حالة من السخط والغضب سادت بين الأثريين وأهالى الأقصر بسبب إقامة حفل عشاء وزفاف، داخل أروقة معبد الكرنك الفرعونية، مساء الخميس، واستمرار الحفل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، واعتبروه تدنيسا لقدسية الأثر ووقاره. وتسببت الواقعة فى إثارة حالة من الجدل الواسع فى الأوساط الأثرية والسياحية بالمدينة، خاصة وأن بوفيه العشاء أقيم بين أعمدة المعبد ومقصوراته وتماثيله ونقوشه المقدسة، الذى استضاف قرابة 300 مدعوا لحضور عقد القران وتناول وجبة العشاء. وانتقد النائب محمد يس، عضو مجلس النواب عن محافظة الأقصر، الواقعة، وطالب بالتحقيق فيها وعدم تكرارها، وقيام اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار بتحديد مواقع لمثل تلك الاحتفالات فى ساحات المعابد ومحيطها، وليس داخلها وسط الآثار. وفى الوقت الذى رحبت فيه الأوساط الأثرية بفكرة تنمية موارد وزارة الآثار، رأى محمد صالح منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بالأقصر، أن تنمية الموارد لا يعنى تحويل المعابد والمناطق الأثرية لساحات أفراح، مشيرا إلى أنه اعتاد على رؤية الحفلات فى الساحات المواجهة للمعابد، أو بعيدا عن المعالم الأثرية، مثل ما يحدث فى معبد الأقصر، حيث تقام حفلات العشاء فوق ربوة تطل على المعبد وليس بين أعمدته. ورأى الدكتور وائل نصرالدين أحمد، الخبير التنموى والقيادى بلجنة الوفد العامة فى الأقصر، الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهورى بالمحافظة، إن إقامة حفل عقد قران وعشاء داخل حرم المعبد وبين أعمدته يمثل سابقة هى الأولى من نوعها، وأنه لا يرى عيبا فى أن تبحث وزارة الآثار عن تنمية لمواردها، باستغلال حرم المناطق الأثرية، أو إقامة فعاليات حضارية وثقافية وفنية ذات قيمة تتناسب وقيمة آثارنا الضاربة فى أعماق التاريخ، والتى تمثل تراثا غنسانيا لمصر وللعالم أجمع.