• أساتذة مناهج: نقدم لأبنائنا منهج مثالي لمعلم غير مقتنع وغير مدرب • وزير التعليم: تخريج معلمين بمواصفات مطلوبة للنظام الجديد خلال 3 أعوام أكد خبراء وأساتذة المناهج وطرق التدريس أنه لا يوجد معلمين مناسبين لتدريس نظام التعليم الجديد الذي يبدأ بمرحلة رياض الأطفال، خاصة فيما يتعلق بالمواد الدراسية المدمجة معا (العلوم والحساب والجغرافيا والتاريخ) وهو ما يعرف بالنظام المتكامل. وطالب خبراء التدريس بالتنسيق مع كليات التربية لإعداد هؤلاء المعلمين، على أن يتم تأجيل تطبيق النظام الجديد لمدة عامين، عام للحوار حوله وعام آخر للتجريب قبل تعميمه، واصفين المقترح الجديد ب"بذرة طيبة في أرض غير صالحة"، فيما قال طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إنه تم التنسيق مع لجنة قطاع كليات التربية لإعداد المعلم المطلوب للنظام الجديد. وقال الدكتور محمد رجب فضل الله، أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية وعميد تربية العريش السابق، "إن نظام التعليم الجديد المطروح والخاص برياض الأطفال يتضمن أمور إيجابية، ولكن على أرض الواقع الكلام سيختلف بسبب الاستعداد له والمتابعة". وأضاف فضل الله ل«الشروق»، أن الطفل في مرحلة رياض الأطفال وفي السنوات الأولى الثلاثة بالمرحلة الابتدائية في مرحلة يطلق عليها "مرحلة تأسيسية" وهذه المرحلة يفضل فيها المنهج المتكامل المحوري، وتكامل معرفي، موضحًا أن ما أعلن عنه وزير التعليم علميا صحيح، ولكن كان يلزمه أولا تكوين رأي عام قوي يدعمه خاصة الرأي العام التربوي وهذا لم يحدث للأسف، ولم يتم تهيئة الرأي العام التربوي، والمشكلة الأخرى كان يجب تجريب المقترح الجديد أولا قبل تعميمه. وأشار إلى أن "لو كان الوزير نسق عمل تهيئة للرأي العام التربوي، كان المعلمين دافعوا عن الفكرة والمنهج"، وتابع: "الآن نحن سنقدم لأبنائنا منهج مثالي لمعلم غير مقتنع وغير مدرب على هذا المنهج وهذا الأمر كفيل بفشل التجربة". وأوضح أن فكرة تدريب المعلم خلال إجازة الصيف ولفترة محدودة غير عملية وغالبا التدريب لا يجني ثماره، وبالنسبة لفكرة تكامل المواد هي فكرة ممتازة جدا وخاصة ستقدم باللغة العربية، مستطردا: "المشكلة أنه لم يعرض علينا المقترح الجديد ولا بشكل مؤسسي، وقرأنا عنه من الإعلام والصحف"، مؤكدًا أنه لا يوجد معلم لتدريس المواد المتكاملة خاصة لطلاب الفرق الرابعة والخامسة والسادسة بالابتدائية، وكان ينبغي قبل سنوات أن تبدأ كليات التربية تغير في نظام إعداد المعلمم لمثل هذا النظام وحتى يكون معلم يستطيع تدريس هذه الأنظمة. ولفت فضل الله النظر إلى أنه في حالة تأجيل هذا النظام لمدة عامين، عام للحوار وعام آخر للتجريب كان من الممكن أن ينجح، لكن ما يحدث الآن "نلقي بذرة طيبة في أرض غير صالحة". أما علي قورة أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية بكلية التربية بالمنصورة، فقال إن المنهج المتكامل موجود بالفعل، والمواد تخدم على بعضها، ضاربا مثال: "التلوث، في مادة العلوم يأخذ وحدة التلوث، وفي الجغرافيا يأخذ التلوث والرياح والانبعاثات التي تؤدي للتلوث، وفي اللغة العربية واللغة الإنجليزية كذلك، بعض المواضيع تتكلم عن التلوث وهذا مرغوب، وممكن لطلاب رياض الأطفال والصفوف الثلاثة الأولى بالمرحلة الابتدائية لأنه يوجد معلم فصل أو كشكول يدرس جميع المواد"، مؤكدًا أن الإشكالية الوحيدة هي عدم وجود معلم لطلاب الصفوف الرابعة والخامسة والسادسة. وأشار قورة ل«الشروق» إلى أنه لابد أن تقوم كليات التربية بتأهيل معلم قادر على اكساب طلابه المهارات المتكاملة التي توائم هذا المنهج، وحاليا لا يوجد معلم لتدريس هذا النظام ويوجد فراغ، ومن الصعب أن تستعين بفريق معلمين يدرسوا للطفل، وبالنسبة لتدريب المعلمين، قال: "هما مشغولين في امتحانات والدراسة هتكون قربت تبدأ، هيدرب إيه؟"، وتابع: "التدريب سيكون شكلي وعلى الورق وضياع لملايين الدولارات على الفاضي، وهذا دور كليات التربية أن تعد معلم، وللأسف لا يوجد تنسيق معنا وبين الكليات والوزارة حتى الآن". وقال الدكتور عبدالله سرور، وكيل مؤسسي نقابة علماء مصر وأستاذ بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، إن كليات التربية حاليا ليس بها أي إدراك لإعداد المعلم لتنفيذ هذا النظام الجديد، موضحًا أن كليات التربية تخرج نوعين من المعلمين، نوع متخصص في مادة علمية ويسمى الشعبة العامة، ونوع آخر لشعبة التعليم الأساسي وهذه تخرج معلم متخصص في التدريس للسنوات الثلاثة الأولى للمرحلة الابتدائية ويسمى معلم كشكول أو فصل، وهناك نوع ثالث من المعلمين بكليات رياض الأطفال ويتم إعدادهم لمرحلة رياض الأطفال (الحضانة). وأضاف سرور ل«الشروق» أنه بالتالي فكرة معلم خاص لتدريس ما يقوله الوزير غير موجود وهذا من ضمن الأخطاء على الوزير، وكان لابد أن يقدم مشروعه لكليات التربية لكي تغير وتعد معلمين يستطيعوا تدريس هذا النظام". ومن جانبه، قال وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، في تصريحات ل«الشروق»، أنه اجتمع أمس الأول، مع لجنة قطاع كليات التربية بالمجلس الأعلى للجامعات بالتنسيق مع وزير التعليم العالي، وتم الاتفاق على كل ما ذكروه الأساتذة والإشكاليات التي تواجه النظام التعليمي الجديد، وهو التنسيق مع كليات التربية لوضع مواصفات معلم الفصل المطلوب في النظام الجديد. وأضاف شوقي: "قدمنا للجنة القطاع مجموعة من المقترحات، الأولى: نعطي الكليات مواصفات المعلم المطلوبة للنظام الجديد، لكي يفكروا ويستطيعوا تخريج هذه النوعية من المعلمين خلال عامين أو ثلاثة، وثانيا: طلبنا أن ترشح كل كلية 4 أساتذة ويفضل من صغار السن من المدرسين والمدرسين المساعدين، لتدريبهم من قبل الشركاء الأجانب عندما يأتوا إلى مصر، ويتم تدريبهم جيدا ويكونوا جزء من الخريطة". وتابع: "الفكرة هي توطين الخبرة الأجنبية في كليات التربية، وتدريب الأساتذة المرشحين تدريب متواصل ونعتمد عليهم، ودورهم الاشتراك في تدريب المعلمين أثناء تواجد الشركاء الأجانب، وعايزين نتعلم منهم ونوطنها في كليات التربية". وأكد وزير التعليم أن الوزارة تراعي كل التخوفات من قبل أولياء الأمور والخبراء قدر الإمكان، ويتم إجراء عملية تغيير جلد، قائلا: "ومش كل حاجة بتبقى جاهزة، والسنة الأولى من تطبيق النظام الجديد هنتعب فيها شوية في معلم الفصل، ولكن هناخدها سنة بسنة بالتعاون مع كليات التربية ويكون طالع لنا معلمين جدد لغاية ما يوصلوا التلاميذ رابعة ابتدائي".