صيحة نصر أطلقتها ولاء عندما علمت بتأجيل المدارس إلى شهر أكتوبر، لأنها استطاعت بذلك تأجيل شراء مستلزمات المدارس إلى راتب شهر أكتوبر، «بدل ما كل المصاريف كانت فى شهر واحد». ولاء ربة منزل وأم لثلاث أطفال فى مراحل دراسية مختلفة. شهرا أغسطس وسبتمبر كانا بمثابة ماراثون تخوضه وعليها أن تخرج منه سالمة «عيد ومدارس ورمضان والنبى ده اسمه كلام». جمعت ولاء كل الطلبات الخاصة بالمناسبات الثلاث ودونتها على ورقة «علقتها على باب الثلاجة علشان أشوفها كل يوم»، وبدأت فى الشراء. ياميش رمضان «اشتريت عينات، علشان يبقى اسمنا اشترينا ياميش»، وتتفادى شكوى الأولاد. ولكنها ظلت فى حالة خوف من تزامن العيد مع العودة إلى المدارس «هدوم عيد ولبس مدارس وعيدية وكشاكيل». تمنت من الله أن تحدث المعجزة «أنا شكرت ربنا على إنفلوانزا الخنازير»، لأنها ترى أن ملايين من المصريين توسلوا للحكومة لتقوم بتأجيل المدارس لرفع المعاناة عن الشعب «ولا حياة لمن تنادى». وقفت ولاء أمام إحدى المكتبات بمنطقة الفجالة، وبدأت تتلو طلباتها على البائع وهى تسأله «الأسعار غليت ليه؟». يرد مبتسما «المصانع رفعت السعر علينا». أسعار الكشاكيل والكراسات ارتفعت بنسبة 25% على الأقل عن العام الماضى، فوصل سعر دستة الكشكول 60 ورقة إلى حوالى 10 جنيهات بدلا من 8 جنيهات، وسعر الكشكول 80 ورقة وصل إلى جنيه. ولذلك فسوق المستلزمات المدرسية «نايمة»، كما يرى عادل صاحب المكتبة، رغم أن الدراسة على الأبواب. أما محمود وهو أيضا صاحب إحدى المكتبات بالمنطقة فيعتقد أن ارتفاع الأسعار ليس وحده سبب الركود الذى تشهده الفجالة، «المشكلة أن العيد ورمضان مع المدارس دمروا ميزانية الأسرة». ويقول محمود إنه يشاهد نقاشات حامية بين الأب والأم أثناء الشراء هدفها التوفير «هى تقوله دستة، وهو يقولها هاتى فرط أحسن». ولاء قلصت الكميات المعتادة «كنت بجيب بالدستة علشان طول السنة»، ولكنها قررت أن تشترى احتياجات الأبناء للنصف الأول من العام الدراسى فقط، «فى الترم التانى مفيش أعياد». ولم يختلف المشهد فى سوق الحقائب المدرسية حيث عبر عم سعيد صاحب أحد المحال فى منطقة العتبة عن ضيقه من تراجع المبيعات عن العام الماضى. هو يشعر أن «السوق بقى غريب» بسبب انتشار الحقائب الصينية الرخيصة حيث يصل سعر الحقيبة متوسطة الحجم إلى 30 جنيها. «المشكلة أنها بتتقطع من أول لابسة علشان ضعيفة»، ولكنه مضطر لبيعها أمام رغبات الزبائن فى شراء حقائب رخيصة. وإن كان يصر على إخبارهم بالحقيقة «بقولهم دى صينى ومش هاتعيش، لكن بيفهمونى غلط وبيقولوا لى أنت عايز تبيع الغالى طبعا». لكن هدف عم سعيد، على حد قوله، بيع حقيبة واحدة جيدة «تعيش طول السنة»، أفضل من بيع خمس حقائب صينى بنفس المبلغ. ولاء اقتنعت بكلام عم سعيد واشترت شنط مصرية خاماتها جيدة «علشان تستحمل 6 كشاكيل لكل مادة، غير الكتب». لكن مشكلة جديدة طرأت وأثارت جدلا بينها وبين أبنائها. الأبناء مصرون على شراء الحقائب التى تحمل صورة كرومبو. رفضت الأم لأن الخامة غير جيدة. «كفاية كرومبو على التيكت والكشاكيل والمساطر».