ينتظر العالم ما ستسفر عنه الأيام القادمة قبل نهاية المهلة التي حددها ترامب للأوروبيين حتى ال 12 من مايو المقبل للتوصل إلى اتفاق تكميلى أو بنود إضافية أو الجلوس لتعديل ما وصفها ب"البنود المعيبة" فى الاتفاق النووى مع إيران. ومن خلال التصريحات التي صدرت من الجانب الإيراني خلال الأيام الماضية بشأن ما يسعى ترامب الى تنفيذه حول الاتفاق النووي، نرى ان السيناريوهات الخاصة بطهران واضحة وصريحة، اما عن الجانب الامريكي فالامور ضبابية وغير واضحة الى حد كبير. وكان ترامب قد هدد بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران الموقع في العام 2015 والذي رفعت بموجبه العقوبات ضد إيران مقابل الحد من برنامجها النووي إذا لم يتم فرض قيود جديدة على برنامجها الصاروخي بحلول 12 مايو المقبل. تفاصيل الاتفاق ذلك الذى تم التوصل إليه مع الغرب فى فيينا في ال 14 من يوليو عام 2015 وقعت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وألمانياوروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وإيران ، في ال 14 من يوليو عام 2015، على الاتفاق الذي خفف العقوبات الاقتصادية على طهران، في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي عام 2015. وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من مستوى التخصيب النووي بحيث لا يتجاوز 5 بالمئة، والتوقف عن بناء المزيد من مفاعلات المياه الثقيلة لمدة 15 عاما، والسماح للمفتشين الدوليين بدخول البلاد. رفض ترامب مبررات ترامب بشأن رفضه للاتفاق النووي مع ايران هي ان طهران ترفض السماح بتفتيش مواقعها العسكرية، الى جانب إخفائها لمنشآت نووية في الآونة الأخيرة، وذلك كون النظام الإيراني لم يلتزم بالاتفاق النووي وعمل على استغلال بعض الثغرات فيه لاختبار مدى صبر المجتمع الدولي على أنشطته العدائية. كما يعارض ترامب شروطاً تسمح لإيران بإعادة نشاطها النووي تدريجياً، كما يتهم إيران بانتهاك الاتفاق، خاصة باستمرارها إنتاج وتطوير واختبار الصواريخ الباليستية ودعمها للإرهاب والحروب الإقليمية. السيناريوهات الامريكية لا يمكن التنبؤ بما سيقرر فعله الرئيس الامريكي تجاه الاتفاق النووي مع ايران، كون أنه غير متحكم فى السياسة الأمريكية وأن القرار بيد قادة البنتاجون. ورجح مراقبون ان السيناريوهات الامريكية بشان الاتفاق الايراني لن تخرج عن تلك سيناريوهين، الاول هو خروج ترامب من الاتفاق، وبالتالي إعادة العقوبات المفروضة على إيران تلك التي كانت مفروضة على قطاعاتها الاقتصادية قبل توقيع الاتفاق. أما الثاني هو البقاء في الاتفاق مع توقيع العقوبات أو بمعنى أدق عدم تمديد رفع العقوبات، وهذا معناه تفريغ الاتفاق النووى من محتواه وجدواه بالنسبة لإيران ويؤدى إلى النتيجة الأولى وهي نقض الاتفاق أو الانسحاب الضمنى منه. السيناريوهات الايرانية الرد الايراني كان واضحا، وذلك يتضح من خلال تصريحات وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ، في حوار مع مجلة نيويوركر الامريكية، عن السيناريوهات الثلاثة لايران حال انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي. وهدد ظريف بان السيناريو الاول هو انسحاب ايران من الاتفاق نهائيا، واستئناف تخصيب اليورانيوم بقوة. وأضاف ظريف ان السيناريو الثاني يستخلص من آلية الخلاف والنزاع في الاتفاق النووي، حيث تسمح لجميع الأطراف تقديم شكوى رسمية في اللجنة التي تم تشكيلها للبت في انتهاك مضمون الاتفاق، موحا ان الهدف الرئيسي من هذه العملية هو اعادة امريكا مجددا الى الالتزام بمضمون الاتفاق النووي. وقال أن السيناريو الثالث والاخير، وهو الاكثر جدية وقوة، هو ان ايران ستعلن انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية "ان بي تي" حيث أنها من الموقعين على هذه المعاهدة. الموقف الاوروبي حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى تصريح إلى وسائل إعلام إسرائيلية – حسبما نشرت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، من أن وجود الاتفاق حول برنامج إيران النووى بعيوبه، أفضل من غيابه. وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد أعلن، أمي الاثنين، أن رئيسي ألمانيا وفرنسا سيحثان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران مادام ذلك سيؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة. اتفقت الولاياتالمتحدة مع المشاركين الأوروبيين "الترويكا" حول إيران (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، اليوم الثلاثاء، على الشروط التي تحافظ على الاتفاق النووي الإيراني، وفقا لصحيفة سودويتشه تسايتونج الألمانية. واتفق المفاوضون الأوروبيين والولاياتالمتحدة بعد خمس جولات على أن إيران يجب أن تهدد بفرض عقوبات جديدة على تجاربها الصاروخية والسياسة الإقليمية العدوانية، لكن الاتفاقية النووية ستبقى كما هي، على الرغم من أن بعض أجزائها سيتم تفسيرها بطريقة جديدة. وكان دبلوماسيون قد قالوا هذا الأسبوع إن حكومات الاتحاد الأوروبي تبدي مزيداً من التأييد لفكرة فرض عقوبات جديدة على إيران اقترحتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وفي تعليقه على زيارة ماكرون الى الولاياتالمتحدة، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، الجمعة الماضية، إن "الأوروبيين ولاسيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا يعملون بجد في محاولة لمعالجة بعض من أهم أو أبرز مخاوفنا المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية مثل الفقرة، التي تنص على انتهاء العمل بالقيود على برامج إيران النووية بعد عشر سنوات". وأضاف "هذا العمل لم ينته تماما بعد". من جانبه، قال السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح روبرت وود إن واشنطن تجري مناقشات "مكثفة" مع الدول الأوروبية الثلاث قبل انقضاء المهلة المحددة في مايو لاستئناف العقوبات على إيران إذا لم يصدر ترامب قرارات جديدة بتعليقها. الموقف الروسي والصيني قال وزير الخارجية سيرجى لافروف إنه اتفق مع نظيره الصينى وانج يى، على أن تحاول موسكو وبكين التصدى لأى محاولة أمريكية لتقويض الاتفاق النووى الإيرانى. واضاف "نعارض إعادة النظر فى هذه الاتفاقات ونعتبر أن محاولة إهدار سنوات من العمل الدولى، الذى نُفذ من خلال محادثات بين القوى الست الكبرى وإيران، ليعود لنقطة الصفر سيكون أمرا سلبيا جدا"، مؤكدا "سنصد محاولات تقويض هذه الاتفاقات التى نص عليها قرار لمجلس الأمن الدولى".