فى حقيقة الأمر لا أعرف كيف تدار الأعمال داخل ماسبيرو؟ كما هو الحال فى الكثير من المؤسسات الفنية، وغير الفنية فى مصر. العشوائية تضرب كل الأماكن. لذلك من الصعب أن تجد حلا لمشكلة. أو صدى لحدث إلا إذا جاء القرار من أصحاب المعالى سكان الأدوار العليا فى المناصب. نهاية الأسبوع الماضى عرض التليفزيون المصرى حفلا للمطرب كاظم الساهر، والمطربة نانسى عجرم، وهو الحفل الذى أقيم ونظمته إحدى القرى السياحية الجديدة للترويج لنفسها. وهذا حقها الطبيعى أن تدعو من تشاء من المطربين، طالما أنها لم تخل بنظام وقانون الدولة. لكن ما يدعو للدهشة هو قيام التليفزيون المصرى بنقل الحفل. وكأن إدارته عاجزة عن تنظيم حفل خاص به. وهو الأمر الذى يدعونا لطرح السؤال: أين ذهبت حفلات ليالى التليفزيون؟ وكيف اختفت حفلات ليالى أضواء المدينة التى ظلت الإذاعة تنظمها لسنوات طويلة. وكانت سببا مباشرا فى ظهور أسماء كثيرة، وكبيرة فى عالم الغناء العربى؟. فهل لهذه الدرجة أصبح الغناء يلعب دورا هامشيا بالشكل الذى أصبحنا نطرحه جانبا؟. لا أرى مبررا لاختفاء ليالى التليفزيون، وأضواء المدينة سوى أن القائمين على الموسيقى والغناء بالإذاعة والتليفزيون لا يجدون مصلحة فى إقامتها. وهو ما يدعونا للقول: هل هناك أهم من أن يشعر المواطن المصرى بأن هناك جهازا يعمل من أجله. الناس فى البيوت أصابها الملل من الأغانى المعلبة التى تعرض على جميع الفضائيات. الناس فى المنازل أصابها الإحباط من كثرة الصراخ بسبب إصرار ماسبيرو على عرض أغانٍ لا تعبر عن ثقافة كل الناس، فالمسئولون يصرون على تقديم لون واحد. وشكل واحد للغناء. وأعتقد أن الحفلات الحية التى يرى فيها الجمهور نجمه المفضل دون تجميل تخلق نوعا من الشعور المتبادل بين المطرب والجماهير. وأعتقد أن ميزانية مسلسل واحد من المسلسلات التى يشترى التليفزيون حق بثها كفيلة بتنظيم 10 حفلات. لذلك على أجهزة ماسبيرو إعادة النظر فى مسألة اختفاء الليالى والأضواء.