تأمل شرطة «سيمي فالي» في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، أن يؤدي اعتقال ما يطلق عليه «قاتل الولاية الذهبي»، إلى مساعدة السلطات في فك لغز قتل أم وابنها الأصغر في جريمة وقعت منذ 40 عاما. بدأت قصة الجريمة عندما وُجدت «رواندا ويت» مخنوقة بحبل «مكرمية» بشقتها في 11 نوفمبر 1978، وكان ابنها «دونالد» 4 أعوام مخنوقا أيضا. واتهمت السلطات حينها «كريج كولي»، الذي كان يواعد الضحية بقتلها، وهو ما أبقاه في السجن لأكثر من 38 عاما، قبل أن تكشف التحقيقات التي أجريت مؤخرا أنه أدين بالخطأ. في الأسبوع الماضي، اعتقلت سلطات كاليفورنيا «جوزيف جيمس» 72 عاما، وزعمت أنه هو «قاتل الولاية الذهبي»، الذي يعتقد أنه وراء مقتل 12 شخصا و50 حالة اغتصاب في 10 مقاطعات مختلفة في كاليفورنيا، بين أعوام 1974 إلى 1986. واتُهم «جيمس» بالقتل العمدي في عام 1978 في جريمة مقتل «كاتى وبراين ماجيوري» ولم يعترف حينها بارتكابه الواقعة. «نفس ملابسات الجريمة» يقول ديفيد ليفنجستون، رئيس شرطة «سيمي فالي»، إن هنلك أوجه شبه عديدة بين حادث مقتل الأم وطفلها وبين طريقة «قاتل الولاية الذهبي»، في ارتكاب الجرائم، خاصة ما يتعلق ب«التوقيت والملابسات». ويضيف «ليفنجستون»، أن قوات الشرطة تتعاون مع المحققين في قضية «القاتل الذهبي» لمضاهاة حامض ال«DNA» الخاص ب«جيمس»، بمرتكب جريمة قتل الأم وطفلها الذي أصبح غير معروفا الآن. وفي تصريحات ل«سي إن إن»، ذكر أن: «القاتل الذهبي كان يجوب الولاية ويتحرك كثيرا بين عدة مناطق، وهو بالتاكيد شخص يمكن أن يشتبه به؛ لأن هناك الكثير من التشابهات في طريقة ارتكابه للجرائم، لكن هناك اختلافات أيضا، وهو ما يدعم عملية تحرياتنا عن المغتصبين والقاتلين المتسلسلين في التوقيت الذي ارتكبت فيه الجريمة». «أنا واصلت المعركة فقط!» أعاد رئيس الشرطة فتح التحقيقات بعد استشارة مايك بيندر، رئيس المباحث السابق للشرطة، والذي عبر عن قلقه إزاء إدانة «كولي» فيما قالت السلطات إنها أعادت التحقيقات في القضية عام 2016 بالتعاون بين الشرطة ومكتب المحامي العام للمقاطعة. وأضافت السلطات أن العينات البيولوجية التي كان يعتقد أنها فقدت، قد وجدت في معمل خاص، وعن طريق إجراء تحليل تشريحي متقدم من قبل الطب الشرعي، تم الكشف عن أن الأدلة البيولوجية التي أدانت «كولي» لا تخصه، بل تخص شخص آخر. وقال «بيندر» ل«سي إن إن»، إنه كان من الجيد رؤية «كولي» حرا بعد سنوات من اعتقاده ببراءته، مشيرا إلى أنه طالب بوقف التحقيقات في هذه القضية والتحدث مع المحققين بشأن ذلك بالرغم من خطر هذا على مساره الوظيفي، وهو ما كان يمكن أن يفقده عمله. وتابع: «لم يكن هناك أحد ليقاتل من أجل الحقيقة ومن أجل المتهم البرئ، ولذلك استكملت المعركة، وكان هذا هو القرار الصائب، في تقديري، كان من المستحيل أن يتم الاشتباه به خاصة في ظل وجود مشتبهين آخرين ليس لديهم ما يبعد عنهم التهمة». وأضاف أنه سوف يتفاجئ إذا تم اتهام «قاتل الولاية الذهبي» بقتل الأم وطفلها؛ لأنه لديه تصورات أخرى حول هوية مرتكب الجريمة. وحاول «كولي»، إثبات براءته مرتين عن طريق الاستئناف على الحكم واستخدام درجتي التقاضي، لكنه أدين في النهاية بالسجن المؤبد. وفي ديسمبر الماضي، وافقت سلطات كاليفورنيا عن العفو عن «كولي»، وحصل على تعويض بلغت قيمته أكثر من 1.9 مليون دولار في فبراير الماضي بعد إدانته بالخطأ. وقال «كولي»، إنه توقع الحصول على تعويضات كبيرة، لكن لا شيء سيعيد له عمره الذي مضى، مضيفا أن عائلة القتيلة ستهتم بمعرفة القاتل الحقيقي، وأنه سيكون سعيدا بانتهاء هذه القضية. ويقول «بيندر»، إن «كولي» فقد أفضل سنوات عمره عندما كان في السجن، وأن كل أقاربه توفوا. وأصبح المتهم البرىء ومفتش المباحث السابق أصدقاء، وبقى «كولي» مع «بيندر» وزوجته، لكن يطمح إلى امتلاك مسكنه الخاص مع كلب كرفيق له، بحسب المفتش السابق، الذي يؤكد أن «كولي» شخص رائع ومتسامح وكان قلقا بشأن عائلات الضحايا.