91 عاما مرت على ميلاد يوسف إدريس، الطبيب الأديب، الملقب بملك القصة القصيرة، فقد ولد في عام 1927 وتوفي في 1991 عن عمر ناهز 46 عاما، قضاها مبدعا ومؤثرا في ثقافة ووعي المصريين. كانت الكيمياء والعلوم هي شغف «إدريس» الأول، لذلك قرر أن يكون طبيبا، وبالفعل التحق بكلية الطب، وبسبب اشتراكه في مظاهرات ضد الإنجليز ونظام الملك فاروق، تم إبعاده عدة أشهر عن الجامعة. عمل الأديب الكبير كطبيب بالقصر العيني من 1951-1960؛ وفي هذه الأثناء حاول ممارسة الطب النفسي عام 1956، إلا أنه لم يكمل، فربما وجد ضالته في الأدب ففضل أن يشرّح الناس نفسيا في كتاباته. ثم اتجه بعدها للكتابة والصحافة فعمل صحفي بجريدة الجمهورية عام 1960، كاتب بجريدة الأهرام، 1973 حتى عام 1982، بالإضافة إلى عضويته في نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب. في عام 1954 ظهرت أولى مجموعاته القصصية وهي «أرخص الليالي» وفي عام 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معهم في معارك استقلالهم لعدة أشهر وأصيب بجرح. توالت الأعمال الإبداعية لإدريس، فنشر ضمن المجموعات القصصية، جمهورية فرحات، النداهة، التي تحولت لفيلم شهير بطولة ماجدة، البطل، أما الروايات فأبرزها، الحرام، التي تحولت لفيلم بطولة فاتن حمامة، العيب، تحولت لفيلم بطولة رشدي أباظة ولبنى عبد العزيز، رجال وثيران. ومن الروايات أيضا، البيضاء التي تحولت لمسلسل بطولة شيرين سيف النصر وسناء جميل ومصطفى فهمي، السيدة فيينا، بيت من لحم، التي تحولت إلى فيلم من إنتاج روسي مصري، وشارك في مهرجان الإسماعيلية عام 1991، أكان لابد يا لي لي أن تضىء النور، الذي تحول إلى فيلم «لي لي» بطولة عمرو واكد ودينا نديم وإخراج مروان حامد، وهو الفيلم الممنوع من العرض. ومن أهم المسرحيات التي ألفها، المهزلة الأرضية، المخططين، الجنس الثالث، وترجمت أعمال إدريس إلى 24 لغة أجنبية منها 65 قصة ترجمت وحدها إلى الروسية. وكان «إدريس» مطلعا على الأدب العالمي وخاصة الروسي، لذا يلقبه الكثير بتشيخوف العرب، نسبة إلى الأديب الروسي الشهير أنطون تشيخوف، وهو من أبرز من كتبوا القصة القصة القصيرة في التاريخ بحسب العديد من النقاد، وكان يعمل طبيبا أيضا، ولهذا يتشابه كثيرا مع أديبنا العربي ملك القصة القصيرة. من أبرز أقوال «إدريس»: «إن كل الحرية المتاحة في العالم العربى لا تكفي كاتبا واحدا، النقد في السر مساومة، إن في عينيها جرأة لا يقتلها الرصاص إذا أطلق، حب الاستطلاع إذا استبد بالمرأة أصبح سيدها الأعلى الذي يحركها أنى شاء، عاقل جدا لدرجة إن الناس فاهمة إني مجنون أو مجنون جدا لدرجة إني فاهم إني عاقل». لقاء يوسف إدريس كامل: https://www.youtube.com/watch?time_continue=18&v=I3FUHw1LQSw فيلم لي لي: https://www.youtube.com/watch?v=rtGxN1sz-2A