-أكتب بسقف خيال ممتد إلى ما لا نهاية ثم على صُناع السينما اختيار البطل المناسب لما أكتبه -القراءة هى ما جعلتنى كاتبا وانتظارى لآراء الجمهور على روايتى أشبه ب«فيلم رعب» -مروان حامد مخرج عبقرى يحول النص إلى مشاهد لها رؤية إخراجية وفلسفية وبصرية -العمل القادم من نصيب السينما.. وأكتب بشكل إبداعى وإذا تماشيت مع السوق هبطل كتابة -صناعة الإبداع ستنهار بسبب السرقة.. والمزور يقنع القارئ بأنه يسدى إليه خدمة متعدد المواهب، لا شىء يحركه سوى الشغف، يؤمن بقدرة الكتابة والفن على تغيير العالم، ولديه من الأمنيات والأحلام الكثير، يسعى بدأب ومثابرة لتحقيقها، ورث عن والده حب التصوير، وكانت والدته سبب شغفه الدائم بالقراءة، وشجعته زوجته على احتراف الكتابة، ويرى أن الروايات التى لا تثير الجدل لا تعتبر ناجحة. وفى حواره مع «الشروق» يتحدث الكاتب والسيناريست أحمد مراد، عن أحدث أعماله السينمائية، والتغييرات التى لحقت بفيلم «تراب الماس»، وعن تعاونه المستمر مع المخرج مروان حامد، وكذلك دور المرأة فى حياته، واشياء اخرى مرتبطة بالأدب والفن والثقافة. * من التصوير للكتابة.. ثم إلى السينما وتقديم البرامج.. ما الدافع وإلى أين تنوى الذهاب أبعد من ذلك؟ أنا شخص يحب الحياة ومباهجها، والدافع وراء كل ما أفعله هو إيجاد المتعة، أحب الإذاعة فعملت على تقديم برنامج، وأحب السينما فكتبت لها، أما الرواية فهى تأتى بالطبع على قمة كل هذا، والأصل فى كونى كاتبا أننى بالأساس قارئ. * من المنتظر طرح فيلم «تراب الماس».. ما التغييرات التى أدخلتها عليه بعيدا عن الرواية؟ بالطبع حدث تغيير على المستوى العام بين الفيلم والرواية، فزمن كتابة الرواية كان عام 2008، والفيلم سيعرض فى 2018، وهو ما يعنى مرور 10 سنوات، ومن منطلق التعامل مع أبطال الرواية على أنهم شخصيات حية تتغير مثلنا تماما، كان لابد أن يحدث تغيير فرضه الزمن والظروف الدرامية للفيلم، فضلا عن أن الفيلم لا يمثل ملخصا للرواية، لكنه يمثل رؤية فنية خاصة بأبطال العمل خلف الكاميرات لفكرة الرواية نفسها، ومفيش فيلم فى العالم يقدم الرواية بالملى. * لكن ما هى أبرز تلك التغيرات؟ منها مثلا أننى قررت إزالة شخصية كاملة موجودة فى الرواية، مثل شخصية ياسر صديق البطل، وإضافة شخصية جديدة لم تكن فى الرواية، مع إضافة بعض الأحداث والتفاصيل المفيدة للفيلم. * كيف ترى المفاجآت التى يحملها الفيلم؟ أبطال العمل، هم المفاجأة الحقيقية.. ففريق الفيلم تغير تماما وأكثر من مرة أثناء التجهيز، وعلى الرغم من كونهم نفس أبطال فيلم «الفيل الأزرق»، إلا أنهم يقدمون الفيلم بروح جديدة ومختلفة، كما أن التأخير جاء لصالح العمل، واختيار ناس جديدة تماما تستحق أن تنضم لفريق العمل، وأنا سعيد بالعمل معهم، خاصة الفنان الكبير عزت العلايلى الذى يعود للسينما بدور «برجاس» بعد غياب دام ل19 عاما. * هل تتوقع أن يتربع «تراب الماس» عرش الإيرادات كما فعلها من قبل «الفيل الأزرق»؟ أتمنى أولا أن يحصل الفيلم على تقدير الجمهور، فهذا عندى الهدف الأول، ثم تأتى الإيرادات فى المرتبة التالية لذلك، فخروج الفيلم بالشكل الذى يرضينى جعله يتطلب إمكانيات ومجهودا كبيرا أثناء التنفيذ، وبالنسبة لى فأنا راضٍ عنه جدا بعد مشاهدته فى المونتاج لأكثر من 6 مرات، وأتمنى أن يكون هذا أيضا رأى الجمهور. * حدثنا عن التعاون مع مروان حامد؟ بحكم دراستنا السينمائية فمروان درس إخراج، وأنا تصوير؛ استطعنا الوصول إلى لغة مشتركة جمعت بين الأدب والفن، فحتى التفاصيل المتعلقة بالعمل نناقشها بالمصطلحات السينمائية، وأنا أرى فى مروان حامد مخرجا عبقريا، قادرا على تحويل النص إلى مشاهد لها رؤية إخراجية وفلسفية وبصرية عامة. * تكتب سيناريوهات رواياتك.. هل ستكتب سيناريوهات لأعمال مؤلفين آخرين؟ إذا أحببت العمل سأكتب على الفور السيناريو الخاص به، وأنا حاليا أكتب سيناريو ليس من أعمال أحمد مراد، وهو مأخوذ عن سلسلة «رجل المستحيل» الشهيرة، للدكتور نبيل فاروق، ومن إنتاج شركة «the producers». * هل تتخيل نجوما يصلحون لتجسيد شخصيات رواياتك سينمائيا وأنت تكتب؟ التصور للشخصيات مسبقا يُعد سجن، فالكتابة نوع من أنواع الحرية، والأساس أننى أكتب بشكل إبداعى وليس إنتاجى وإذا تماشيت مع سقف السوق سوف ابطل كتابة بعد فترة قصيرة، ولهذا فأنا أكتب بسقف خيال ممتد إلى ما لا نهاية، وبحرية شديدة، ثم على صُناع السينما اختيار البطل المناسب لما أكتبه. * أعمالك دائما الأكثر مبيعا.. ما السر؟ من حسن حظى، وتوفيق من ربنا، فهناك أكثر من سبب، الأول هو تزامن نشر روايتى الأولى مع بداية ظهور قائمة «البيست سيلر»، وشغف الناس وقتها فى معرفة وقراءة الأعمال التى تحتويها، أما العامل الثانى، فيعود لمحاولاتى الكتابة عن موضوعات تهم الشباب وتشغل عقله، فنحن بحاجة إلى روايات تبتعد عن الواقع وتثرى الخيال، وتكشف للآخرين عالما آخر، والأمر الأخير يعود للناس أنفسهم وذائقتهم. * دائما ما يصاحب رواياتك هجوم.. ما تفسيرك لذلك؟ الروايات التى لا تثير الجدل لا اعتبرها ناجحة، ففكرة الرواية قائمة فى الأساس على إثارة التساؤلات، وتقليب الأفكار، وطرح الأسئلة، التى يجعل الإنسان يخرج من منطقة مستقرة إلى منطقة التفكير النشط، وينتبه لأشياء جديدة لا يعرفها، ومن أجل كل هذا لا أضيق مطلقا من الجدل، فالهدف هو خلق حالة من النقاش. * ما هو المقياس الحقيقى للحكم على العمل الإبداعى؟ ** ذائقة القارئ من أهم مقاييس الحكم على العمل الجيد، فالعمل الإبداعى القوى يعيش أكثر، ويتخطى أزمنة كثيرة، كما يحدث مع أعمال كُتاب منهم: «نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وطه حسين» وغيرهم.. فماذا يفيد العالم فى عمل أدبى مهم للكاتب، ليس له جماهير؟! * كيف ترى مستقبل الإبداع فى ظل ما يحدث من سرقة للأعمال الأدبية والفنية؟ ستنهار الصناعة، فالمزور لا يتحمل سوى تكاليف الورق والتصوير، ويقنع القارئ بأنه يسدى إليه خدمة، أما دار النشر التى تتكلف بحقوق الكاتب والطباعة، وكذلك المنتجون سيتوقفون عن نشر وتقديم الأعمال لأنها تخسر، وبالتالى الكاتب سيتوقف عن الكتابة وتنهار صناعة النشر والسينما بأكملها، ووقتها لن يجد المزور ما يمكن تزويره. * ما هى الأسئلة التى تدور فى ذهنك قبل أو أثناء الكتابة؟ أسئلة كثيرة تصاحب كل رواية، منها: ما هو العمل الذى يعجب الناس ويرضينى، ثم ما هو المناسب للسوق وللزمن، والذى يعيش لسنين طويلة قادمة، وغيرها. فعملية الكتابة مرهقة جدا، لأنها تستوجب البحث الكثير قبلها، ثم كتابة الحبكة الدرامية على الورق، قبل تقسيم كل ذلك إلى قطع ومشاهد صغيرة يمكن التعامل معها كوحدات منفصلة. * كم من الوقت تحتاج لكتابة الرواية؟.. وهل تنتظر رأى الجمهور؟ أنا أكتب كل يوم بشكل مستمر، حتى وإن كان سطرا، وأجلس أكتب لمدة 6 ساعات يوميا، كى استطيع الارتباط بالشخصيات التى أكتب عنها، فكل رواية تحتاج سنتين من العمل، وخلال تلك الفترة اقرأ فيها كتبا تتعلق بالموضوع الذى أكتب عنه، إلى جانب الإطلاع على التحديثات الجديدة فى عالم الرواية وأساليبها، كما أبحث باللغتين العربية والإنجليزية، وأمام كل هذا الجهد أجلس أنتظر الآراء الأولى عن الرواية الجديدة، فأعيش فيما يشبه «فيلم رعب». * كتبت عن المرأة فى جميع أعمالك.. ماذا عنها فى حياتك؟ المرأة من أجمل نعم الله فى الحياة على الإطلاق، وفى حياتى من العظيمات الكثيرات؛ أولهن أمى فاطمة الزهراء، أول من علمتنى القراءة وحفزتنى على الإطلاع «كى أعيش أكثر من حياة»، كما قال العقاد، فجعلت مكافأتى وعقابى «كتاب»، حتى أصبحنا أقرب صديقين، أما الثانية فهى زوجتى شيرين راشد، التى شجعتنى للبدء فى الكتابة، فأصبحت الكاتب الذى تمنيته، وتأتى فى القائمة أسماء أميراتى «رقية وفاطمة» عيونى التى أرى بها المستقبل، وتفكير الجيل الجديد الذى أكتب له فيقرأ أعمالى يوما ما وأختى مى مراد، أغلى وأعز ما أملك. * عملك القادم سيكون من نصيب الرواية أم السينما؟ العمل القادم سيكون من نصيب السينما، فكما قلت أعمل حاليا على الانتهاء من سيناريو «رجل المستحيل»، ثم سأعمل على الرواية الجديدة. * عودت جمهورك دائما على طرح المبادرات الجديدة.. ما هى أحدث مبادراتك؟ من أمنياتى الحقيقية فى الحياة أن تستمر عادة القراءة فى حياة الناس، وأعمل حاليا على تبنى هشتاج «I read» من quotes factory الذى طرحته زوجتى شيرين راشد، كمبادرة لطرح القراءة كعادة يومية مفيدة للناس.