دعا يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب والمشرف العام على مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، ومركز الأزهر للترجمة إلى إقرار مفاهيم التعارف والتعايش والتعاون والتعدد والتنوع وغيرها من الدلالات التي تعبر عن الحضارة الإنسانية، بدلا من مصطلح «صراع الحضارات»، مضيفا أن سنة الله في التعدد والاختلاف والتنوع تسهم في التواصل بين الناس. وأكد «عامر»، -خلال كلمته فى مؤتمرِ التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي الذي ينعقد في نيويورك اليوم السبت- تحفظه على مصطلح «التطرف العنيف»، موضحا أنه لا يوجد تطرف عنيف وآخر رحيم، فالتطرف يؤدي إلى الإرهاب والتدمير، مطالبا بإقرار مصطلح يعني «شبهات المتطرفين وانحرافاتهم والرد عليها وتصحيحها» بدلا من مصطلح «الرواية والرواية المضادة» الذي يجعل الشبهة والحقيقة يقفان على قدم المساواة. ودعا إلى ضرورة تضمن المناهج الدراسية قيم التواصل الإنساني بين الشعوب، ودعم وتشجيع الأعمال السينمائية والتليفزيونية ومختلفِ الفنون التي تنشرُ ذلك، وتحويل مؤتمر التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي إلى جمعية مستقلة لها دورها الفاعل وقراراتها الملزمة للجميع، وتشكل من المعتدلين من الجانبين، مؤكدا ضرورة توجيه الدعم الأمريكي للآخرين إلى الجانب الإنساني والأخلاقي وليس للمصالح التي تعود عليها من خلال هذا الدعم. وأشار إلى أهمية تفعيل دور الملحقيات الثقافية في العالم الإسلامي وأمريكا، بما يدعم التواصل الحضاري والدعم العلمي، والاهتمام بالقواسم الإنسانية المشتركة، وإعداد برنامج عمل للتواصل الحضاري بين الجانبين، ومتابعة تنفيذه، وعرض نتائجه في مؤتمر العام المقبل. وأكد «عامر» ضرورة إقامة منتدى «حوارِ الثقافات» بصفة دورية واستضافته بالتناوب، لإتاحة الفرصة لشباب الجامعات - من خلفيات ثقافية وعقائدية مختلفة - للتعارف فيما بينهم لخلق جيل جديد ينشأ على لغة الحوار والتعايش السلمي وتبادل الرؤى ومصادر المعرفة، إضافة إلى دعم ورعاية الفقراء والمشردين في العالم الإسلامي خاصة في ميانمار، وفلسطين وغيرهما. كما أكد أهمية تشجيع التبادل الثقافي الإيجابي بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة بما يسهم في مكافحة التطرف، ونبذ الكراهية، وتمهيدِ الطريق لمرحلة جديدةٍ من العلاقات تقوم على التفاهم المتبادل والاحترام والثقة، مشددا على أن التواصل الحضاري بين الولاياتِالمتحدةِالأمريكية والعالم الإسلامي أمر حتمي وضرورة ملحة حيث يساعد على دحر الإرهاب والتطرف وترسيخ السلام العالمي. وقال نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب، إنه يجب الاهتمام السريع والجاد بحق العالم الإسلامي والعربي في المسجد الأقصى، وحق الفلسطينيين في أرضهم وديارهم. وأشار إلى دور الأزهر في التواصل الحضاري بوسائل كثيرة، منها التواصل المباشر مع لجنة مكافحة التطرف والإرهاب بمجلس الأمن، لافتا إلى مشاركة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في ثلاثة مؤتمرات بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وعقد المؤتمراتِ الدولية، مثل «مؤتمرُ السلامِ والمواطنةِ الدولي» و«مؤتمرُ القدس عام 2018».