عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني، إقرار هدنة مع حركة طالبان خلال كلمته في بداية فعاليات المؤتمر الثاني لما يسمى " عملية كابول" للسلام اليوم الأربعاء. وقال غني إذا قبلت الجماعة المسلحة، التي لم يتم دعوتها للمؤتمر، عرض السلام وشاركت في العملية، سوف يتم الاعتراف بها كجماعة سياسية. وعرض غني إصدار جوازات سفر أفغانية لأفراد طالبان وفتح مكتب لهم في كابول والإفراج عن سجنائهم وإلغاء العقوبات. وأضاف مخاطبا قادة طالبان وكل أعضائها " القرار في أيديكم. اقبلوا السلام، انضموا لطاولة المفاوضات ودعونا نبنى هذه الدولة سويا". كما سعى غني للتواصل مع باكستان، التي يتهمها مسؤولو أمريكاوأفغانستان منذ وقت طويل بإيواء مسلحي طالبان وتوفير ملاذات آمنه للمسلحين. وقال غني إنه يمكن للدولتين نسيان الماضي وبدء فصل جديد في علاقتهما. ولم يتم دعوة طالبان لحضور المؤتمر الذي يستمر لمدة يوم، ولكن مصادر قالت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إنه من المقرر أن يحضر اخا جان معتصم، الوزير السابق في حكومة طالبان عندما كانت تتولى السلطة حتى عام 2001، فعاليات المؤتمر. ويتردد أن معتصم كان وسيطا بين الطرفين في الماضي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية في وقت سابق إنه أن ممثلي 26 دولة وثلاث منظمات دولية مشاركين فى المؤتمر سوف يسعون لإيجاد سبل لكي تشارك طالبان في طاولة المفاوضات. ويشار إلى أن طالبان تسيطر أو تمارس نفوذها على نحو 13 % من أفغانستان، بحسب إحصاءات أمريكية، في حين تقول مصادر أخرى إن المسلحين يسيطرون على 40%. وقد رفضت طالبان أكثر من مرة إجراء مباحثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، التي تصفها بأنها " نظام دمية" ، وطالبت بدلا من ذلك بإجراء مباحثات مع أمريكا، صاحبة المساهمة الأكبر من حيث عدد القوات في الصراع. وكررت طالبان طلبها بإجراء مباحثات مع أمريكا أمس الأول الاثنين. ومع ذلك تصر واشنطن والمجتمع الدولي على أنه يتعين على الحكومة الأفغانية أن تقوم بدور رئيسي في مباحثات السلام. وسوف يركز المؤتمر على إجراءات مكافحة الإرهاب. وأسفرت الحرب في أفغانستان عن وقوع عواقب كارثية، حيث اضطر 460 ألف أفغاني للفرار من منازلهم العام الماضي فقط بسبب الصراع، في حين قتل وأصيب أكثر من 10 آلاف شخص، بحسب إحصاءات الأممالمتحدة.