قال الدكتور هاني عازر، مستشار رئيس الجمهورية، وأسطورة الأنفاق في ألمانيا، إنه لم يعرف طريق اليأس في أي يوم من الأيام، مضيفًا أنه تعلم أخلاقيات العمل وتحويل الأزمات إلى فرص، واتخاذ العوائق بداية نجاح جديدة وفرصة للانتصار. وأوضح "عازر"، خلال كلمته في فعاليات مشروع "الملهم"، للموسم الثاني، على هامش الأسبوع الألماني بالدلتا، مساء أمس، بحضور السفير الألماني بالقاهرة، يوليوس جورج، أن النجاح ليس بالبدايات أو النهايات، مشددًا على أن النجاح الحقيقي هو الاستمرار في العلم والتطوير، فالعالم لا يرحم الجاهل. وتابع: "الإنسان الألماني يساهم في بناء مجتمعه بتطوير نفسه والتعرف على الثقافات المختلفة، التغيير صعب ولكن ضروري، والاندماج في المجتمع يمنح الكثير من الفرص، وتعلمت كيف أحترم الآخر وأتقبله وأستمع إليه، وتلك هى ثقافة الاختلاف لا الخلاف". وذكر أن الابتكار والرغبة في العلم والاكتشاف والصبر على تحقيق الهدف، هى مقومات النجاح، مؤكدًا أن مصر لا تمتلك حاليًا الإمكانيات لبناء محطة قطار مصرية؛ لأن هناك قائمة أولويات تنفذ طبقًا لخطة زمنية، ولكن آمل أن نبنيها في المستقبل. ووجَّه "عازر" نصيحة لشباب مصر، قال فيها: "لا تقف مكتوف الأيدي أمام حلمك، حارب علشان توصله، حط هدفك قدامك وقول هوصل يعني هوصل، أنا لم أعرف كلمة مستحيل أبدًا"، مضيفًا: "المشكلة لدينا أننا لا نعرف نظرية كيف يكون العمل، فالشباب هنا يمتلك الطموح والثقافة ولكن لابد من استحضار الضمير عند التنفيذ". وأشار إلى عشقه لكل شيء في مصر، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يجب تعديلها، وهى النظافة والنظام واحترام الآخر، مؤكدًا أنه يحب جدية العمل والنظام والجودة في كل شيء بألمانيا. واستطرد: "أي شخص يستطيع أن ينجح في أي مكان إذا توفر لديه عنصر الإرادة، ومثال على ذلك الدكتور محمد غنيم، فهو رائد بمجاله في مصر ومعروف عالميًا، عندما أخطئ أعترف بخطئي لكي يتجنبه غيري، وأومن بشيء واحد هو الإنسان الذي يعمل يخطئ، والذي يعمل كثيرًا يخطئ كثيرًا، والذي لا يعمل يرتكب في حق نفسه خطأ كبيرًا". وتحدث عن نشأته، موضحًا أنه نشأ في أسرة متوسطة، كانت داعمة له، وتتبنى لغة الحوار وليس الإجبار، قائلًا: "والدي كان يريد أن يدخلني كلية الطب ويخبرني دائمًا أني أمتلك شخصية الطبيب، ولكنه لم يعلم أني اخترت مجالي منذ كنت طفلًا، حيث كنت أضع لوحة على أحد الجدران بها مهندس إنشاءات يبني مدينة، أردت أن أعمل وأرى نجاحي على الأرض متجسدًا، لذا اخترت هندسة الإنشاءات". وأشار إلى أنه تخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس، وسافر إلى ألمانيا والتحق بجامعة بوخوم، وعمل بالمناجم تحت الأرض، وبائع جرائد، ونادل بالمطاعم؛ ليصرف على دراسته ويستكمل تعليمه، مضيفًا أنه تخرج من الكلية وعمل بشركات الهندسة، إلا أنه كنت أشتاق في الغربة إلى بلده التي منحتنه الحياة. واختتم "عازر"، كلمته، قائلًا: "انظروا حول العالم سترون شموسًا كثيرة مضيئة تنير طريق من حولهم، لا تندهشوا فهؤلاء أبناء مصر في الخارج مثل مجدي يعقوب، وفاروق الباز، وأحمد زويل، ومحمد غنيم وغيرهم الكثير". جدير بالذكر أن مشروع "الملهم"، ينظمه المجلس الأعلى للثقافة ومشروع التحرير لاونج جوته.