة التي التقطتها هناك لعمل الأشكال الكارتونية أقرب لما شاهدته في الواقع وخصوصاً في المشاعر والإحساس". وعن أسباب استخدامه التحريك بالذات للتعبير عن تجربته الشخصية ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين، فقد علل ذلك بقوله "أنا أصلاً مخرج تحريك وهذه هي مرجعيتي وأساس عملي، وشعرت أن التحريك لديه من المشاعر والأفكار ما استطيع أن أعبر به بشدة عن هذه التجربة الصعبة، فضلاً عن أنهم في المخيم كثيرًا ما كانوا يتحدثون بأسلوب شعري عن وطنهم الضائع"، وأضاف "والدتي كانت تعمل ممرضة في هذه المعسكرات في الثمانينات وبسبب هذا التقطت صورًا كثيرًا استعنت بها في هذا الفيلم، وطفولتي مشبعة تماماً بهذه الهموم والمآسي وقد ساعدتني كثيراً في عمل هذا الفيلم". وحول أسباب المزج بين اللغة العربية والإنجليزية في هذا الفيلم وعدم استخدام العربية فقط، شرح المخرج ماتس جرود هذا بقوله "أثناء اقامتي في المخيم هذه هي الطريقة التي كنت أتحدث بها مع اللاجئين هناك، واردت أن أوصل أقرب لغة استعملتها هناك، فضلاً عن الاكتفاء باللغة العربية كان أمراً صعباً جداً، لأن فريق التحريك والفريق الآخر للفيلم هم بالأساس أوربيين ويتحدثون الإنجليزية و بالتالي كان صعباً الاكتفاء بالعربية، ولكن أود القول أن هناك نسخة أخرى من الفيلم مدبلجة للعربية"، وأكد "الفيلم تمت ترجمته لأكثر من لغة ولكن هناك جملة زائدة في العربية وهي (هم قتلونا ونحن قتلناهم لأنهم هاجمونا)، وهذه الجملة أبقيت عليها خصيصًا لأن لها خلفية مرجعية وذهنية وذكرت على لسان صديقة لي في المخيم". وقال المخرج "صحيح أن الفيلم عن الفلسطينيين إلا أنه بشكل أكبر عن الأمل والتمسك به، وقد رأيت وشعرت بهذا عندما عرض الفيلم في النرويج وشاهده مجموعة من الأطفال السوريين والأكراد، وتحمسوا له، فهو عن الأمل وخصوصا لمن هم عانوا من ظروف مشابهة". وأكد المخرج جرود أنه في البداية صنع هذا العمل للكبار وليس للأطفال وأنه تعمد ألا تكون ملامح الفلسطينيين في الفيلم عربية نمطية لأنه كان يشاهدهم في المخيم بملامح ليست عربية، وبالتالي اختار الشكل والملامح الأقرب. وحول انتقاد وجه له في الندوة عن أن ملامح الجنود الإسرائيليين أقرب لملامح الفلسطينيين، دافع المخرج وقال "أساساً تعمدنا في هذا الفيلم كفريق له أن يكون وجود الإسرائيليين في أضيق الحدود وبالفعل هم مشهدين فقط، لأنه بالأساس مصنوع عن الفلسطينيين ولأجلهم".