كتبت هايدى صبرى ومحمد سيد ووكالات: غداة إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، استراتيجيته الجديدة تجاه إيران، وتأكيده أنه لن يصدق على التزام طهران بالاتفاق النووى وأن إدارته ستعمل مع الكونجرس لإجراء تعديلات على الاتفاق، تباينت المواقف الإقليمية والدولية ما بين مؤيد ومعارض لخطوات واشنطن، فيما هاجم وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، ترامب، قائلا إنه «باع صداقته للأشخاص الذين يقدمون عرضا أعلى»، على حد تعبيره. وكتب ظريف فى تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أن» الجميع أدرك أن ترامب باع صداقته للأشخاص الذين يقدمون عروضا أعلى»، مضيفا أن «داعمى كلمة ترامب حول إيران، هم قلاع الديمقراطية فى المنطقة»، على حد قوله. ونوه وزير الخارجية الإيرانى، بأن المزاعم والتهديدات والشتائم لن ترعب الشعب الإيرانى أبدا، مؤكدا أن «ترامب سيكتشف هذا الأمر فى النهاية كما اكتشفه جميع أسلافه»، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخبارى. ولاقى إعلان ترامب مواقف دولية متباينة حيث رحبت السعودية والإمارات والبحرين بالاستراتيجية الجديدة وفرض عقوبات مالية دولية على الحرس الثورى الإيرانى، فى المقابل أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا فى بيان مشترك التزام الدول الثلاث بالاتفاق النووى وتطبيقه الكامل. كما أبدت إسرائيل سعادتها بما وصفته «شجاعة ترامب» فى التعامل مع إيران. وقال وزير المخابرات الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، إن خطاب ترامب مهما للغاية وقد يؤدى إلى حرب فى ظل تهديدات طهران، مضيفا أن «إيران هى كوريا الشمالية الجديدة. لنرى كيف تسير الأمور». إلى ذلك، ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، اليوم، أن سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة، نيكى هايلى، أثرت بشكل مباشر على الرئيس ترامب، بشأن الإتفاق النووى الإيرانى. وأوضحت المجلة نقلا عن مصادر لم تسمها، أن وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع، جيمس ماتيس، أقنعوا ترامب فى يوليو الماضى بأن إيران ملتزمة بالإتفاق النووى وأنه لا توجد حجج قوية لإعلان العكس، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أن هايلى، مهدت من جهتها الطريق فى هذه الأثناء أمام عدول ترامب عن الاتفاق. وأضافت المجلة أن هايلى تحولت إلى «صوت ترامب الداخلى» بشأن الاتفاق النووى، وعززت مواقعها لدى الرئيس الأمريكى وسط تكهنات تشير إلى احتمال تعينها وزيرة للخارجية خلفا لتيلرسون، لا سيما على وقع خلافاته المحتدمة مع ترامب. فى غضون ذلك، أعلن السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين، تأييده لاستراتيجية ترامب الجديدة إزاء طهران. وقال ماكين فى بيان: «لسنوات طويلة تسنى للنظام الإيرانى الإفلات من المحاسبة.. وكنا نفتقد استراتيجية شاملة لمواجهة تهديداته»، مضيفا أن «الأهداف التى حددها الرئيس ترامب هى تحولات طال انتظارها». وتابع: «إنها تمهد لنهج جديد سيوجه سياستنا للتصدى لطموحات إيران المزعزعة للاستقرار على نطاق المنطقة بأسرها، وليس ملفها النووى فحسب». من جانبه، اتهم وزير الخارجية الأمريكى السابق، جون كيرى، ترامب بإثارة كارثة عالمية إثر إعلانه رفض التصديق على إلتزام إيران بالاتفاق النووى. وكتب كيرى على حسابه بموقع «تويتر»، اليوم: «إن قرار الرئيس ترامب خطير للغاية. إنه يخلق كارثة عالمية ويعرض مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها وأمنها القومى للخطر». فى سياق متصل، اعتبرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، اليوم، أن الاتفاق النووى الإيرانى ليس مثاليا لكنه ضروريا»، مشيرة إلى أن «فى هذا الطريق سيتم تدمير وحدة دولية تم التوصل إليها بشق الأنفس». وقالت الصحيفة إن «الإتفاقية على الرغم من عيوبها، إلا أن التعددية ستظل فى الغالب هى الطريق الأفضل للتفاهم بين الأمم»، محذرة من أن «إلقاء الاتفاقية فى سلة المهملات، سيكون خطأ جسيما، وستؤدى إلى حدوث نقيض الأثر المقصود حيث ستؤدى بطهران إلى هروب نووى جديد إلى الأمام». فيما عنونت صحيفة «لكسبريس» الفرنسية «ترامب يفتح فصل جديد من التوتر مع طهران»، ونقلت الصحيفة عن خبير فى الشأن الايرانى، محمد جليلى قوله أن» ترامب لديه هاجس الرغبة فى التراجع عن كل خطوات سلفه باراك أوباما». بدوره، قال تييرى كوفيلى الباحث بمعهد العلاقات الدولية الإستراتيجية فى باريس، إن «معارضة الدول الأوروبية لخطاب ترامب جاء نتيجة أن إيران هى المستورد الأول من الاتحاد الأوروبى»، بحسب صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية. وأوضح كوفيلى أن «هناك مصالح اقتصادية لأوروبا فى إيران طويلة الأمد»، لافتا إلى أن «السوق الإيرانية ذات قيمة بالنسبة للاقتصادات الأوروبية،.