بعد فترة من الثقة المشوبة بالحذر لدى المنتخب الإسباني وأنصاره ، جاء الفوز الكاسح 6 / 1 على المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم في مباراتهما الودية أمس الثلاثاء ليثير شعورا بالنشوة والثقة الهائلة في قدرة الفريق على الفوز بلقب كأس العالم 2018 بروسيا. وإذا كانتا هناك مباراة يمكنها أن تقنع بلدا ما بقدرة فريقها على الفوز بلقب المونديال ، فإنها هذه المباراة التي قهر فيها الماتادور الإسباني راقصي التانجو الأرجنتيني مساء أمس الثلاثاء على استاد "واندا ميتروبوليتانو" في العاصمة مدريد. وفرض إيسكو لاعب ريال مدريد نفسه نجما لمباراة الأمس وبرهن عمليا أنه سيكون أحد نجوم المونديال الروسي حيث سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) وقاد فريقه للفوز الكاسح ليكون أكبر فوز في تاريخ المواجهات بين الفريقين. وأشادت الصحافة الإسبانية الصادرة اليوم الأربعاء بأداء وفوز الماتادور الإسباني على نظيره الأرجنتيني الفائز بلقب المونديال في نسختي 1978 و1986 . وأعربت الصحافة الإسبانية اليوم عن ثقتها في إمكانيات الماتادور وقدرته على تكرار إنجاز عام 2010 والفوز بلقبه العالمي الثاني. وذكرت صحيفة "سبورت" الإسبانية الرياضية ، في عنوان صفحتها الأولى ، : "الآن ، يعلم ميسي من هو المرشح الأقوى" ونشرت لميسي صورة يجلس مفعما بالحزن خلال مشاهدته للمباراة من المدرجات حيث غاب عن المباراة بسبب الإصابة. وركزت صحيفة "آس" الإسبانية الرياضية في عنوان صفحتها الأولى على إيسكو وكيف حظي اللاعب بتشجيع حار من الجماهير في المدرجات مع كل تمريرة له ف الشوط الأول حيث كان حاضرا بشكل قوي في كل هجمة إسبانية على المرمى الأرجنتيني وأحرز ثلاثة أهداف للفريق. وركزت وسائل الإعلام في العاصمة مدريد على سطوع إيسكو في ظل خروجه من حسابات الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد بشكل كبير في الآونة الأخيرة وهو ما أصبح من الصعب تبريره في ظل التألق الهائل للاعب مع الماتادور الإسباني. وقال جولين لوبيتيجي المدير الفني للمنتخب الإسباني ، بعد المباراة ، : "لا أريد الانغماس في هذا الأمر. سأضع قدمي في هذا الموضوع لو علقت على قرارات زيدان". ولدى سؤاله عن السبب وراء خروجه من بؤرة الاهتمام في الريال ، قال إيسكو بدبلوماسية : "أحظى بفترة مشاركة أكبر مع المنتخب الإسباني ولكن في ريال مدريد هناك العديد من اللاعبين البارزين وربما لم أحظ بمكان في التشكيلة الأساسية لهذا". وبلا شك ، سيكون لوبيتيجي سعيدا إذا حصل إيسكو على قسط من الراحة خلال مسيرته مع الريال من الآن وحتى نهاية الموسم لأنه إذا حافظت هذه المجموعة من اللاعبين على لياقتها البدنية ، فإنها ستكون قادرة على قهر أي فريق خلال فعاليات المونديال. وحافظ المنتخب الإسباني على سجله خاليا من الهزائم في 18 مباراة متتالية خاضها تحت قيادة لوبيتيجي ليصبح الفقريق الوحيد الذي يحظى بهذا السجل الممتد من المباريات المتتالية الخالية من الهزائم حاليا. ويضاعف من أهمية الفوز الذي حققه الفريق أمس أنه تغلب على غياب سيرخو بوسكتس لاعب الوسط ورمانة الميزان في برشلونة والمنتخب الإسباني. وشهدت مباراة الأمس أيضا تألق لاعب آخر ربما بنفس قدر تألق إيسكو وهو ياجو أسباس نجم سلتا فيجو ومهاجم ليفربول الإنجليزي سابقا. وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية الرياضية ، عن أسباس الذي شارك في الشوط الثاني من المباراة ، : "كان كابوسا للمنتخب الأرجنتيني". ومع نجاح أسباس ودييجو كوستا ورودريجو مورينو في هز الشباك خلال مباراتي الفريق الوديتين أمام ألمانيا (يوم الجمعة الماضي) والأرجنتين (أمس) ، سيكون من الصعب على ألفارو موراتا أن يفرض عودته إلى المنتخب الإسباني. ويخوض المنتخب الإسباني مباراة ودة أخرى قبل السفر إلى روسيا للمشاركة في المونديال حيث يلتقي نظيره السويسري بمدينة فياريال في الثالث من يونيو المقبل وذلك بعد اختيار القائمة النهائية لفريق في المونديال والتي ستضم 23 لاعبا فحسب. وقال لوبيتيجي : "سنبدأ كأس العالم بدون أي نقاط في رصيدنا" في إشارة إلى أن الفوز على الأرجنتيني والتعادل مع ألمانيا لا يعني شيئا إذا لم يقدم الفريق عروضا قوية ونتائج طييبة في مبارياته بالمونديال الروسي.