وعد الاتحاد الأوروبى مصر بالموافقة على فتح باب تصدير البطاطس المصرية إلى أوروبا فى موسم 2009/2010، وذلك خلال المشاورات التى تمت بين الجانبين فى بروكسل يوم 16 من الشهر الحالى، والتى تم الإعلان عن نتائجها أمس، من خلال بيان لوزارة الزراعة. وأشار الجانب الأوروبى، إلى أن الموضوع سيتم عرضه على خبراء من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى فى بروكسل يومى 22 و23 من الشهر الحالى، ثم على لجنة عليا فى 20 أكتوبر، «ومن المتوقع أن تكون النتائج إيجابية ولصالح مصر»، على حد تعبيره. وكان الاتحاد الأوروبى قد أصدر قرارا فى 17 يوليو 2009، يحظر فيه دخول البطاطس المصرية إلى أوروبا فى موسم 2009/2010، نتيجة لاكتشافه 6 حالات مصابة بالعفن البنى. واعتبر الجانب المصرى أن القرار الذى اتخذه الاتحاد الأوروبى «خاطئ وغير مقبول»، على حد تعبير البيان، مبررا ذلك بأنه «بُنى على طريقة وآلية خاطئة لحساب عدد حالات الإصابة، وبالمخالفة لما كان متبعا فى الأعوام السابقة، ووفقا لمكاتبات رسمية بين الجانبين». فقد قام الاتحاد الأوروبى بحساب عدد حالات الإصابة على أساس اللوطات (6 لوطات)، فى حين أن الطريقة السليمة، والتى كانت متبعة من قبل، تقوم على أساس الأحواض أو المناطق (وهى فى هذه الحالة 4 مناطق فقط). بالإضافة إلى ذلك فقد تم اتخاذ القرار بطريقة تعسفية من جانب واحد، وبالمخالفة لما تنص عليه اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية من ضرورة التشاور بين الجانبين، قبل اتخاذ أى قرار، خصوصا أنه ليس هناك خطر طارئ، بحسب الجانب المصرى. وبناء على ذلك أوضح الوفد المصرى «رفضه التام لهذا القرار»، طالبا إلغاءه وعدم تطبيق طريقة الحساب الجديدة «الخاطئة» لعدد حالات الإصابة التى اتبعتها أوروبا هذا العام. إلا أن الجانب الأوروبى رفض إعادة النظر فى القرار، بل أعلن تمسكه بتطبيق طريقة وآلية الحساب الجديدة لعدد حالات الإصابة على أساس اللوطات، وليس على أساس الأحواض أو المناطق. وقال إن «هذه الطريقة تمثل سياسة جديدة للاتحاد الأوروبى، وأن هذه السياسة ليست مبنية على أسس فنية أو علمية أو تقديرا للمخاطر، إنما بناء على قرار سياسى للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى»، بحسب التعبير الوارد فى البيان. وأشار البيان إلى أن الوفد المصرى شعر بأن هذه السياسة الجديدة «التفاف» على الاتفاق الذى يوشك على التطبيق، ويقضى بدخول البطاطس المصرية المصدرة إلى أوروبا بدون تعريفات جمركية من نظام المواسم والحصة، والسماح بتصديرها طوال السنة، وبدون حد أقصى للكمية المصدرة. وفى هذا السياق، أشار أحد أعضاء الوفد الأوروبى إلى أن تحرير صادرات البطاطس المصرية إلى أوروبا يستلزم التشديد فى تطبيق معايير الصحة والصحة النباتية، بما يعنى «فتح الباب من ناحية، وإغلاقه من ناحية أخرى من خلال عوائق فنية وجمركية»، تبعا للبيان. وفى ضوء ذلك، أعلن الجانب المصرى أنه يريد تدخلا سياسيا على مستوى الوزراء المعنيين، وعلى مستوى لجنة المشاركة المصرية الأوروبية. وكانت مصر قد صدرت 341 ألف طن بطاطس فى موسم 2008/2009 (المنتهى فى يوليو الماضى)، منها 207 آلاف طن إلى دول الاتحاد الأوروبى.