بدأ مجتمع تسلق الجبال في نيبال، اليوم الإثنين، تأبين المتسلق السويسري أولي ستيك، الذي تم العثور على جثته، أمس الأحد، بالقرب من جبل إفرست؛ حيث وصفوه بأنه «متسلق بارع وصديق للدولة». وكان ستيك، 40 عاما، الذي أطلق عليه لقب «الآلة السويسرية»؛ نظرا لسرعته الجريئة خلال تسلق جبال الهيمالايا، يحاول الوصول إلى قمة إفرست عبر طريق نادرا ما يستخدم عندما انزلق من منحدر وسقط ليلقي حتفه، أمس الأحد. وتم نقل جثة ستيك بطائرة في وقت متأخر، أمس الأحد، إلى العاصمة كاتماندو لفحصها في مستشفى حكومي. وتوجهت أسرة ستيك إلى نيبال، وتعتزم دفنه هناك؛ نظرا لأنه كان يحب هذا البلد ولديه العديد من الأصدقاء به، حسبما ذكر المتحدث باسمه أندرياس بانتل. وأضاف بانتل، في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «الأسرة حزينة بلا حدود». وذكر آنج تشيرينج شيربا، رئيس الجمعية النيبالية لتسلق الجبال، والذي تعرف على ستيك منذ عام 2008، أن المتسلق السويسري كان «اجتماعيا وهادئا ومفعما بالحيوية». وقال شيربا لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»: «بالنسبة لي، كان (ستيك) متسلقا مخضرما، لكنه كان أيضا صديقا، لقد اعتدنا أن نلتقي كل عام تقريبا في مؤتمرات تسلق الجبال في أوروبا، وكنا نجتمع كل عام تقريبا في مؤتمرات تسلق الجبال في أوروبا، وبطبيعة الحال، أشعر بالحزن الشديد». وقبل رحلته الجوية إلى لوكلا، وهو أقرب مطار لجبل إفرست، تدرب ستيك الشهر الماضي على جدار التسلق الخاص بأدلة المتسلقين «الشيربا»، في منطقة تيمل السياحية في كاتمندو. وقال شيربا: «لقد جاء إلى مكتبي وتدرب على جدار التسلق الخاص بنا لمرتين. وقال لي إنه متوجه إلى لوكلا في اليوم التالي. فأهديته أوشحة حريرية متمنيا له التوفيق». وكان ستيك يعتزم تسلق قمة جبل إفرست الذي يبلغ ارتفاعه 8848 مترا أولا مع التخييم على ارتفاع يزيد على 8 آلاف متر ليلا قبل تسلق جبل لهوتس المجاور له، حسبما أفادت تقارير إعلامية سويسرية في أواخر مارس. وكتب المتسلق والمدون الأمريكي ألان أرنيت، أمس، في مدونته، أن ستيك كان يتسلق بمفرده وقت الحادث، ولكن اثنين من المتسلقين شاهداه وهو يسقط. وكان ستيك - ومعه دليل الجبال النيبالي تينجي شيربا - يجربان طريقا جديدا يسمى «لهوتس تريفرس» دون إمدادات أكسجين، حسبما ذكرت مجلة «أوت سايد» الأمريكية في وقت سابق. وفي ربيع عام 2011، تسلق ستيك جبل «شيشابانما» الذي يبلغ ارتفاعه 8027 مترا في منطقة التبت، محاولا تسلق جبل إفرست من ناحية التبت في نفس الموسم. ووصف مينجما شيربا، من جمعية «رحلة القمم السبعة» التي نظمت رحلة التسلق الخاصة بستيك هذا العام، وفاة ستيك بأنها «يوم أسود في تاريخ تسلق الجبال». وقال لوكالة الأنباء الألمانية: «وفاته هي خسارة كبيرة لنا. لقد كان متسلقا بارعا. لقد كان أيضا يحظى بشعبية كبيرة لدى مجتمع متسلقي الجبال». كان مينجما شيربا قد ساعد ستيك على الحصول على تصريح التسلق من الحكومة النيبالية التي فرضت على الأجانب رسوما قدرها 11 ألف دولار لتسلق جبل إفرست. وقال مينجما شيربا: «لقد أثبتت وفاة ستيك أيضا أن الطبيعة هي أكبر القوى، ليس بإمكان أحد أن ينتصر على الجبال». وفي عام 2015، حظى ستيك باهتمام إعلامي كبير عندما تمكن من تسلق جميع قمم جبال الألب ال82 التي يزيد ارتفاعها على 4 آلاف متر في مدة 62 يوما فقط. ويشار إلى أن أكثر من 5000 متسلق قد وصلوا بنجاح إلى قمة جبل إفرست. وفي العام الماضي وحده، وصل 645 متسلقا إلى القمة، وهو عدد قياسي.