الحلوى المثلجة «لا للكراهية» في نيويورك تحارب من أجل العدالة الاجتماعية

مظاهرات وتبرعات وقضايا، هؤلاء الذين لديهم قضية غالبا ما يواجهون الكثير من التحديات.
على الأقل هذه هي تجربة كين لو، الذي شعر بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة و«ضياع كل شيء»؛ حسب قوله، برغبة في تقديم المزيد.
وخلال مناقشات حول الهجرة وحقوق المرأة والإجهاض وتغير المناخ، شعر لو وشريكه باول كيم، الذي يدير متجر حلوى مثلجة «آيس كريم» اسمه «آيس آند فايس» في نيويورك، بقلة الحيلة.
ويقول لو، 36 عاما: «لم نكن نعلم ماذا نفعل. إننا على دراية فقط بطريقة عمل الآيس كريم».
وكان للمصممة تشيلسي ليبمان، التي شاركت في «مسيرة المرأة» في واشنطن في اليوم التالي لتنصيب ترامب، اقتراح.
وروجت المصممة لاقتراحها لدى منظمة «تايمز سكوير أليانز»، التي تدير الميدان الواقع في قلب مانهاتن، والاقتراح هو: متجر آيس كريم لديه التزام تجاه القضايا الاجتماعية، يقدم إجابة حلوة المذاق خفيفة على القلب للعديد من مشكلات الساعة المريرة والخطيرة.
ووضعتها المنظمة في فريق واحد مع لو وكيم، ليفتتحوا مشروعهم «آي سكريم» (أنا أصرخ)، في منتصف هذا العام في حاوية مزينة بالألوان.
وقالت ليبمان لصحيفة «إيه.إم نيويورك»: «إننا جميعا نصرخ بسبب أشياء مختلفة. عندما نجتمع في كيان واحد، فهذا هو السبيل حتى نتمكن من إنجاز الأشياء».
ويتم تقديم 5% من أرباح «آيس كريم» للمنظمات المعنية بالحقوق المدنية والإجهاض وحماية المناخ والزراعة المستدامة.
ومن بين هذه المنظمات «الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية» (أكلو)، الذي أغرقته التبرعات بعد انتخاب ترامب، و«جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية» التي تقدم النصائح للنساء الحوامل ولاسيما اللاتي يرغبن في الإجهاض.
وقال لو لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» إن بعض الأشخاص لا يتبرعون للقضايا الاجتماعية، «لأنها غير مريحة للغاية. هنا، الأمر أسهل قليلا».
وتعد العناصر في قائمة أنواع الآيس كريم التي يقدمها «آيس كريم»؛ رفضا لسياسات ترامب.
فعلى سبيل المثال يمثل أيس كريم «نو بوردر» (لا للحدود)، وهو عبارة عن مغرفتين من الآيس كريم بمكونات من المكسيك وأمريكا؛ رفضا قاطعا لخطة الرئيس الأمريكي الجديدة لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
أما آيس كريم «نو سنسورشيب» (لا للرقابة)، فهو تذكير بأن كل فرد له الحق في التعبير عن رأيه، حتى لو لم يكن قد صوت لصالح ترامب.
ثم هناك آيس كريم «نو مينز نو» (لا تعني لا)، الذي يشير إلى التساؤلات حول الاعتداء الجنسي وكراهية النساء والتمييز على أساس الجنس، وهي تهم يواجهها ترامب. ويتكون هذا الآيس كريم من كسرة من كعكة الفراولة وليمونادة التوت الوردية وشراب الخل البلسمي المركز، وله مزاق مميز للغاية.
ويقول لو: «أردنا أن نوجه رسالة مفادها أن النساء قد يتسمن بالرقة، ولكن يمكن أن يتسمن أيضا بالجرأة».
أما آيس كريم «نو هيت» (لا للكراهية) فيتكون من حلوى الفانيلا المثلجة الموضوعة في قمع من الشكولاتة قرنفلية اللون ومزينه برشات السكاكر، وهو يدعم السحاقيات والمثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسيا.
ولكن لو يصر على أنه لا ينظر إلى المشروع على أنه احتجاج ضد ترامب بشكل خاص. ويقول إن جميع الآراء مرحب بها، ويجري هو وشريكاه الكثير من المناقشات مع الزبائن ومع بعضهم البعض.
ومع ذلك، فقد تلقى هو وكيم بعض المكالمات الهاتفية الغاضبة.
ورغم خيبة أمله من انتخاب ترامب كليبرالي يساري، يعتقد لو أن ذلك ربما يقدم شيئا جيدا.
وقال: «لقد أثار (ترامب) حوارا مفتوحا بين الأمريكيين. ربما يكون قد سبب انقساما بين الناس، ولكن على الأقل نحن نتحدث الآن».