قبل أيام من مباراة بيرو الحاسمة التي يخوضها منتخب الأرجنتين السبت المقبل في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكاس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، ألمح النجم "الأسطوري" دييجو مارادونا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني إلى إمكانية استقالته من منصبه فور نهاية تصفيات المونديال ، في الوقت الذي أعربت فيه بيرو عن خشيتها من مجاملات تحكيمية لصالح الفريق الأرجنتيني بهدف عدم حرمان جمهور الكرة في العالم من وجود كرة "التانجو" في المونديال المقبل! والموقف حاليا متأزم للغاية بالنسبة للأرجنتين بقيادة مارادونا ، إذ تتبقى لها مباراتان : الأولى أمام بيرو السبت المقبل ، والثانية أمام أوروجواي ، وينبغي على المنتخب الأرجنتيني الفوز فيهما للتأهل مباشرة إلى المونديال ، وذلك نظرا لأنه خسر مباراتيه السابقتين ، وأصبح بالتالي مهددا بعدم المشاركة في كأس العالم العام المقبل ، أو في أحسن الظروف سيدخل "ملحقا" ، وهو ما لا يليق على الإطلاق بمنتخب في حجم المنتخب الأرجنتيني! ويحتل منتخب "التانجو" بطل العالم عامي 1978 و1986 حاليا المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية بفارق نقطة عن الإكوادور الرابعة ومثلها عن أوروجواي السادسة. ويملك منتخب الأرجنتين حاليا 22 نقطة من ستة انتصارات وأربعة تعادلات وذلك قبل جولتين من نهاية التصفيات حيث تبقت له مباراتا بيرو وأوروجواي ، الأولى على ملعبه أمام الفريق الذي يحتل المركز الأخير في التصفيات ، والثانية وهي الأصعب وستقام في 14 من الشهر الجاري أيضا أمام مضيفته أوروجواي السادسة في التصفيات برصيد 21 نقطة ، والطامحة بدورها إلى الحصول على بطاقة مباشرة إلى النهائيات أو إلى احتلال المركز الخامس المؤهل للملحق. وكانت البرازيل وباراجواي قد ضمنتا تأهلهما سابقا ، في حين تحتل شيلي المركز الثالث برصيد 27 نقطة متقدمة على الإكوادور 23 نقطة. ويخوض خامس تصفيات "كونميبول" أو مجموعة أمريكا الجنوبية الملحق مع رابع تصفيات الكونكاكاف ، وهي مجموعة أمريكا الشمالية الوسطى والكاريبي في نوفمبر المقبل. وكانت آخر مرة تغيب فيها الأرجنتين عن كأس العالم في عام 1970 ، وسيشكل غيابها عن البطولة المقبلة خيبة أمل كبيرة لعشاق اللعبة ، ولمنظمي المونديال الجنوب أفريقي ، نظرا لأن المنتخب الأزرق والأبيض يضم لاعبين عمالقة من طراز ليونيل ميسي جوهرة برشلونة الإسباني ، وكارلوس تيفيز مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي ، وخافيير ماسكيرانو لاعب وسط ليفربول الإنجليزي ، وجونزالو هيجوين مهاجم ريال مدريد الإسباني. وألقي اللوم في تعثر الأرجنتين على مارادونا وحده ، والذي ألمح بعد انتهاء مران الفريق في بوينس آيرس إلى احتمال تركه منصبه حتى ولو تأهلت الأرجنتين إلى كأس العالم. وأفصح مارادونا عن أنه ينوي الحديث مع خوليو جروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ، بوصفه المسئول عن تعيينه في هذا المنصب رغم قلة خبرته التدريبية. وقال مارادونا : "سأرى إذا كنت سأكمل المهمة أم لا .. ولائي للاعبين ، ولدي أمور كثيرة لأقولها عما إذا كنت سأستمر بشروطي أم لا". وجاءت تلميحات مارادونا في الوقت الذي كانت فيه وكالة الأنباء الفرنسية قد بثت تقريرا "صادما" بعنوان يقول : "هل يصبح مارادونا وصمة عار في جبين الكرة الأرجنتينية"؟! في إشارة إلى أن النجم الذي حملته الجماهير الأرجنتينية على الأعناق لأنه أعظم من أنجبته الملاعب الأرجنتينية – والعالمية أيضا – من لاعبين ربما يسقط من عليائه سقوطا مروعا إذا فشل في قيادة فريقه في الوصول للمونديال! وقالت الوكالة الفرنسية في تقريرها : "قد يبدو الأمر محزنا بالنسبة لعشاق الأرجنتين أن يروا منتخبهم خارج نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ، لكن الأمر بالتأكيد سيكون كارثيا على أبناء التانجو عندما يتسمرون خلف الشاشات لمتابعة منتخبات لا تمت لهم بصلة في عرس لطالما كان المنتخب الأرجنتيني علامة فارقة فيه ومرشحا من فئة الخمس نجوم لإحراز كأسه". ومضى التقرير يقول : "لعل الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أن الأرجنتين اختارت فتى ذهبيا لتسلمه وديعة قديمة حملها لفترة طويلة كلاعب ، لكن تلك الوديعة سلمت لغير أهلها ، لا بل سلمت إلى مدرب مغرور ومتعال يرفض النقد وتقبل الرأي الآخر ، فاللاعب الذي كان قادرا على اصطياد الأهداف الخرافية .... وأنهى حياته بتعاطي المخدرات والخمور والسمنة الزائدة ، ها هو الآن يتجه بالمنتخب إلى الهاوية ، بل ربما سقط فيها ، فعندما نسمع عن أن منتخبا خسر أمام بوليفيا 6-1 ، والأكوادور بهدفين ، والبرازيل 3-1 ، وباراجواي بهدف ، فهل نصدق أن من نتكلم عنه هو منتخب الأرجنتين"؟! على صعيد آخر ، كشف لاعبو منتخب بيرو النقاب عن خشيتهم تجاه تعيين الحكم البوليفي رينيه أورتوبي لقيادة مباراة بلادهم مع الأرجنتين السبت المقبل ، لاعتقادهم بأن هناك نية لتصعيد منتخب الأرجنتين مهما كان الثمن إلى المونديال! وقال مهاجم بيرو يوهان فانو : "لست خائفا من 60 ألف أرجنتيني سيشجعون فريقهم ، ولا من لاعبي مارادونا ، الأمر الوحيد الذي يقلقني هو الحكم .. يجب ان نأخذ حذرنا ونتمنى ان يكون أورتوبي عادلا ولا يعاقبنا". من جهته قال المهاجم لياو بوترون : "لو كان القرار بيدي ، لاخترت حكما برازيليا ، لكن آمل أن يقوم أورتوبي بعمل جيد". ولضمان حياد ونزاهة التحكيم في الجولتين المتبقيتين ، انتقل رئيس الاتحاد الأوروجوياني سيباستيان باوسا إلى أسونسيون لملاقاة رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول" الباراجوياني نيكولاس ليوس. وشرح أمين سر اتحاد أوروجواي : "اتخذنا جميع التدابير اللازمة ، وحصلنا على ضمانات من أعلى المراجع من خلال رحلة الرئيس باوسا إلى باراجواي ، الآن ، نثق في الحكام وفي أخلاقياتهم".