الصين والعراق وأفريقيا أسواق واعدة.. والسياحة العربية السند وقت الأزمات نتفاوض مع الحكومة لتسيير رحلات شارتر من المغرب العربى إلى شرم الشيخ قال محمد رضا داود عضو غرفة شركات السياحة ورئيس مجلس ادارة شركة لاكى تورز إن السياحة المصرية مازالت تعانى من حالة انحسار فى الحركة الوافدة التى بدأت تداعياتها منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء نهاية أكتوبر 2015، مشيرا إلى وجود لوبى دولى يقوده «الانجليز» مازال يحاصر مصر اقتصاديا من دول لها أغراض سيئة والسياحة تعد إحدى وسائل الحصار الاقتصادى. وأضاف رضا داود ل«مال وأعمال الشروق» أنه يجب أن سبب التدهور الاقتصادى الحالى هو السياحة، وأن الحركة الوافدة من أوروبا مرتبطة بالسوق البريطانية والذى يتحكم فى حركة السياحة الدولية للوجهات المختلفة وفقا لوجهة نظره الأمنية. وإذا عاد الإنجليز لجميع المقاصد السياحية المصرية ستعود أسواق عديدة لمصر، وفقا لداود. وأكد عدم قدرة القطاع السياحى للتوصل لصيغة تضمن عودة حركة السياحة البريطانية إلى شرم الشيخ حيث تتعنت لندن ربما لأسباب سياسية ليست لها علاقة بحادث الطائرة الروسية مشيرا أن الحركة الوافدة من كتلة أوروبا الشرقية وروسيا لا تزال مرهونة بقرار بريطانى ما يستدعى ضرورة الالتفات سريعا للسوق الآسيوية وخاصة اليابانوالصين وإن كانت الأخيرة وحدها تصدر للعالم أكثر من 120 مليون سائح سنويا. وتابع: «أزمة السياحة الروسية لا تكمن فقط فى الحادثة ولكن الجانب الروسى أيضا يمر بأزمة اقتصادية ويحاول الحد من السياحة الخارجية»، مشيرا إلى أن الروس استغلوا الأزمة فى الترويج للسياحة فى مدن داخلية لتقليل الإنفاق فى الخارج. وتوقع استعادة مصر لحركة السياحة الروسية عقب قرار استئناف الطيران الشارتر لجميع المدن السياحية المصرية خاصة شرم الشيخ. وبالنسبة للسوق العربى، أكد رئيس مجلس ادارة شركة لاكى تورز أن السياحة العربية هى طوق النجاة بالنسبة لصناعة السياحة فى مصر نظرا لاستمراريتها وعدم تأثرها بما يحاك عن الوطن بالخارج وأنه من البديهى أن نقدم لها التسهيلات المناسبة ولا يجب قصر هذه التسهيلات على منطقة الخليج فقط ولكن يجب أن تمتد إلى المغرب العربى، إذ يوجد طلب كبير على مصر من كل من الجزائر والمغرب ويصعب على الكثيرين من الأشقاء العرب الحصول على التأشيرة فى بلد مثل الجزائر التى يضطر فيها المواطن للسفر لأكثر من ألف كيلو للوصول إلى القنصلية المصرية. وأشار إلى أنه يأمل فى سرعة تطبيق التأشيرة الالكترونية التى ستقضى على كثير من المعوقات التى تعترض انطلاق الحركة السياحية الوافدة لمصر، لافتا إلى الاجراءات الفنية التى تتم حاليا بالتنسيق بين وزاراتى الخارجية والداخلية لتفعيل هذه التأشيرة والبدء فى تنفيذها فى أقرب وقت ممكن. وفيما يتعلق بالسوق العراقية، أشار رضا داود إلى أن حركة السياحة الوافدة من السوق العراقية إلى مصر شهدت تحسنا ملحوظا خلال الربع الأول من العام الجارى، لافتا إلى أن عدد السائحين العراقيين الوافدين لمصر خلال هذه الفترة بلغ 50 ألف سائح، متوقعا أن يصل عددهم إلى 400 ألف سائح بنهاية العام الجارى. وقال إن هناك إقبالا كبيرا من قبل السائحين العراقيين لزيارة مصر ما يتطلب تقديم جميع التسهيلات للحصول على تأشيرات الدخول عند منافذ الوصول لمصر، موضحا أن العراقيين يتميزون بنفس العادات والتقاليد المصرية واللغة ما يجعل القاهرة سوقا مميزة لهم، غير أن أيادى تنظيم الدولة الإرهابى «داعش» لا تزال تعبث بالعراق ما يخلق مخاوف أمنية على مصر. وأشار داود إلى زيادة الحجوزات السياحية من دول المغرب العربى للمدن السياحية المصرية خاصة الجزائر، لافتا إلى أن شركته «تتفاوض حاليا مع الحكومة لتسيير رحلات إلى شرم الشيخ خلال الصيف الحالى حيث يتزايد الطلب من دول المغرب العربى على زيارة مصر إلى جانب تدفق الطيران من السوق اللبنانية الذى وصل إلى 40 طائرة اسبوعيا، وتبقى مهمة القطاع هى نقل السياحة من موسمية إلى شبه منتظمة، وخلق منتج الاجازة الاسبوعية وتوفير وسيلة النقل المباشرة وتسهيل اجراء الحصول على التأشيرة». وذكر أن القيادة السياسية فى جمهورية الصين منحت صناع القرار السياحى الضوء الاخضر للتوجه إلى مصر، ولكن تبقى العقبة فى توفير الطاقة الناقلة أمام الأعداد المهولة المتدفقة من بكين للعالم، وطالب بضرورة توفير شركات طيران خاصة قادرة على نقل الحركة الصينية لمصر، وكذا إنشاء شركة طيران مصرية خاصة عملاقة وهى فكرة ليست جديدة ولكن لم يتم التعامل معها خلال الفترة الماضية بجدية على الرغم من الحاجة لشركة خاصة مصرية تقود التوجهات السياحية للبلاد. وأشار إلى أن توقف الطيران الشارتر يعد العائق الأول لمضاعفة حركة السياحة الصينية الوافدة لمصر والاعتماد فقط على رحلات الطيران المنتظم التى تقوم بها الشركة الوطنية «مصر للطيران». وطالب رضا داود بتشجيع السياحة الوافدة من افريقيا، موضحا أن السائح الافريقى يتميز بكونه مرتفع الإنفاق مقارنة بجنسيات آخرى كثيرة، ولكن الإجراءات الأمنية تقف عائقا أمام التوافد الافريقى. وأكد عضو غرفة شركات السياحة أن مسئولية الترويج الأولى تقع على عاتق القطاع السياحى الخاص كل فى مجاله ووفقا للسوق التى يعمل بها وليست شركة علاقات عامة تتقاضى ملايين الجنيهات. وقال رئيس مجلس إدارة لاكى تورز إن المسئولية الاساسية التى يجب أن توكل لشركة العلاقات العامة فى الفترة المقبلة من جانب هيئة تنشيط السياحة هى تحسين الصورة الذهنية لمصر وهى مهمة قد لا يملك القطاع الخاص إمكانيات للقيام بها، بالإضافة إلى ان تكلفتها عالية لا تقوى شركات السياحة على توفيرها، فيما يترك الترويج للمنتج السياحى لأهل الخبرة وقدامى السياحيين فهم أدرى بذلك. ولفت إلى حاجة القطاع لتفعيل دور هيئة تنشيط السياحة للقيام بمهامها التى أنشئت من أجلها، موضحا أن الهيئة لديها قصور فى عملها سواء بالنسبة للإمكانيات المادية أو البشرية من الشباب والكفاءات ويجب معالجة هذا القصور فى أقرب وقت ممكن حتى تؤدى الهيئة الدور المنوط بها فى زيادة الحركة الوافدة لمصر.