• مواطنون: «أفطر فى موائد الرحمن لأوفر الأكل لأبنائى».. «إحنا بنتفرم فى الشهر ده».. «لن أقترب من اللحوم» • مسئولون: من المتوقع زيادة أسعار البيض بسبب الإقبال عليها فى الشهر الكريم.. وتراجع أسعار الدواجن.. ولا علاقة بين وقف تصدير السمك وظهور القمل «لا نعلم كيف سندبر مصاريف شهر رمضان»، «سأفطر فى الشارع لتوفير طعام لأولادى»، «هنجيب 2 كيلو لحمة فى الشهر بس»، عبارات قالها عدد من المواطنين عن معاناتهم فى تدبير نفقات شهر رمضان الكريم. «الشروق» التقت عددًا من مختلف الطبقات والمستويات الاجتماعية لرصد أوضاعهم خلال الشهر الكريم. قال محمد عثمان، سائق تاكسى: إنه لا يعلم كيف سيدبر مصاريف المنزل فى رمضان مع هذه الأسعار المرتفعة جدًا: «رمضان السنة دى هيبقى من غير لحمة»، مضيفًا أن لديه ثلاثة أبناء وزوجته مريضة السكر، حيث ينفق على علاجها شهريًا نحو 1000 جنيه، وتابع: «كل ذلك يجعلنا نتقشف فى رمضان، والاستغناء عن اللحوم والدواجن بسبب عدم قدرتى على شرائها». أضاف عثمان، البالغ من العمر خمسين عامًا، أنه سيحرص على ألا يزيد إنفاق الأسرة عن 50 جنيهًا يوميًا على مدى الشهر، بحيث لا يزيد مصروف الشهر عن 1500 جنيه، فضلا عن شراء 2 كيلو أرز طوال الشهر بجانب الخضروات والعصائر: «لن أقترب من اللحوم لعدم قدرتى على شرائها، فشراؤها سيرهقنى ويفسد جدول المصروفات الشهرى». وتابع أن ابنه يعمل فى محل ملابس على الرغم من صغر سنه، ويتقاضى 600 جنيه فى الشهر لمساعدته فى مصاريف الأسرة، مضيفًا أنه ترك المدرسة لعدم قدرته على تحمل نفقات التعليم، موضحًا اعتماده بشكل كبير على مقررات السلع التموينية بالإضافة لسلع القوات المسلحة نظرًا لرخص أسعارها. وقالت فاطمة صالح، تعمل بمهنة الخياطة المنزلية: «زوجى توفى وترك لى اثنين من الأبناء، ولد وبنت فى المرحلة الإعدادية»، مضيفة أن مصروفات الدروس الخصوصية كانت تتجاوز ال250 جنيهًا شهريًا، فضلا عن فاتورة المياه والكهرباء التى تصل إلى 150 جنيهًا شهريًا. وأوضحت أنها اشترت لحومًا مجمدة «5 كيلو مقابل 240 جنيهًا»، من التى تباع بسيارات القوات المسلحة قبل ارتفاع أسعارها أخيرًا، مضيفة أن هذا المخزون لن يكفيها لنهاية الشهر. تكمل: «حددت ميزانية خاصة لشهر رمضان لا تزيد عن 1100 جنيه، وقمت بعمل جدول للمصاريف، وخصصت للسحور 10جنيهات يوميًا، والإفطار 25 جنيهًا يتضمن كيلو أرز وكيلو طماطم وكيلو أو اثنين من الخضار»، مشيرة إلى استغنائها عن الياميش لارتفاع أسعاره هذا العام، قائلة: «صعب على كل أم مصرية أن تحرم أبنائها فرحة رمضان التى تتمثل فى هذا الشهر بعمل أطباق مختلفة يوميًا طول الشهر». فيما قال أحد عمال النظافة: إن راتبه لا يتجاوز 900 جنيه شهريًا، ولا يعلم كيف يدبر لأسرته مصاريف الشهر: «أظل فى الشارع حتى آذان المغرب وأفطر فى إحدى الموائد لتوفير طعام لأبنائى»، مشيرًا إلى أنه يعطى لزوجته 700 جنيه من راتبه ويحصل على 200 جنيه مصروفًا له: «نأكل اللحمة مرتين فى الشهر فقط». وقال راشد إبراهيم، موظف بإحدى شركات الاتصالات الكبرى: «لدى طفل واحد وزيادة الأسعار لم تؤثر على، ولم تغير من عاداتى الشرائية المتبعة فى هذا الشهر الكريم، حددت ميزانية 6000 جنيه لشهر رمضان، وقمت بشراء الأنواع المختلفة من الياميش التى وصلت إلى 800 جنيه». وأشار إلى أنه سيخصص 200 جنيه يوميًا لوجبتى الفطار والسحور، مضيفًا أنه يتقاضى راتبًا هو وزوجته مناسبًا، حيث يتجاوز 12 ألف جنيه شهريًا، مضيفًا أن ارتفاع الأسعار يؤثر بشكل كبير على محدودى الدخل. وقال أ. ش، محاسب: «راتبى 2800 جنيه شهريًا، وزوجتى ربة منزل لكنها تحصل على دخل شهرى 1400 جنيه إيجار محل ورثته عن والدها، ولدى 3 أبناء بمراحل الإعدادية والثانوية، وأمام ارتفاع الأسعار ومشكلات الحياة فالراتب لا يكفى لمتطلبات معيشتنا». أضاف: «تعويم الجنيه زاد الطين بله، فلا يكفينا المرتب لدفع المصروفات والدروس الخصوصية وشراء مستلزمات المنزل ودفع الفواتير المياه والكهرباء، و60% من الراتب يذهب للجمعيات وسداد الدروس الخصوصية، أما ال40% من الراتب فتنفق على الطعام وإيجار الشقة والفواتير». «اللحمة لا تدخل بيتنا إلا فى المناسبات ولولا عيالى مكنتش دخلتها»، يقول: إن الراتب ينتهى يوم 20 من الشهر، وسيلجأ لشراء مستلزمات شهر رمضان بالقسط من المحال التجارية وسدادها على فترات، مضيفًا أنه يتبع سياسة التقشف فى رمضان، حيث تم الاستغناء عن الياميش، ويشترى اللحوم من منافذ القوات المسلحة، إضافة إلى 5 زجاجات زيت و5 أكياس سكر و10 أكياس مكرونة». وعن وجبة السحور قال: «نحتاج 150 بيضة شهريًا و150 علبة زبادى، و90 جنيهًا فول، و100 جنيه للجبنة بيضاء، حيث تصل تكلفة وجبة السحور 25 جنيهًا يوميًا». وعن متوسط تكلفة وجبة الإفطار، قال: «ننفق 100 جنيه يوميًا، مقسمة ما بين نصف كيلو لحمة ب40 جنيهًا وكيلو أرز ب8 جنيهات، وكيلو خضار ب8 جنيهات، ومستلزمات أطباق السلطة من خضراوات وبهارات 20 جنيهًا، والمخلل 4 جنيهات، بالإضافة إلى 20 جنيهًا عصائر وبلح». وقالت جهاد أبو ذكرى، ربة منزل: إن زوجها يعمل موظفًا ويتقاضى 1200 جنيه شهريًا فقط، ولديها ابن واحد فى المرحلة الابتدائية، مضيفة أنها فى شهر رمضان تقيم مع حماتها بسبب عدم قدرتها على تدبير مصاريفه. وأضافت ل«الشروق»، أن زوجها اقترض 3000 جنيه لتدبير مصاريف شهر رمضان، قائلة: «كل حاجة غليت ومحدش بيحس بينا، وبروح لحماتى عشان ناكل عندها خلال الشهر ده». وأشارت إلى أن شهر رمضان مصروفاته كثيرة منها جزء للطعام، والجزء الثانى للكحك والبسكويت، والجزء الأخير لملابس العيد، قائلة: «إحنا بنتفرم الشهر ده». وقال الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية: إن أسعار الدواجن انخفضت هذه الأيام، حيث وصل سعر كيلو الدجاج من المزارع 29 جنيهًا، ليباع بحد أقصى 32 جنيهًا فى الأسواق، مضيفًا أن أسعار الدجاج البلدى هى التى تصل إلى 37 جنيهًا بسبب نوعها. وأضاف السيد ل«الشروق»، أنه من المتوقع أن تنخفض أسعار الدواجن بعد مرور الأسبوع الأول من شهر رمضان، قائلا: «الأسبوع الأول المواطنون يقبلون على شراء الدواجن بكميات كبيرة، ولكن بعد نهاية الأسبوع الأول ينشغلون بالكحك والبسكويت وملابس العيد فيقل التزاحم على الدواجن وتنخفض أسعارها». وأشار السيد إلى أن ضخ الشركة القابضة للصناعات الغذائية المزيد من الدواجن فى منافذ ومجمعات وزارة التموين خطوة إيجابية، ويعمل على ثبات الأسعار وتراجعها. وحول أسعار البيض قال: إن سعر الكرتونة وصل إلى 30 جنيهًا ونصف الجنيه، ومن المتوقع زيادة سعره بسبب الإقبال عليه طوال الشهر الكريم، مضيفًا أن كل أسعار الدواجن والبيض ستتراجع كلما قل الإقبال عليها وهذا أمر طبيعى نظرًا لأننا فى موسم يزيد فيه الاستهلاك. وقال أحمد جعفر رئيس شعبة الأسماك بالغرف التجارية: إن الأسماك تعتبر من أهم السلع للمواطنين خلال شهر رمضان، نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنة باللحوم والدواجن، فيلجأ إليها المواطنون تسهيلا لهم. وأضاف جعفر ل«الشروق»، أن قرار رئيس الجمهورية بمنع تصدير الأسماك ساهم فى تراجع وخفض أسعاره ما بين 30 إلى 40% خلال الفترة المقبلة، متوقعًا أن يصل سعر كيلو السمك البلطى نمرة (1) إلى 20 جنيهًا خلال هذا الشهر الكريم. ونفى جعفر ما ردده البعض، أن يكون قرار منع تصدير السمك للخارج له علاقة بظهور قمل السمك أو رفض دولة السعودية تسلم إحدى شحنات السمك المصرية، قائلا: «قرار وقف تصدير السمك تقدمت به الشعبة فى 11 إبريل الماضى بناء على رغبتنا لحل أزمة ارتفاع أسعاره، وليس له علاقة بظهور القمل»، وتابع: «قمل السمك ظهر فى بحيرة قارون فقط نتيجة تلوثها، وإنتاج هذه البحيرة من الأسماك قليل للغاية، ولم يظهر القمل فى أى بحيرات أخرى، مشيرًا إلى أنه كان يجب على رئيس هيئة الثروة السمكية إصدار قرار بمنع الصيد فى هذه البحيرة». وقال عضو بشعبة القصابين بالغرف التجارية فضل عدم ذكر اسمه: إنه لا ارتفاع فى أسعار اللحوم خلال شهر رمضان، حيث وصل سعر كيلو اللحم البلدى 120 جنيهًا، والجاموسى 65 جنيهًا، وكيلو الكبدة 120 جنيهًا. وأضاف، أن حركة البيع والشراء ضعيفة للغاية، قائلا: «السوق نايم، ومفيش ولا بيع ولا شراء، وربنا يصلح الحال». فيما قال مصدر مسئول بوزارة التموين: إن ضخ المزيد من سلع اللحوم والدواجن والأسماك والسلع الأساسية داخل منافذ الوزارة والمجمعات الاستهلاكية ساهم فى تحقيق توزان وثبات الأسعار بالأسواق، وتابع: «كلما زاد المعروض من السلع كلما حافظنا على ثبات الأسعار». وأضاف المصدر ل«الشروق»، إنه سيتم طرح اللحوم السودانية الطازجة بسعر 80 جنيهًا للكيلو فى شهر رمضان، وكذلك طرح كميات كبيرة من اللحوم المجمدة يوميًا بسعر لا يتجاوز 69 جنيهًا للكيلو مع توفير جميع السلع الغذائية، خاصة الأرز والزيت والمكرونة والعدس والفول ومنتجات الألبان بأسعار مخفضة 20% وبجودة عالية، خلال شهر رمضان. أضاف أنه تم تسلم ما يقرب من 130 طن أسماك من مزارع الثروة السمكية منذ بدء توقيع البروتوكول، وحتى الآن وطرح هذه الكميات فى منافذ المجمعات الاستهلاكية بأسعار تقل عن مثيلتها فى الأسواق الأخرى، حيث يتم طرح كيلو السمك البورى بسعر يتراوح من 35 إلى 36 جنيهًا، وكيلو سمك البلطى نمرة 1 بسعر 18 جنيهًا، ونمرة «2» بسعر 17 جنيهًا ونمرة» 3» بسعر 15 جنيهًا. وأوضح أنه يتم طرح 30 طن لحوم مجمدة وكميات دواجن من 25 إلى 30 طنًا يوميًا بجانب اللحوم الطازجة بمنافذ وفروع الشركة فى محافظات.