قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر عانت من محاولات للنيل من مكانتها خلال الفترة الماضية نتيجة لعوامل داخلية وخارجية، وهو ما ترفضه ثوابت التاريخ والجغرافيا. وأضاف «السيسي»، في كلمته خلال جلسة حلف اليمين الدستورية رئيسًا للجمهورية لفترة ثانية، صباح السبت، أن مصر واجهت الإرهاب الغاشم وواجهت التحديات التي خلفها الإرث الثقيل من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وما نجم عنها من آثار سلبية على مناحي الحياة، مشيرًا إلى مواجهة مصر خلال الفترة الرئاسية الأولى التحدي الأكبر في تاريخ مصر، وتغلبت عليه بإخلاص النوايا والعمل الدؤوب المتجرد في مرحلة عصيبة، وبدأت في الانطلاق نحو مستقبل أكثر ثباتًا وعزمًا على تحقيق الحسم في معركة بناء الوطن. وأوضح أنه منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها منصبه، وضع خطة عمل قائمة على الإسراع بالخطى في الإصلاح على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية بجانب المواجهة الأمنية للمخاطر التي تحيق بمصر، مشيرًا إلى إطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة التي تهدف لتعظيم أصول الدولة وتحسين بنيتها التحتية وتوفير فرص عمالة كثيفة تسير بالتوازي مع مخطط شامل للإصلاح الاقتصادي لمواجهة التراجع الكبير في مؤشرات الاقتصاد العام. ولفت إلى وضع شبكة برامج حماية اجتماعية لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن الإصلاحات الاقتصادية، مضيفًا أنه بعد أن حققت المرحلة الأولى نجاحها، فإنه سيضع بناء الإنسان المصري على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة المقبلة، يقينًا منه بأن كنز الأمة الحقيقي هو الإنسان، والذي يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل بدنيًا وعقليًا وثقافيًا، بما يعيد تعريف الهوية المصرية من جديد بعد محاولات العبث بها. وأكد أن ملفات التعليم والصحة والثقافة في مقدمة اهتماماته، وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومي والتي من شأنها الارتقاء بالإنسان المصري في كل هذه المجالات، واستنادًا على نظم علمية لتطوير منظومتي التعليم والصحة لما يمثلانه من أهمية بالغة لبقاء المجتمع المصري قويًا ومتماسكًا. وأوضح أن مصر ستمضي بقوة وثبات لتعزيز علاقتها المتوازنة مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية في إطار من الشراكات وتبادل المصالح دون الانزلاق إلى نزاعات أو صراعات لا طائل منها تعتمد في ذلك على إعلاء مصالح الوطن العليا واحترام سيادة الآخرين، والتأكيد على مبدأ الحفاظ على السيادة الوطينة للدول وعدم التدخل في شؤونها بالإضافة إلى تدعيم دور مصر التاريخي في قضايا المنطقة.