«الفقي»: 90% من الأمراض النفسية يمكن علاجها بشرط التشخيص المبكر أعلنت الجمعية المصرية للطب النفسي، عن إطلاق حملة "احمي النفسية" للتوعية بالأمراض النفسية وأهمية الطب النفسية، وذلك بالاشتراك مع اتحاد الأطباء النفسيين العرب، ورعاية إحدى شركات الأدوية المحلية. وقال الدكتور ممتاز عبد الوهاب، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، إن المفاهيم الخاطئة عن الطب النفسي والأمراض النفسية ما تعاني منه مصر، موضحًا أن الحملة تهدف لتحسين صورة الطب النفسي والمريض النفسي. وأضاف عبد الوهاب، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم، على هامش المؤتمر الخامس عشر لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، أن هناك قاعدة تنص على أنه كلما تم التشخيص مبكرًا كلما أمكن التحسن والسيطرة على المرض النفسي. وأشار إلى أن الطب النفسي، يواجه مشكلة المعتقدات الخاطئة حول أدوية الأمراض النفسية، بأن الدواء يسبب إدمان ويؤثر على أعضاء الجسم، خاصة أن المرض النفسي قد يحتاج لفترات طويلة، وترك الدواء يسبب انتكاسات. وأوضح، أن هناك الكثير من الأمراض العضوية يكون سببها مشاكل نفسية لم تحل، وأغلب علاج الأمراض تحتاج إلى علاج الجانب النفسي، لافتًا إلى أن المرض النفسي مرض قابل للشفاء، عكس المعتقدات الخاطئة، ومن أكثر فروع الطب تحقيقًا لنسب شفاء عالية إذا تم التشخيص المبكر وحصل على الدواء المناسب. وأكد أن هناك علامات تدل على الاضطراب النفسي أو السلوكي، منها تشوّش الفكر أو انحراف المزاج أو السلوك على نحو لا يتسق مع المعتقدات والقواعد الثقافية، مضيفًا أن أعراض ذلك الاضطراب ترتبط في معظم الأحيان بضائقة تصيب الفرد أو بأمر يؤدّي إلى تعطيل ملكاته الشخصية. ولفت إلى أن هناك أعراض يمكن ملاحظتها تنتج عن الاضطرابات النفسية، ومنها جسدية مثل (حالات الصداع، أو اضطراب النوم)، وأعراض انفعالية (كالشعور بالحزن، أو الخوف، أو القلق)، وأعراض استعرافية مثل (صعوبة التفكير بوضوح، وظهور أفكار شاذة، وحدوث اضطراب في الذاكرة)، وأعراض سلوكية مثل (انتهاج سلوك عنيف، وعدم القدرة على أداء الوظائف الروتينية اليومية، والإفراط في تعاطي مواد الإدمان)، وأعراض إداركية مثل (رؤية أو سماع أشياء لا يقدر الآخرون على رؤيتها أو سماعها). وأشار إلى أن تلك الأعراض تختلف من اضطراب لأخر، مطالبًا من تظهر لديه أحد تلك الأعراض والعلامات اللجؤ لمساعدة الطبيب المختص، موضحًا أن أشهر الاضطرابات النفسية، (الاكتئاب، وإدمان المواد المخدرة، والفصام، والتخلّف العقلي، والانطواء على الذات في مرحلة الطفولة، والخرف). وقال أستاذ الطب النفسي، الدكتور محمد رضا الفقي، إن 90% من الأمراض النفسية، يمكن علاجها في حال التشخيص المبكر، بالإضافة إلى مواظبة المريض على التقيد بالمواعيد المحددة له من قبل الطبيب المعالج، والانتظام في استخدام الدواء. وواصل، أن من أبرز العوامل المؤثرة على الصحة النفسية طبقًا لمنظمة الصحة العالمية، تتمثل في الاعتلالات الجسميّة، وأمراض القلب، والاكتئاب، والأنماط الصحيّة غير السليمة، وتعاطي المخدرات والأدوية، بالإضافة إلى الفقر، والحروب، وفقدان الأمن، وانتشار اليأس، وتدني الدخل، وانتشار البطالة، وانتهاكات حقوق المرأة والطفل، وأساليب التنشئة الأسرية العنيفة وغير السليمة وغيرها. وأردف أن جميع هذه العوامل البيئيّة والنفسيّة والاجتماعيّة من شأنها حرمان الأفراد من التمتع بالاستقرار النفسي والصحة النفسية، وبالتالي انتشار وظهور الانحرافات وحالات القلق والأنماط السلوكيّة غير السليمة وغيرها الكثير من الآثار السلبية. ومن جانبه قال الدكتور أمجد طلعت، المدير العام بشركة للأدوية، إن الحملة تهدف إلى تصحيح مفهوم المرض النفسي في المجتمع المصري، وتشجيع المريض على التشخيص المبكر، وتوفير سبل تشخيص مبكر للمرض، إضافة إلى تحسين صورة المريض النفسى والطب النفسى. وأكد «طلعت»، أن الحملة سترفع من كفاءة الأطباء في التعامل مع المرض، كما ستوفر له علاجات مناسبة لمرضى الاضطرابات النفسية.