على خلفية تصاعد النزاع حول سياسة اللجوء بين طرفي التحالف المسيحي، المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بزعامة وزير الداخلية هورست زيهوفر، دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، إلى عقد قمة أزمة للائتلاف. وقالت رئيسة الحزب أندريا ناليس، اليوم الاثنين، عقب اجتماع لمجلس رئاسة حزبها في برلين: «سيجري مناقشة مستقبل الحكومة في هذه القمة». وذكرت «ناليس» أنها تحدثت من قبل مع ميركل وزيهوفر حول عقد مثل هذا الاجتماع، وقالت: «لم يتم تحديد موعد، لكن السيدة ميركل أخبرت لجانها الحزبية بضرورة عقد مثل هذا الاجتماع». ولا يوجد تأكيد من جانب التحالف المسيحي حول هذا الشأن حتى الآن. وأكدت «ناليس»، أن قضية اللجوء لن يقررها الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بمفردهما، موضحة أن حزبها الاشتراكي الديمقراطي سيظل محتفظ بحقه في الرفض حال توصل التحالف المسيحي لاتفاق يتعارض مع مواقف الحزب، وقالت: «لا يوجد تصرف تلقائي في هذا الأمر يقضي بأن نوافق على ما يتفق عليه التحالف المسيحي». ووافق مجلس رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليوم بالإجماع على خطة من 5 نقاط لسياسة لجوء وهجرة أوروبية مشتركة. وتدعم هذه الخطة قرارات القمة الأوروبية التي تفاوضت عليها ميركل وترفض اتخاذ إجراءات قومية منفردة في سياسة اللجوء، مثل التي يطالب بها زيهوفر. ويسعى زيهوفر إلى اتخاذ إجراءات قومية منفردة بطرد طالبي اللجوء، المسجلين في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي من عند الحدود الألمانية، بينما ترفض ميركل ذلك وتتمسك بالتوصل لحل أوروبي. ويتصاعد الخلاف بين طرفي التحالف المسيحي بسبب سياسة اللجوء، حيث أكد وزير الداخلية عزمه تقدم استقالته من منصبه كرئيس للحزب ووزير للداخلية خلال الأيام الثلاثة المقبلة في حال عدم التوصل لاتفاق مع ميركل في هذا الشأن. وأعربت «ناليس» عن صدمتها إزاء الخلاف بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب البافاري، وقالت: «التحالف المسيحي يقدم دراما متهورة. لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو»، مطالبة طرفي التحالف بإنهاء خلافاتهما، وقالت: «يتعين إنهاء تبادل إلقاء الذنوب بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب البافاري». وأكدت «ناليس» استعدادها لمواصلة الائتلاف الحاكم الكبير بين حزبها والتحالف المسيحي، موضحة في المقابل أنه يتعين أن يقوم التحالف المسيحي أيضا بدوره في ذلك، وقالت: «صبري بدأ ينفد». وعما إذا كانت تعتقد أنه بالإمكان حل هذا الخلاف، قالت ناليس: «كنت متفائلة على نحو أكبر أول أمس»، مضيفة أن حزبها غير مستعد بعد لإخفاق الحكومة.