كشفت تقارير صحفية أمريكية اليوم، أن مرشحة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لرئاسة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى.آى.إيه»، جينا هاسبل، عرضت الانسحاب من المنصب، إثر مخاوف حول دورها فى برنامج الاستجواب الذى نفذته الوكالة عام 2002. وقال مسئولان مطلعان فى الإدارة الأمريكية لوكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية، إن «هاسبل عرضت الانسحاب بالتزامن مع استدعائها للاستجواب فى البيت الأبيض، الجمعة، للحصول على تفاصيل إضافية حول تورطها فى برنامج ال«سى.آى.إيه». واعتمد البرنامج المذكور على «التعذيب والوحشية فى استجواب مشتبه بهم فى عمليات إرهابية بعد أحداث 11 سبتمبر2001»، بحسب «أسوشيتد برس». وجاء استجواب هاسبل من قبل مسئولى البيت الأبيض، استعدادا لجلسة تعقدها لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ للتصديق على تعيينها، الأربعاء المقبل. ومن أبرز المشاركين فى الاجتماع مارك شورت مسئول الشئون التشريعية وسارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض. إلى ذلك، قال مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن عرض هاسبل الانسحاب جاء بدافع من تنامى المخاوف بين أنصارها من أن البيت الأبيض بات قلقا لأن ترشيحها أصبح فى خطر. كما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن أربعة مسئولين أمريكيين كبار أن هاسبل أبلغت البيت الأبيض بأنها ستنسحب لتفادى جلسة صعبة تعقدها لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ للتصديق على تعيينها، والتى قد تلحق الضرر بوكالة المخابرات. وعادت هاسبل بعد ذلك لمقر الوكالة فى لانجلى بولاية فرجينيا. وقالت مصادر للصحيفة ذاتها إن ترامب اتصل هاتفيا بالموظفين للضغط على هاسبل للبقاء كمرشحة. وبحلول السبت تردد أنها وافقت على الاستمرار فى الترشح. ولم تصدر هاسبل قرارا واضحا ورسميا حول هذا الشأن بعد. وفى ذات السياق، نقلت شبكة «إن.بى.سى. نيوز» الأمريكية عن مصادر (لم تسمها) إن «عدة مسئولين من البيت الأبيض توجهوا إلى مقر المخابرات الأمريكية لتشجيع هاسبل على البقاء فى المنصب وعدم الانسحاب». ورشح ترامب، هاسبل، فى مارس الماضى، لتكون أول امرأة تترأس تلك الوكالة فى تاريخ الولاياتالمتحدة، خلفا لمايك بومبيو الذى تولى رسميا منصب وزير الخارجية فى أبريل الماضى، بدلا من ريكس تيلرسون. وتواجه هاسبل (61 عاما) انتقادات حادة حول إشرافها على أحد السجون السرية التابعة للوكالة فى تايلاند حيث تعرض معتقلون للتعذيب، عام 2002 فى عهد إدارة الرئيس الجمهورى جورج دبليو بوش. كما اتهمت هاسبل بإتلاف تسجيلات مصورة لعمليات الإيهام بالغرق، التى تعد أبرز أشكال التعذيب فى ذلك السجن. وقبل نحو أسبوع كشفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عن مذكرة تبرأ ساحة هاسبل من ارتكابها أى جرم فى صياغة أمر بتدمير كل الأدلة المسجلة على شرائط حول أساليب التعذيب الوحشية التى اتبعتها الوكالة. وتفيد المذكرة التى كتبها مايكل موريل، النائب السابق لمدير الوكالة عام 2011، بأن مراجعة الاجراءات التأديبة كشفت أن هاسبل «لم ترتكب أى خطأ، وأنها أصدرت أمر تدمير تلك الأشرطة بناء على تعليمات مباشرة من رئيسها»، بحسب صحيفة «وشنطن بوست» الأمريكية.