انتشرت مؤخرا ظاهرة جديدة وهى «البيع أونلاين» في مجموعات «groups» على موقع التواصل الاجتماعي، مثل «فايسبوك»، وفكرتها تقوم على عرض السلع المختلفة للأعضاء عن طريق تواصلهم مع أصحاب "عارضى السلع والمنتجات للبيع ليتم الاتفاق على سعر وموعد وطريقة التسليم. وانقسمت الآراء حول هذه الظاهرة ما بين مؤيد ومعارض فالفريق الأول يرى أنها وسيلة سهلة وموفرة للوقت والجهد، أما الفريق الآخر فيراها أحدث وسيلة للنصب وأضرارها أكثر من منافعها. جودة أعلى: ياسمين محمد صاحبة جروب «نفسك» لبيع الملابس على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تقول إن البيع «أونلاين» أفضل فهو يحتوي على ملابس ذات جودة عالية وأشكال مختلفة أما المحال التجارية فأصحابها اقتصروا على شراء الملابس من المصانع الشعبية ويبيعون «الشغل الشعبي» وتضيف أن معظم المحال لا يهتمون بجودة الأقمشة، ويهتمون فقط بالشكل الذي يجذب الزبائن على عكس «جروبات» الأونلاين التى تحرص على اختيار أقمشة ذات جودة عالية، ومن الضروري معرفة الخامات والفروقات بينها. وتؤكد أنه من مخاطر البيع الأونلاين، هو أن الزبون يمكن أن يتعرض للنصب لأن هناك مجموعات تطلب تحويل الأموال أولا. أما أحمد السوري، صاحب محل لبيع الملابس فيقول أنهم لم يتأثروا بالبيع الأونلاين كثيرا، لأن معظم الناس لا يعرفونه، وأيضا الفرق بين البيع الأونلاين وبيع المحال التجارية يختلف، من حيث الاستايلات والموديلات والأسعار. ويعترف السوري أن أسعار الإنترنت أرخص من أسعار المحال لكن يختلف الزبون من كل جانب، فالبعض يفضل الموديلات المتداولة ويخشون التعامل مع موديلات الإنترنت موضحا: «المحلات أفضل طبعا، تقدر تشوف فيها الجودة والخامة وتقيس الملابس قبل ما تاخدها» خراب بيوت: نادية محمد صاحبة محل تجاري، هاجمت في كلامها حركة البيع الأونلاين، وقالت إنها غير منصفة لأصحاب المحال الذين يدفعون إيجار وكهرباء والضرائب للدولة على عكس الجروبات والتي يقدر أصحابها على البيع بحرية وبأسعار يحددونها. وأضافت أن البيع الأونلاين لا يعد طريقة سليمة فالفتيات يتعرضن للنصب من قبل بعض الجروبات بجانب عدم قدرتهن على مشاهدة المنتج عن قرب وتحديد جودته مضيفة «الزبون اللي بيفهم مش هيشتري من النت ده زي السمك في المية» بحسب تعبيرها. «حرية أكبر في الاختيار» رغم تحذيرات أصحاب المحلات من الشراء عبر الانترنت، إلا أن البعض يفضله وهذا ما تؤكده مروة محمد طالبة بكلية التجارة، التي تقول إنها تفضل التسوق عبر الإنترنت حيث إنها تحصل على موديلات كثيرة مناسبة لها بالمقارنة بالموديلات المعروضة في المحال التجارية بالإضافة إلى أسعارها المناسبة، وتشير إلى أن طلبها يأتيها إلى باب منزلها وهو ما يعني توفير الوقت والجهد فى الشراء. تجربة مع النصب: أما نور محمد، الطالبة بكلية الآداب جامعة حلوان، فتروى تجربة لها مع الشراء عبر الإنترنت قائلة إنها قامت بطلب «أوردر» من جروب على الفايسبوك، ووجدت عيوب في المنتج وعندما أخبرت البائعة قامت بالتهرب أولا ثم حظرها. وتضيف نور أنها قامت بخدعة لتسترد أموالها حيث طلبت من صديقتها طلب «أوردر» آخر بنفس المواصفات التي تريدها وعندما أرسلت صاحبة الجروب المنتج أبلغتها أنها حصلت عليه مقابل للمنتج المعيب السابق! من جانبه يرى أحمد عادل مدير شركة استشارات تسويق، أن «السوشال ميديا» تعتبر أدوات ترويجية تشبه «المغناطيس» وأن الفكرة تكمن في حب الشعب للاختلاط وتبادل الأحاديث فالشعب المصري اجتماعي ونشط بطبعه، فمن الطبيعي توظيف ذلك للمنفعة وسد الاحتياجات، فمثلا ربة المنزل التي لا تستطيع التسوق يمكنها بسهولة البحث عن السلع التى تريدها دون أن تتحرك من منزلها وتختار المنتج الذى تريده ويأتيها إلى باب منزلها بكل سهولة ويسر.