-عشرات الغارات الإسرائيلية على القطاع تسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين.. وأبو مازن يدعو المجتمع الدولى للتدخل الفورى -اجتماع طارئ ل«الكابينيت» لمناقشة الموقف.. ومسئول إسرائيلى: نقترب بسرعة من الحرب وسننقل قوات باتجاه غزة صعد جيش الاحتلال الإسرائيلى، اليوم، من عدوانه على قطاع غزة، لليوم الثانى على التوالى، وهو ما أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلة رضيعة وأمها، وذلك مع استمرار جهود أممية ومصرية للتوسط فى هدنة تضع نهاية لشهور من العنف المتصاعد. وقال مسئولون فلسطينيون إن ثلاثة أشخاص استشهدوا فى الهجمات الإسرائيلية أحدهم عضو فى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) فضلا عن امرأة حامل وابنها البالغ من العمر 18 شهرا، كما أصيب 15 مدنيا على الأقل بينهم اثنان فى حالة حرجة، وفق ما نقلت وكالة «معا» الفلسطينية. بينما أعلن جيش الاحتلال إن سبعة أصيبوا فى جنوب إسرائيل بينهم عاملة زراعية تايلاندية، إثر اطلاق نحو 150 صاروخا وقذيفة من القطاع باتجاه إسرائيل، وهو ما قاد للتصعيد، على حد زعمه. من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاى أدرعى، إنه «تم رصد نحو 150 صاروخا أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل»، موضحا أن معظم هذه القذائف سقطت فى مناطق غير مأهولة وتم اعتراض 25 منها. وأضاف أدرعى، وفق ما نقلت عنه إذاعة جيش الاحتلال، أن الجيش شن «غارات جوية ردا على إطلاق صواريخ على الأراضى الإسرائيلية من قطاع غزة» وإنه استهدف «مواقع» لحركة حماس التى تسيطر على القطاع. وأضاف أن الغارات الجوية ضربت 140 هدفا عسكريا» بينها «مجمعات تدريب وورش لصنع الأسلحة». وعرضت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلى صور منزل وسيارات متضررة فى سديروت فى حين دوت صفارات الإنذار فى عدة بلدات قريبة من القطاع لدعوة السكان للنزول إلى الملاجئ. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن إجمالى عدد المستوطنات التى تعرضت لصواريخ من القطاع تجاوز ال50. بدورها، ذكرت مصادر أمنية فى غزة إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع ومراكز تابعة ل«حماس» فى مناطق مختلفة فى القطاع أسفرت عن أضرار كبيرة. وبحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، فإن الغارات الإسرائيلية، خلال ليل أمس، وصباح اليوم، كانت الأعنف منذ حرب غزة الأخيرة عام 2014، حيث اهتزت لها أرجاء القطاع وأعادت إلى الأذهان أجواء الحرب. إلى ذلك، وبينما، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن مسئول عسكرى إسرائيلى، اليوم، إن الأوضاع تقترب بسرعة من اندلاع حرب ضد قطاع غزة، مشيرا إلى أن حركة «حماس» تبتعد عن التسوية، وأن جيش بلاده سينقل قوات باتجاه غزة، تحسبا لاندلاع مواجهة عسكرية شاملة. أفادت وكالة «رويترز» نقلا عن مسئول فلسطينى، قوله، إن فصائل المقاومة فى غزة ستوقف الجولة الأخيرة من القتال مع إسرائيل إذا أوقف الاحتلال عدوانه على القطاع. وأوضح المسئول فى غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية فى غزة والذى طلب عدم نشر اسمه، أن الفصائل المشاركة فى قتال عبر الحدود خلال اليومين الماضيين «ردت على جرائم العدو التى كان آخرها قتل عنصرين من المقاومة أثناء التدريب». وذلك فى إشارة إلى مقتل عضوين فى حركة «حماس»، قبل 3 أيام. وأضاف: «تعتبر فصائل المقاومة أن هذه الجولة من التصعيد قد انتهت من طرفها وأن استمرار الهدوء مرتبط بسلوك الاحتلال». وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، قد أعلنت أمس، مسئوليتها عن قصف المستوطنات والمواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وذلك ردا على مقتل عنصريها. إلى ذلك، ترأس اليوم، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، جلسة طارئة لمجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر «الكابينيت» لتقييم الوضع فى غزة. وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن الجلسة الطارئة ل«الكابينيت» والتى شارك فيها، وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، ورئيس هيئة الأركان الجنرال جادى آيزنكوت، ورئيس جهاز الشاباك، ورئيس الأمن القومى الإسرائيلى، انتهت دون توصيات. بدوره، دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، المجتمع الدولى إلى «التدخل الفورى والعاجل لوقف التصعيد الإسرائيلى، وعدم جر المنطقة إلى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار، ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، فإن عباس، أجرى اليوم، اتصالات دولية مكثفة على جميع المستويات لوقف التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة. ومن جانبها، دعت الأممالمتحدة إلى التهدئة، معربة عن أسفها خصوصا لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وقال منسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط، نيكولاى ملادينوف فى بيان: «أشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير فى أعمال العنف بين غزة وإسرائيل، خاصة إطلاق عدد كبير من الصواريخ باتجاه بلدات فى جنوب إسرائيل». ودعا ملادينوف جميع الأطراف إلى «الابتعاد عن حافة الهاوية»، مضيفا «لقد تعاونت الأممالمتحدة مع مصر وجميع الأطراف المعنية فى جهد لم يسبق له مثيل لتجنب مثل هذا التطور، جهودنا الجماعية منعت الوضع من الانفجار حتى الآن». كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مصدر مصرى، (لم تسمه)، قوله إن «مصر والأمم المتحدث تجرى اتصالات مع جميع الأطراف المعنية، وتبذل جهودا مكثفة لاحتواء التصعيد وإعادة الهدوء». وترعى مصر والأممالمتحدة مقترحا لتهدئة طويلة الأجل فى القطاع بين الفصائل وإسرائيل، وذلك بعد تصاعد التوتر منذ أشهر بين إسرائيل وحماس اللتين خاضتا منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة فى القطاع المحاصر منذ 2006 والذى يزداد سكانه فقرا مع معاناة يومية جراء البطالة والانقطاعات المتكررة فى الماء والكهرباء. فيما ترعى مصر والأممالمتحدة مقترحا لتهدئة طويلة الأجل فى القطاع بين الفصائل وإسرائيل.