ساعات قليلة وينفض مولد الدراما الرمضانية، ويبدأ صناع الدراما فى مراجعة حساباتهم، فى ضوء الخسائر الفادحة التى منيت بها المسلسلات بسبب حرق 60 عملا دفعة واحدة، سيدرك العقلاء فى سوق الفيديو أن البحث عن آليات جديدة أصبح ضرورة بعد أن استنفدت الدراما آخر الدقائق المتاحة من ساعات اليوم، وجعل المسلسلات عرضا مستمرا طوال شهر رمضان، وأن البحث عن مواسم جديدة أسوه بما حدث فى سوق السينما أصبح ضرورة، خاصة بعد أن تحول شهر رمضان إلى مذبحة جماعية للإنتاج الدرامى، وقد أخذت الفنانة ليلى علوى زمام المبادرة عندما وافقت على تقديم مسلسلين، يقع كل منهما فى 15 حلقة، وبذلك كسرت رقم 30 وما بعده فى ترقيم حلقات المسلسل الدرامى، واصبح من المتاح استيعاب عدد أكبر من نجوم الدراما خلال موسم العرض الرمضانى فى حالة تعميم مثل هذة الفكرة. كذلك فإن إقرار مبدأ إنتاج مسلسلات ال15 يفتح الباب أمام خلق مواسم جديدة للعرض الرمضانى، فيمكن للمنتجين استغلال موسم إجازات نصف العام بتقديم نوعيات من المسلسلات التى تلقى ترحاب من الشباب فى تلك الفترة، كذلك يمكن أن تضيف مسلسلات السباعيات والخماسيات مواسم جديدة بأعمال شديدة التركيز والجاذبية وذلك من خلال عرضها فى إجازة عيد الأضحى. ولكن بعد المذبحة الجماعية للمسلسلات ونجومها فى شهر رمضان هذا العام، لابد وأن تكون هناك وقفة من صناع الدراما لمراجعة الحسابات حفاظا على ملايين الجنيهات التى تهدر فى أعمال لا يشاهدها أحد، فضلا عن إهدار طاقات وإبداعات مئات الفنانين من كتاب ومخرجين وممثلين وغيرهم من عناصر العمل الفنى، وإلا ستنحصر موجة الدراما وستحل بدلا منها مواد إعلامية أخرى مثل السيت كوم والعياذ بالله، وغيرها من المهلكات، وهذا ما حدث من قبل مع موجة الفوازير التى انحصرت وزالت بعد أن كانت سمة من السمات المميزة لرمضان فى الإذاعة والتليفزيون.