بدأت الإدارة الأمريكية، اليوم الاثنين، بتوقيع حزمة جديدة من العقوبات على إيران، مستهدفة العديد من القطاعات الحيوية هناك، تزامنًا مع أوضاع اقتصادية صعبة، تمر بها طهران، بعد حوالي 3 أشهر فقط من فرض الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية، بعد الإعلان الإدارة الأمريكية عن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. وترصد «الشروق» في عدد من الأسئلة، بعض المحطات التي خاضتها الأزمة الإيرانيةالأمريكية، فيما يتعلق بتوقيع العقوبات الهادفة إلى تجميد النشاط النووي الإيراني. - ما هي القطاعات التي تطالها هذه العقوبات؟ تطال العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والمالية مثل تجارة إيران في الذهب والمعادن الثمينة، إلى جانب معادن الجرافيت والألومنيوم والفحم والحديد، وقطاعات النقل البحري وبناء السفن، بالإضافة إلى التحويلات المالية المتعلقة بالنفط الإيراني، فضلًا عن قطاع السيارات. - ما أصل هذه العقوبات؟ يعود أصل هذه العقوبات المفروض على إيران، إلى نشاطاتها النووية، لهذا عمدت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات اقتصادية عليها، لإجبارها على وقف تخصيب اليورانيوم، ووضع برنامجها النووي تحت السيطرة. يذكر أن هذه العقوبات كانت قد كلفت طهران أكثر من 160 مليار دولار من عائدات النفط من عام 2012 إلى عام 2016 وحده. - كيف ساهم الاتفاق النووي مع الدول الكبرى في وقف العقوبات؟ لجأت إيران في 2015 إلى توقيع اتفاق ضخم وصف ب«التاريخي» مع مجموعة من الدول كبرى، ضم الدول الدائمين في مجلس الأمن إلى جانب ألمانيا، وهي الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. الاتفاق شمل تسوية البرنامج النووي الإيراني، بحيث يتم تقليص النشاطات الإيرانية في هذا الشأن، في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها دوليًا. - متى بدأ ترامب في إثارة الجدل حول هذا الاتفاق؟ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن رفضه لهذا الاتفاق النووي مع إيران مبكرًا، في حملته الانتخابية لرئاسة الولاياتالمتحدة، بل عد إلغاء البرنامج النووي من أولويات برنامجه الرئاسي، الذي نافس به المرشحة الرئاسية، هيلاري كلينتون عام 2016، إلى جانب عدد من الوعود الأخرى التي تحمس لها منتخبوه. - متى أعلن ترامب رسميًا عن إلغاء الاتفاق النووي؟ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا، عن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، في مايو هذا العام، متوجهًا في كلمة ألقاها عبر التليفزيون إلى العالم: «بعد استشاراتي مع قادة المنطقة والعالم استنتجت أنّه لا يمكننا عبر هذا الاتفاق منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، لهذا أعلن انسحابي من الاتفاق النووي». وأوضح في هذا السياق مبرراته لهذا الخطوة، قائلًا إن هذا الاتفاق ليس فعالًا بالشكل الكافي لمنع نشاط إيران النووي في المنطقة، مضيفًا أنه سيعمد إلى توقيع مذكرة تفاهم لإعادة فرض العقوبات «مجددًا» على إيران. - ما هو موقف الدول الأخرى المشاركة في الاتفاق من قرار ترامب؟ فور إعلان ترامب عن نيته، أعلنت الخمس دول الأخرى التي أبرمت الاتفاق النووي إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي الصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدةوألمانيا، عن تمسكها بالاتفاق مع طهران، معبرين عن «الأسف العميق» تجاه الخطوة الأمريكية. وقالت هذه الدول إنها ستضع نظامًا جديدًا لدفع الأموال في إطار الاتفاق من أجل تجاوز العقوبات الأمريكية، والحفاظ على الاتفاق المبرم بينها وبين إيران، نظرًا «لعدم وجود بديل أفضل لدى المجتمع الدولي»، بحسب وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون. - ما رأي إسرائيل في هذه الأزمة؟ أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعادة فرض العقوبات على إيران، قائلًا: «هذا اليوم تاريخي.. لهذا أود أن أشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذا القرار الشجاع والحازم والمهم، وأعتقد أنه سيسهم كثيرًا في الاستقرار والأمن للمنطقة». - ما هو الرد الإيراني؟ وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الإجراءات الأمريكية تجاه بلاده ب«الحرب النفسية»، ودعا إلى تعزيز الاستثمارات الأجنبية في طهران، لمواجهة تأثير هذه العقوبات على الاقتصاد، مضيفًا: «أعلم أن أوضاعنا وظروفنا ليست سهلة وهناك قوى كبرى تقف ضدنا، لكن نحن شعب عظيم وسنتجاوز ذلك».