يضفى شهر رمضان على الحياة فى إندونيسيا، بهجة من نوع خاص، جعلت ذلك البلد الآسيوى الكبير، الذى يقطنه اكثر من 250 مليون مسلم، يدرج شهر رمضان ضمن برامجه السياحية، حيث تختلف مظاهر الحياة عن باقى شهور السنة، وخاصة فى مساجد اندونيسيا التى يتجاوز عددها 100 ألف مسجد. ويروى أحمد بيهاكى، الطالب الاندونيسى الذى يدرس فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ويقيم فى مدينة البعوث الإسلامية منذ عام 2012، نبذة عن طقوس شهر رمضان فى الجزر الاندونيسية، قائلا فى لقاء مع «الشروق»: «بمجرد الإعلان عن حلول شر رمضان، تنتشر البهجة والفرحة فى أرجاء البلاد وتبدأ التهانى، ويرى الأطفال وهم يحملون الشموع والفوانيس ويسيرون بها فى الشوارع وبين البيوت للتعبير عن فرحهم، كما أن المسحراتى يطوف هو الآخر الشوارع لإعلام الناس بدخول الشهر وإيقاظ النائم منهم لتناول طعام السحور.. وتتزيين الشوارع بمصابيح خاصة». ويضيف بيهاكى: «لرمضان طقوس يلتزم بها الإندونيسيين، وأهمها إقامة صلاة التراويح فى المساجد، ويواظب عليها الرجال والنساء والأطفال، وتغلق المقاهى والملاهى تقديرا للشهر الكريم.. كما أنه من العادات المتبعة، انتهاز فرصة هذا الشهر ليتصالح المتخاصمون، ويتم عقد حفلات التصالح هذه عادة فى المساجد، ويكون عادة الافطار فى المسجد، حيث يجتمع المواطنون قبل أذان، وتوضع الأطعمة على الأرض، بعد أن يتم نقلها من المنازل، ويجلس الجميع قبل الأذان للإفطار جنبا إلى جنب، كما تقام موائد إفطار جماعى فى عدد من الفنادق الكبيرة، وأيضا فى منازل الأغنياء». وعن أشهر المأكولات الرمضانية فى اندونيسيا يقول: «يعد الأرز هو الطعام الرئيسى فى إندونيسيا، والذى يؤكل مسلوقا أو مقليا، ويطهو الإندونيسيون طعامهم فى حليب جوز الهند والزيت، وأحيانا يقدمونه مغلفا فى ورق جوز الهند أو الموز. ويمكن تقديم الأرز مع اللحم أو السمك أو الخضار، أو مطعما بالتوابل الحارة فقط. واللحم الذى يؤكل فى إندونيسيا هو لحم الجاموس المائى والبقر والدجاج وبعض المناطق يؤكل فيها لحم الغزال.. كما تعد الذرة طعاما رئيسيا فى بعض المناطق، وهناك نوع من الحساء عبارة شوربة حلوة والمسماة (كولاك) وتتكون من عصير جوز الهند والسكر والموز والقمح المجروش». وعن العبادات فى شهر رمضان، يقول بيهاكى: «صلاة التراويح فى إندونيسيا يؤديها المسلمون ثمانى ركعات فى بعض المساجد، وفى بعضها الآخر تصلى عشرين ركعة، وقد تتخلل صلاة التراويح أحيانا الدروس الدينية، وتشارك النساء فى صلاة التراويح، حيث يصلين من وراء ستائر خاصة بهن فى مؤخرة المسجد.. وتنشط دروس العلم الشرعى، وحلقات تلاوة القرآن خلال الشهر الفضيل؛ حيث تزدحم المساجد بالمصلين وطلبة العلم من أهل البلاد هذا فضلا عما تستضيفه الدولة من بعض العلماء من خارج، وتقام الدروس ومدارسة القرآن الكريم بعد صلاة العصر كل يوم».