علمت «الشروق» أن وفد الخارجية المصرية الذى زار الولاياتالمتحدةالأمريكية فى شهر يناير الماضى التقى قيادات كنسية بالمهجر، فى محاولة لامتصاص غضب الأقباط قبل زيارة الرئيس المرتقبة، ووفقًا لمصادر مطلعة فقد اتفقت 6 منظمات مهجرية على تقديم 9 مطالب، مهددة بالتظاهر فى حالة عدم الاستجابة. وعلى الرغم من أن المهمة الرسمية المعلنة لوفد «لجنة المواطنة» كانت لقاء الجالية المصرية فى الولاياتالمتحدة، للاستماع إلى شكاواهم ومقترحاتهم فى إطار خطة الدولة لرعاية مواطنيها فى الخارج وإيجاد حلول غير تقليدية لهذه المشكلات فإن المهمة غير المعلنة تمثلت فى جس نبض المصريين المقيمين فى الولاياتالمتحدة تجاه زيارة الرئيس. وقال المهندس عاطف يعقوب، أحد قيادات كنيسة مارمرقس بفيرجينيا، إن الوفد حاول امتصاص غضب الأقباط، ولكن دون أن يعد بشىء محدد. وأضاف أن أقباط فيرجينيا قدموا للوفد ورقة تحمل مطالبهم، وخصوا باهتمام فائق مطلب إصدار القانون الموحد لدور العبادة، كهدية من الرئيس لأقباط المهجر خلال زيارته، مشيرا إلى أن الحضور أكدوا أنه فى حالة استجابة الرئيس لهذا المطلب فسوف يرحبون به وينشرون إعلانات بهذا المعنى فى الصحف الأمريكية. إلا أن الوفد لم يعد بشىء. وجاء رد الوفد على الأسئلة والطلبات بأن الدولة تراعى التوازنات فى الاستجابة لمطالب الأقباط وأنها تعمل على تحقيق ذلك لكن الأمر يحتاج إلى وقت. وقال مصدر آخر طلب عدم ذكر اسمه إن اللقاءات التى عقدت فى كنيستى الولاياتالمتحدة اتسمت بالهدوء حيث حرص قادة الكنيسة على دعوة شخصيات محددة واستبعاد مثيرى المشكلات. وتكون الوفد من 6 سفراء برئاسة السفير محمد الضرغامى مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة المواطنة. كما عقدت اللجنة عدة لقاءات، من بينها لقاء بمسجد ومؤسسة دار الهجرة بولاية فيرجينيا. بحضور الشيخ شاكر السيد، والشيخ محمد الحانوتى. وتبع ذلك لقاء موسع بمقر السفارة المصرية بواشنطن للإجابة عن أسئلة المهاجرين المصريين فيما يتعلق بأمور إجرائية خاصة بطريقة استخراجهم للأوراق الرسمية، خاصة بطاقة الرقم القومى. وهو ما تضمنته كلمة السفير محمد الضرغامى رئيس الوفد. بحضور العقيد ناصر ضرغام من مصلحة الجوازات بوزارة الداخلية. إلا أن أسئلة الحضور، والذىن قدر عددهم بحوالى 90 مهاجرا، انصبت على قضايا الإصلاح والديمقراطية فى مصر، مما أدى إلى توتر فى النقاش، وانسحاب البعض. وقالت دينا جرجس مديرة منظمة «أصوات من أجل مصر ديمقراطية» والتى حضرت اللقاء إن الوفد قال ردا على الأسئلة الخاصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان: «إنه لا يوجد طلب على الديمقراطية فى مصر، بسبب غياب ثقافة الديمقراطية». وقال العقيد متقاعد عمر عفيفى مؤلف كتاب «علشان متنضربش على قفاك» والمقيم فى الولاياتالمتحدة: إن ست منظمات مصرية بالولاياتالمتحدة من المسلمين والأقباط عقدت لقاء للترتيب لرد فعل مشترك تجاه زيارة الرئيس مبارك وكيفية استقباله والتعامل معه. مشيرا إلى أن هناك شبه اتفاق مبدئى فيما بينهم على تقديم تسعة مطالب رئيسية للرئيس كاختبار لنوايا النظام للتوجه نحو إصلاح حقيقى دون مماطلة أو تسويف حتى تمر الزيارة. وأضاف أن هناك ما يشبه الاتفاق بين تلك المنظمات على أنه فى حالة عدم استجابة القيادة المصرية لتلك المطالب فسيقابل الرئيس المصرى بمظاهرات سلمية أمام محل إقامته وأمام البيت الأبيض.