نظمت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية أمام العيادات الخارجية للمستشفى، استمرت لنحو ساعتين؛ للتأكيد على مطالبهم والمطالبة باستجابة الجهات المعنية بما يعود لصالح المريض. وحمل الأطباء لافتات للتنديد بضياع أرض المستشفى، ومنها «لا لبيع المستشفى، لا للتفريط في الأرض، وأهالي المرضى النفسيين يرفضون بيع الأرض»، كما رددوا هتافات للتأكيد على حق المريض النفسي. ودشن الأطباء والعاملين في المستشفى حملة توقيعات؛ للتأكيد على مطالبهم، مؤكدين أن بعض أعضاء مجلس النواب سيتقدمون باستجواب لوزير التنمية المحلية، بسبب التفريط في أرض المستشفى. وطالبت الوقفة باسترداد حديقة العروبة التي تستحوذ عليها محافظة القاهرة، والتي اكتشف العاملين قيام المحافظة بإجراءات فعلية وأعمال حفر لإنشاء محطة تقوية شبكة محمول لأحد الشركات الخاصة، غير عابئة بالأضرار الصحية التي ستقع على المرضى والعاملين بالمستشفى من جراء تلك المحطة؛ وذلك إضافة إلى سوء أحوال الحديقة. وأوضحت الدكتورة بسمة عبدالعزيز عضو الجبهة أن حديقة المستشفى «العروبة» التي استولت عليها؛ بغرض التجميل والتنسيق، وبعض المستندات التي تدل على ملكية المستشفى للحديقة وقامت بحفر لإنشاء محطة تقوية شبكة محمول. وطالبت بسرعة النظر في القضية المقامة من المستشفى ضد محافظة القاهرة بخصوص وضع يدها على جزء من أرض المستشفى ومنع المرضى من الانتفاع بها (حديقة العروبة)، حسب تعبيره. كما طالبت الحكومة بتوفير الميزانية اللازمة لإتمام عملية تطوير الأقسام الداخلية حفاظًا على حقوق المرضى في العلاج داخل بيئة نظيفة وآمنة، وتذليل المعوقات الإدارية وإتمام المشاريع الخاصة بكل من وحدتي علاج الإدمان، وطب نفس الأطفال والمراهقين والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مشروعات شبكة مكافحة الحريق والتليفونات والربط الالكتروني، ومشروع متحف تاريخ الطب النفسي. وشددت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية أنها ستبذل ما في وسعها من جهد للحفاظ على المكان وصونه من كل يد عابثة وأنها لن تدخر وسيلة في سبيل الدفاع عن المريض. وقال الدكتور أحمد حسين عضو الجبهة، إن اللواء سيد الشاهد مساعد وزير الصحة للشئون المالية والإدارية طلب في مارس الماضي من مسئولي مستشفى العباسية للصحة النفسية السماح لمندوبي محافظة القاهرة الدخول إلى حرم المستشفى؛ لعمل بعض المعاينات اللازمة لعملهم، وأعقبها بخطاب في 2 مايو الجاري موجه إلى رئيس الإدارة المركزية لحماية أملاك الدولة ومدير مديرية الإسكان رئيس حي غرب مدينة نصر بمحافظة القاهرة بطلب إرسال مرشحين من تلك الجهات للجنة المختصة بمعاينة المكان الواقع بحرم مستشفى الصحة النفسية بالعباسية؛ وذلك اليوم الأحد الموافق 7/5/2017 بمقر المستشفى مزيلاً خطابه بأن الأمر هام وعاجل. وأكد وجود العديد من مشروعات التطوير التي تقوم بها المستشفى في محاولة لتقديم خدمات أفضل للمرضى رغم الإمكانيات الضعيفة، مضيفا: «أرض مستشفى العباسية للصحة النفسية محط أنظار كثير من الجهات المختلفة أصحاب التوجهات الاستثمارية فتكررت محاولاتهم المستميتة للاستيلاء على أرض المستشفى غير عابئين بأكثر من 1500 مريض نزلاء تلك المستشفى ولا يشغل تفكيرهم كون تلك المستشفى تاريخ وأثر لتطور الطب النفسي على مدى القرن وعقود من الزمان؛ فهي أقدم مستشفى للطب النفسي في الشرق الأوسط، إن لم يكن في العالم، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1880». وحول بيان الصحة الذي أكد فيه الوزير أنه لا مساس بالأرض الخاصة بالمستشفى، علق «حسين»: «البيان مبهم وتحدث عن إنهاء المخاطبات دون أن يوضحها، وهو ما يؤكد شكوك البيع، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يتم التفكير في ذلك وهو ما تم إحباطه سابقا». وكانت وزارة الصحة أصدرت، مساء أمس، بيان أكدت فيه على أن أرض مستشفى الصحة النفسية بالعباسية هي ملك أصيل للمريض النفسي والعاملين بالصحة النفسية، ونفى وجود أي نية للوزارة سواء باستخدام أو استقطاع أي جزء من المستشفى لأي غرض آخر. وأصدر وزير الصحة والسكان تعليماته لمساعدة للشئون المالية والإدارية بإلغاء أي مخاطبات تم تداولها بين الوزارة والمحافظة بشأن تشكيل لجان في هذا الصدد. وأكد وزير الصحة والسكان أنه لا مساس نهائيا بأرض المستشفى إلا لتطوير خدمات الصحة النفسية؛ حيث يضع الوزير حقوق المريض النفسي على رأس أولويات الوزارة، لافتا إلى أنه لا مساس بحقوق المرضى والعاملين، وأن المستشفى تعتبر من أعرق المستشفيات بالمنطقة والتي تقدم خدمة جليلة للمرضى النفسيين بمصر.