دبلوماسيون: الخطوة لن تؤدى لوقف فورى لإطلاق النار.. وانسحاب المتمردين اليمنيين من المدينة نقطة شائكة مسئول أمريكى يدعو السعودية والإمارات لقبول الاقتراح.. وباريس تخفض مستوى التمثيل فى مؤتمرها حول اليمن ذكرت وكالة رويترز للأنباء، اليوم، نقلا عن مصادر دبلوماسية أن المتمردين الحوثيين فى اليمن ألمحوا إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأممالمتحدة، وذلك فى انفراجة محتملة للصراع الذى أثار أسوأ أزمة إنسانية فى العالم. وقال مصدر دبلوماسى بالأممالمتحدة إن الحوثيين ألمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأممالمتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه، مضيفا أن التحالف العربى الذى تقوده السعودية فى اليمن أبلغ المبعوث الأممى إلى اليمن مارتن جريفيث بأنه سيدرس الاقتراح. بدوره، أوضح دبلوماسى غربى إن الأممالمتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وستتأكد من إيداعها فى البنك المركزى اليمنى. ويقضى التفاهم بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأممالمتحدة. وأضاف: «أعطى السعوديون بعض الإشارات الإيجابية فى هذا الصدد وكذلك لمبعوث الأممالمتحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصدرت عن الإماراتيين أيضا همهمات إيجابية لكن لا يزال الطريق طويلا أمام الاتفاق». وتابع: لا تزال هناك تساؤلات حول انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة نفسها مثلما تطالب الإمارات وحلفاؤها اليمنيون وكذلك هناك تساؤلات حول وقف أوسع لإطلاق النار»، مشيرا إلى أن التوصل لاتفاق على مغادرة المدينة قد يكون أحد «النقاط الشائكة الكبيرة». وحذرت المصادر من أن الخطة ما زالت بحاجة لموافقة كل أطراف الصراع ولن تؤدى فى مراحلها الأولية على الأقل إلى وقف فورى لإطلاق النار. وتوجه مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث إلى العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين كما زار مدينة جدة السعودية هذا الأسبوع فى محاولة للتفاوض بشأن حل. وقال جريفيث فى بيان أمس إنه تحمس «بفضل التواصل البناء» للحوثيين وسيعقد اجتماعات مع الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى. وقال مسئول أمريكى: إن الولاياتالمتحدة تحث السعوديين والإماراتيين على قبول اقتراح. ولم يرد تعليق عن سفارتى السعودية والإمارات فى واشنطن حتى الآن. ولم يتسن الوصول إلى ممثلين عن الحوثيين للتعقيب. من جانبه، قال المتحدث الرسمى باسم قوات التحالف العربى، العقيد الركن تركى المالكى، فى مؤتمر صحفى فى بروكسل إن «خياراتنا كثيرة فى الحديدة بينها عملية عسكرية خاطفة، وسلامة المدنيين اليمنيين تشكل أولوية قصوى، وأى تنازل أو اقتراح من الحوثيين يجب أن يتم عبر المبعوث الأممى». وأمس، أدلى سفير السعودية لدى الأممالمتحدة، عبدالله المعلمى بتصريحات فى المنظمة الدولية أكد فيها على مطلب التحالف وهو خروج الحوثيين من المدينة تماما. وأوضح المعلمى أن ما يعرضه التحالف على الحوثيين هو تسليم أسلحتهم للحكومة اليمنية والمغادرة فى سلام وتقديم معلومات عن مواقع الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع. فى سياق متصل، ذكر دبلوماسيون ومصادر فى مجال الإغاثة أن فرنسا ستخفض مستوى التمثيل فى مؤتمر إنسانى بشأن اليمن بعدما اقتحمت قوات التحالف الذى تقوده السعودية مدينة الحديدة. وكان من المقرر أن ينعقد المؤتمر، الذى يضم دولا ومنظمات إنسانية وتشارك السعودية فى رئاسته، على المستوى الوزارى فى باريس يوم 27 يونيو بهدف التصدى «للوضع الإنسانى الملح» فى اليمن. وأعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن المؤتمر فى مايو بينما كان ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان واقفا إلى جواره، وكان من المقرر أن يلقى ماكرون كلمة فيه وكان يريد أن يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة. وذكر مصدر دبلوماسى فرنسى أن الاجتماع سيكون «على مستوى الخبراء الدوليين» للإعداد لاجتماع مستقبلى. وقال دبلوماسى فرنسى ثان إن «الهجوم على الحديدة زاد من صعوبة تبرير عقد هذا المؤتمر، خاصة فى ظل عدم حضور جميع الأطراف». وكانت وزارة الدفاع الفرنسية نفت وجود أى قوات لها على الأرض فى معركة الحديدة، ردا على تقرير لصحيفة لو فيجارو الفرنسية ذكر أن قوات فرنسية خاصة تعمل إلى جانب التحالف فى اليمن. وقبل 3 أيام، سيطرت قوات الجيش والمقاومة اليمنية بإسناد من التحالف العربى على مطار الحديدة، لكنها تواجه الآن حرب مدن ضارية مع المتمردين الحوثى الذين يتحصنوا فى الأحياء السكنية بالحديدة. وتخشى الأممالمتحدة من أن يزيد القتال من شدة ما هى بالفعل أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا فى العالم، مع اعتماد 22 مليون يمنى على المساعدات واقتراب نحو 8.4 مليون من شفا المجاعة. وميناء الحديدة هو شريان الحياة الرئيسى لمعظم اليمنيين.