أكد الشيخ عبدالله بن على آل ثانى، حفيد مؤسس دولة قطر، اليوم، وجود استجابة وترحيب عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة فى الدوحة بالدعوة التى أطلقها لعقد اجتماع عائلى ووطنى لبحث تداعيات الأزمة القطرية وإعادة الأمور لنصابها. وقال الشيخ عبدالله بن على آل ثانى فى مقابلة مع قناة «العربية» السعودية إن «الصمت على الأزمة القطرية خذلان لوطننا وأهلنا»، مضيفا أن هناك استجابة وترحيب من عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة بالبيان، مشيرا إلى أن الشيخ مبارك بن خليفة بن سعود آل ثانى رحب بالبيان بشدة. وكان الشيخ عبدالله آل ثانى قد أصدر بيانا مساء أمس، دعا فيه إلى اجتماع عائلى ووطنى لبحث تداعيات الأزمة القطرية وإعادة الأمور لنصابها، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن «واجبنا عدم الصمت فى هذه الأزمة». وأضاف آل ثانى: «أتألم كثيرا وأنا أرى الوضع يمضى إلى الأسوأ، بلغ حد التحريض المباشر على استقرار الخليج العربى، والتدخل فى شئون الآخرين، ويدفع بنا إلى مصير لا نريد الوصول إليه، كما هو حال دول دخلت فى نفق المغامرة، وانتهت إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات». وأكد العضو البارز بالأسرة الحاكمة القطرية أنه وجد حرصًا من العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز على سلامة قطر وأهلها، داعيا الأسرة الحاكمة والشعب القطرى إلى التواصل معه وتحديد موعد الاجتماع لاحقا. من جانبه، وصف المستشار بالديوان الملكى السعودى، سعود القحطانى بيان الشيخ عبدالله آل ثانى ب«بيان الكبار». وقال القحطانى فى تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» إنه «بيان الكبار الذين يسعون لمصلحة بلادهم وأشقائهم.. اللهم وفقه وسدده وبالشعب القطرى الشقيق». وأوضح القحطانى أن «مساندة الشيخ الجليل مبارك بن خليفة آل ثانى الفورية لبيان الشيخ عبدالله بن على دلالة واضحة أن تصرفات تنظيم الحمدين (أمير قطر السابق حمد بن خليفة أل ثانى ووزير خارجيته حمد بن جاسم) لا تمثل أهلنا فى قطر». وقال المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، معلقا على البيان «يا أهل قطر سمو الشيخ عبدالله بن على آل ثانى يسعى إلى توحيد الصفوف، ففشل نظام الحمدين فى الالتزام بتعهداتهم يلزمنا بالتوحد من أجل الوطن». وفى نيويورك، قال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير بعد لقائه اليوم، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «حل الأزمة القطرية بيد الدوحة نفسها»، موضحا أن «الأزمة بدأت بسبب عدم التزام قطر بوقف دعم الإرهاب والتدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة». ونفى الجبير الذى يرأس الوفد السعودى إلى الجمعية العامة، أن يكون هناك أى دور للأمم المتحدة فى حل الأزمة مع قطر. كما التقى الجبير نظيره الأمريكى ريكس تيلرسون بمقر وزارة الخارجية الأمريكيةبواشنطن. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بدأت تشعر بالقلق إذاء التوتر الناجم عن الأزمة القطرية فى المنطقة، مشيرة إلى أن منطقة الخليج العربى تعد «حصنا» بالنسبة لواشنطن ضد الخطر الإيرانى، فضلا عن أنها تعد مركزا لانطلاق عمليات واشنطن العسكرية لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابى. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكى (لم تسمه)، قوله: «لقد بدأنا نشعر جميعا.. أن أزمة قطر تقف فى طريق الأشياء التى نريد القيام بها»، متسائلا: «هل من المقبول أن تبدأ الشركات الأمريكية فى إبلاغنا بأن العقود تلغى بسبب المناخ فى الخليج وأن تكون القاعدة الجوية التى نقاتل من خلالها المسلحين فى سوريا والعراق معرضة للخطر وأن يتفتت الحصن العربى الموحد ضد إيران. إلى ذلك، أعلنت قطر، أمس، توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة البريطانية، لشراء 24 طائرة حربية بريطانية من طراز «تايفون». ووقع على الاتفاقية وزير الدولة لشئون الدفاع القطرى، خالد بن محمد العطية ونظيره البريطانى مايكل فالون، خلال زيارة العطية للندن، ولم يتم الإعلان عن تكلفة الصفقة، وفقا لوكالة «رويترز». وكانت قطر قد وقعت فى يونيو الماضى، على صفقة لشراء طائرات «إف 15» من شركة بوينج الأمريكية مقابل 12 مليار دولار، فيما أبرمت صفقة بخمسة مليارات يورو مع إيطاليا لشراء 7 سفن حربية.