الكبد الدهنية أو تشحم الكبد أحد أمراض الكبد التى تتراكم فيها الدهون فى خلايا الكبد بصورة مستمرة بطيئة حتى أنه لا يلتفت إلى تداعياتها إلا عند ظهور الأعراض التى تؤدى لتدهور وظائف الكبد بسرعة قد لا يجدى معها إلا زراعة كبد جديد إذا لم يكن السرطان قد استشرى فى خلاياه بعد. فما الذى يجب أن نعرفه عن تشحم الكبد قبل فوات الأوان وفى ظل اكتشاف دواء حديث قد يبدو فاعلا فى علاجه عند الاكتشاف والتشخيص المبكر؟ للمرة الأولى يعلن عن تصنيع دواء جديد مقاوم لمرض تشحم الكبد أو الكبد الدهنية والذى عادة ما يصاحب أعراض السمنة ومرض السكر وإدمان الكحوليات. الدواء الجديد جاء نتيجة جهود علمية استغرقت سنوات قام بها فريق من علماء أحد مراكز البحث الأمريكية بفلوريدا: Florida campus of the Sctipps Research Institute(TSRI) أطلق على المركب التسمية (SR 9238) ويعد بالفعل أول دواء يحقق نجاحا ملموسا فى إرغام خلايا الكبد على عدم إفراز الدهون وبالتالى انسحاب أعراض التهاب خلايا الكبد وتفادى تطور المرض وبداية تليف أنسجة الكبد الذى يغزو الأنسجة ببطء ودون توقف حتى يحيل الكبد إلى نسيج قاس مختلف تماما عن طبيعته الرخوة. تليف الكبد يصاحبه تدهور فى وظائفه ينتهى به إلى الفشل الكبدى الذى يستوجب زراعة الكبد إذا لم يطله النشاط السرطانى الذى غالبا ما يكون نهاية المطاف. تشير نتائج الدراسات التى سبقت الإعلان عن هذا المركب إلى صعوبة التدخل فى سريان هذا المرض الذى قد يصاحب إدمان شرب الكحوليات فيسمى تشحم الكبد الناشئ عن إدمان الكحول (alcoholic fatty liver) أو النوع الثانى الذى يعود لأسباب أخرى (nom alcohalic fatty liver) الأمر الذى يضاعف من أهمية هذا الحدث العلمى. كيف يعمل هذا الدواء؟ رغم أن الدواء مازال فى مرحلة التجريب إذ إن فريق البحث بدأ تجاربه على الفئران إلا أن النتائج يمكن أن تنسحب على الإنسان فى صورة مماثلة تماما نظرا لتماثل عمل الكبد فى الاثنين. بدأت التجربة بتغذية الفئران ولمدة 14 أسبوعا متتالية بوجبات عالية المحتوى من الدهون قبل بداية تناولهم للدواء. عند نهاية أربعة أسابيع من العلاج كان من المدهش ملاحظة أن إنتاج الدهون من الكبد قد تراجع بنسبة وصلت إلى 90٪ من إنتاجه الطبيعى. من النتائج التى تم رصدها أيضا تناقص نسبة الكولستيرول الكلى فى الدم بصورة مؤثرة إلى جانب انخفاض نسبة الإنزيم المعروف بمسئوليته عن المعاونة فى المعادلة البيولوجية لإنتاج الدهون من الكبد. قياس الدلالات البيولوجية التى تشير إلى تأثر خلايا الكبد وأنسجته جاءت أيضا لتشير إلى تحسين وظائف الخلايا وانحسار الالتهاب الناشئ عن تراكم الدهون السابق الأمر الذى يحمل أملا فى أن الدواء يمكن استخدامه كعلاج أيضا وليس فقط للوقاية. «لقد عملنا على التركيز على نوعين من البروتين (LxRa&LzRb) يعملان على تحفيز إنتاج الدهون وقد جاء المركب الذى استحدثناه فيمنع تكوينهما الأمر الذى ينتهى بعرقلة العملية البيولوجية لإنتاج الدهون، وبالتالى تراكمها فى خلايا الكبد. لقد استطعنا بعد شهر من استخدام مركبنا فى عكس اتجاه المرض بنجاح ودون أى آثار جانبية». جاء التفسير فى تصريح للعالم توماس بوريس الذى قاد فريق البحث. ماذا نعنى بالكبد الدهنية؟ من الطبيعى أن يقوم الكبد بتصنيع الدهون اللازمة للعمليات الحيوية فى ذات الوقت يتلقاها الإنسان مع طعامه. إذا زاد إنتاج الدهون عن احتياج الجسم فإنها تستقر فى أنسجة الجسم المختلفة ومنها الكبد. تراكم الدهون فى خلايا الكبد يعوق بلا شك عمل الخلايا لكنه فى أحوال كثيرة يبدو ظاهرة فسيولجية حميدة لا تتطور. فى أحيان أخرى ونتيجة لعوامل كثيرة مختلفة تبدو حالة مرضية تنذر بالخطر خاصة إذا زادت نسبة الدهون لتصل إلى نسبة 5 10٪ من وزن الكبد. نسبة إلى الكحوليات يسمى الكبد الدهنى إما كحولى أو غير كحولى إذ إن إدمان الكحوليات له أثر مدمر على الكبد يبدأ بالتهاب أنسجته ثم تليفها إلى أن ينتهى غالبا بسرطان الكبد. الكبد الدهنى غير الكحولى أيضا قد يتطور فى ذات الاتجاه. تراكم الدهون فى خلايا الكبد وعدم قدرة الكبد على تكسيرها وإعادة توزيعها عن طريق الدورة الدموية قد يتسبب فى التهاب أنسجة الكبد (Steatohepatitis) وبداية تليفها فى درجات مختلفة متتابعة من انحسار وظائف الكبد. ما هى أسباب الكبد الدهنى غير الكحولى؟ يقترن الكبد الدهنى أو ما يطلق عليه تجاوزا كسل الكبد فى لغتنا المصرية الدارجة غالبا بمرض السكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون والكولستيرول فى الدم. وهى متلازمة تعرف باسم متلازمة التمثيل الغذائى. هناك أيضا أسباب أقل شيوعا يمكن اقترانها بظاهرة الكبد الدهنى غير الكحول منها العوامل الوراثية، الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، الكبد الدهنى الناشئ عن الحمل، سوء التغذية. مرض نقص المتاعة وعدوى فيروس (سى) خاصة السلالة (3) ومرض التهاب الأمعاء نماذج للأمراض التى قد تتسبب فى تشحم الكبد. عمليات المعدة الجراحية التى تجرى بقصد انقاص الوزن والتخسس أيضا لها ذات الأثر على الكبد. هل من أعراض لتشحم الكبد؟ عادة تشحم الكبد لا تنجم عنه أعراض واضحة لكنها إذا ظهرت تبدو فى صورة تعب وإجهاد بلا سبب واضح، ألم فى الجهة اليمنى من أعلى البطن (موضع الكبد) ونقصان فى الوزن غير مبرر. كيف يتم تشخيص المرض: يعتمد تشخيص المرض بداية على الفحص الطبى الإكلينكى والذى غالبا ما يحدث هو أنه يتم بالمصادفة عند زيارة الطبيب الباطنى لأى سبب آخر. تضخم الكبد ولو بنسبة طفيفة والإحساس بألم محتمل عندما تلامسه أصابع الطبيب قد يكون أول ملامح تشخيص المرض. عادة ما يطلب الطبيب فحصا بسيطا للدم قد يتطلب الانتقال لمرحلة أخرى من الفحوصات. اختبار لعينة من الدم لمعرفة الصورة التى عليها وظائف الكبد ومنها انزيماته. صورة بالصدى الصوتى لها اهميتها فى تشخيص الكبد الدهنى. قد يتطلب الأمر التصوير بتقنيات أكثر تعقيدا منها التطور الطبيعى (CI) أو التصوير بالمجال المغناطيسى (MRI). عينة من نسيج الكبد هى الفيصل فى التشخيص إذا ما توقع الطبيب تطورا ينذر بالخطر لا يقتصر فقط على تراكم الدهون إنما تطور الحالة للالتهاب أو التليف. احم كبدك احتفظ بوزن ملائم. تخلص من الوزن الزائد بالتدريج. اختر دائما طعاما متوازنا غنيا بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الجيدة فى السمك والمكسرات وزيت الزيتون. مارس الرياضة 150 دقيقة فى الأسبوع من الجهد البدنى المتوسط كالمشى السريع أو الايروبكس. تحكم فى مستوى الجلوكوز فى الدم. راقب مستوى الكولستيرول فى الدم. احم كبدك: راجع ما تتناوله من أدوية وراقب ما تستعمل فى المنزل من مواد تنظيف أو مبيدات للحشرات.