رئيس «التنظيم والإدارة» يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب    المستشار أحمد بنداري يُدلي بصوته في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    توافد الناخبين الي اللجان البرلمانية من أمام الدائرة السادسة مقرها القاهرة الجديدة    استمرار التأمين الطبي لانتخابات النواب بالإسماعيلية لليوم الثاني    مشايخ جنوب سيناء يحشدون أبناء القبائل اليوم لدعم مرشحيهم    البورصة تتلون بالأخضر في مستهل تعاملات الثلاثاء    ارتفاع أسعار الذهب 20 جنيهاً خلال التعاملات الصباحية    ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه في بداية تعاملات اليوم 25 نوفمبر 20255    مدبولي: العلاقات بين مصر وإيطاليا تمثل نموذجًا للشراكات الاستراتيجية    رانيا المشاط تشهد توقيع مذكرة تفاهم بين «جهاز تنمية المشروعات» ومبادرة «إرادة»    وليد جمال الدين: اقتصادية قناة السويس جذبت 11.6 مليار دولار استثمارات خلال ثلاث أعوام ونصف 50% منها صينية    أول رد من حكومة السودان على إعلان حميدتي هدنة إنسانية بالفاشر    واشنطن تدرج جماعة كارتل دي لوس سولس الفنزويلية على قائمة الإرهاب    مساعد رئيس حزب الأمة القومي السوداني ل "الفجر":الحرب والانقسامات تهدد السودان... والحل السياسي الفوري هو الطريق لإنهاء الأزمة(حوار)    روسيا تعترض 249 مسيّرة أوكرانية    إطلاق قافلة زاد العزة ال80 مُحملة ب 12 ألف طن مساعدات غذائية إلى غزة    غزة.. الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا بخان يونس ويقصف شواطئ رفح    مانشستر سيتي يستقبل باير ليفركوزن في دوري الأبطال    مواعيد مباريات الثلاثاء 25 نوفمبر.. تصفيات كأس العرب وبيراميدز وأبطال أوروبا    إدريسا جانا جاي يعتذر بعد صفع زميله أمام مانشستر يونايتد    موعد مباراة الأهلي والجيش الملكي.. والقنوات الناقلة    بدء جلسة محاكمة رمضان صبحي وباقي المتهمين بقضية التزوير    عاجل- الأرصاد تكشف استمرار تدفق السحب الممطرة وفرص أمطار رعدية وسيول على عدة محافظات    851 مخالفة ملصق إلكتروني ورفع 48 مركبة متروكة في حملات المرور خلال 24 ساعة    نيابة دمياط تواصل تحقيقاتها مع المرشح لانتخابات النواب عصام بشتو و12 من مرافقيه بعد اقتحام قسم فارسكور    رئيس الوزراء: إطلاق مرحلة جديدة من التعاون مع إيطاليا في مجال التعليم    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بعد دفعها من الطابق الثاني أمام مجمع الهيئات ببورسعيد    التدخل السريع بالتضامن ينقذ مريضة سرطان ومسنا بلا مأوى فى القاهرة والجيزة    محاكمة فضل شاكر أمام المحكمة العسكرية اليوم    الافتاء توضح حكم الامتناع عن المشاركة في الانتخابات    أسباب رعشة طفلك أثناء تمرين السباحة    لجذب الاستثمار.. وزير الصحة يلتقي وفد اتحاد الغرف التركية    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بمستهل تعاملات جلسة منتصف الأسبوع    وزيرة التضامن توجه فريق التدخل السريع بالتعامل مع حالات كبار بلا مأوى    السلة يكشف كواليس وقرارات أحداث مباراة الاتحاد والأهلي بنهائي دوري المرتبط    شوبير: جلسة منتظرة بين الأهلى وديانج لحسم ملف التجديد    في اتصال هاتفي.. ترامب لرئيسة وزراء اليابان: اتصلي بي في أي وقت    الزراعة تطلق حملة لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية في الثروة الحيوانية    «الصحة»: تقديم 21.9 ألف خدمة في طب نفس المسنين خلال 2025    وكيلهما: الجزار كان قريبا من الأهلي.. وتوروب لم يطلب رحيل أحمد رضا    بدء عملية التصويت بكفر الشيخ في اليوم الثاني من انتخابات مجلس النواب 2025    الرى: إزالة 327 تعدٍ على فرع رشيد ب 3 محافظات    احتفالية بجامعة القاهرة الأهلية بمناسبة اليوم العالمى للسكرى    محامي المجنى عليهم في واقعة مدرسة سيدز الدولية: النيابة أكدت تطابق اعترافات المتهمين مع أقوال الأطفال    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة قنا    الآثاريون العرب يدعون لتحرك عاجل لحماية تراث غزة وتوثيق الأضرار الميدانية    معرض مونيريه بالاكاديمية المصرية للفنون بروما | صور    عزيز الشافعي يخطف الأنظار بلحن استثنائي في "ماليش غيرك"... والجمهور يشيد بأداء رامي جمال وروعة كلمات تامر حسين وتوزيع أمين نبيل    دعاء وبركة | أدعية ما قبل النوم    أميرة أبو زهرة تعزف مع لانج لانج والأوركسترا الملكي البريطاني في مهرجان صدى الأهرامات    الداخلية تكشف تفاصيل واقعة محاولة اقتحام مرشح وأنصاره لمركز شرطة فارسكور    10 حقائق مذهلة عن ثوران بركان هايلي غوبي.. البركان الذي استيقظ بعد 10 آلاف عام    محافظ قنا يعلن رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة حالة عدم الاستقرار الجوي    "الطفولة والأمومة": نعمل على توفير الدعم المادي والنفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات    اليوم| أولى جلسات محاكمة طفل المنشار بالإسماعيلية    أحمديات: تعليمات جديدة لدخول السينما والمسارح والملاعب    هل يجوز للزوج الانتفاع بمال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل سيظهر ماكرون المصرى؟
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 04 - 2017

رفع شعار (إلى الأمام) من خلال حركة شبابية حملت هذا الاسم وقرر التمرد على كلاسيكيات السياسة الفرنسية والخروج بعيدا عن أقطابها التقليديين من يمين ويسار وقدم مشروعه للناس كمعبر عن تيار الوسط الذى يرى أن فرنسا يجب أن تفارق السياسات القديمة وأن تحدث ثورة اقتصادية واجتماعية تجدد شبابها وتعيد لها وهجها التاريخى.
سيرته الذاتية ليست حافلة لكنها مركزة حيث تخرج من المدرسة العليا للإدارة فى 2004، ثم عمل كمفتش عام للمالية لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل بعد ذلك ليعمل فى لجنة مهمتها إيجاد سياسة مالية تدعم الاقتصاد الفرنسى تحت رئاسة جاك أتالى مستشار الرئيس الاشتراكى الراحل فرانسوا ميتران، فى 2008 التحق بمصرف «روتشيلد»، وفى 2012 عمل مستشارا اقتصاديا للرئيس هولاند حتى 2014 ثم عينه هولاند بعد ذلك وزيرا للاقتصاد، واستمر وزيرا للاقتصاد لمدة عامين ثم استقال واعترف بوجود عوائق كثيرة فى الشركات والإدارات الفرنسية تحول دون القيام بإصلاحات عميقة تخرج فرنسا من أزمتها.
***
يصفه اليمين الفرنسى ب(العميل) بسبب موقفه الداعم للاستمرار فى الاتحاد الأوروبى وموقفه المنفتح نسبيا تجاه الأقليات ويصفه الحزب الاشتراكى ب(بروتس جديد) لأنهم يرونه خدع هولاند الذى ساعده وترشح للرئاسة.
ابتعد عن الإعلام وانهمك فى تأسيس حركته التى بدأت ب 4000 شاب انضموا لتأييده عبر مواقع التواصل الاجتماعى واقتنعوا بأفكاره، وسماهم «السائرين»، إذ سار هؤلاء فى شوارع القرى والمدن وأجروا 100 ألف مقابلة مع الجمهور وكان سؤالهم الأساسى للناس ما الذى تريدونه لفرنسا ولأنفسكم وأبنائكم، وتم إخضاع نتائج هذه المقابلات للفحص والتحليل وعلى أساسها بنى ماكرون برنامجه الانتخابى.
يرفض ماكرون تصنيف نفسه فى أى خانة سياسية، ولا يعتبر نفسه منتميا لتيار سياسى بعينه بل يمضى بصحبة مؤيديه ويبلورون أفكارا جديدة ذات جاذبية للجماهير، واستقطبت فاعلياته الانتخابية آلاف الشباب الذين يرونه معبرا عنهم ويتحدث بلغتهم العادية.
يتهمه الرافضون له بأنه لا يملك برنامجا واضحا وأنه يسعى لإرضاء كل الناس بخطابات معسولة وأنه سيفشل فى إدارة البلاد، رغم كل هذه الاتهامات يبقى مشروع ماكرون ظاهرة سياسية جديدة فى فرنسا، سواء فاز فى انتخابات الإعادة أم لا.
***
إذا عقدنا المقارنة بين المشهد الفرنسى والمشهد السياسى المصرى يأخذنا إلى السؤال البديهى: هل من الممكن أن يظهر ماكرون المصرى خلال الفترة المقبلة؟ الحقيقة المحزنة أن الإجابة: لا!
نحن فى بيئة سياسية مفتوحة؛ ففى فرنسا تسمح بحرية الحركة وحرية التنظيم والاجتماع والتعبير عن الرأى وهذه البيئة الصحية التى مكنت ماكرون من بناء حركته الشبابية عبر التواصل مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعى أولا، ثم فى الشوارع ثانيا عبر المقابلات المباشرة، ثم مرحلة حشد الأنصار وتنظيمهم فى كيان سياسى وليد استطاع التقدم على كل الكيانات التقليدية فى معركة انتخابية شديدة الضراوة والتنافسية.
فتحت ثورة يناير بابا للأمل عبر انتهاء الأفكار الشائخة وبزوغ فجر الشباب بحيويتهم وإبداعهم. وتوقع الناس أن الانتخابات الرئاسية التى كانت ستتم فى سنة 2020 سيكون المتنافسون فيها شبابا فى بداية الأربعين حيث إن أغلب الشباب الذين شاركوا فى ثورة يناير من مواليد سنة 1980 وما بعدها، لكن تم إجهاض الأمل وابتعدنا عن المسار الصحى الذى خلقته ثورة يناير.
تخيل أن شابا اليوم من جيلنا قرر أن يصنع تجربة مشابهة لتجربة ماكرون فى فرنسا وبدأ بالتواصل مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعبر اللقاءات المباشرة فى ندوات أو مقابلات بالشارع، خلال أيام قليلة سيتم إلقاء القبض عليه وتوجيه التهم التالية: السعى لتأسيس تنظيم محظور على خلاف أحكام القانون والدستور يهدد السلم الاجتماعى، ومحاولة قلب نظام الحكم والإساءة لشخص رئيس الجمهورية، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعى لتأليب الرأى العام ضد سياسات الدولة وتشويه المؤسسات الوطنية، والتواصل مع جهات خارجية بهدف إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار. سيبدأ الإعلاميون إياهم بإذاعة مكالماته الشخصية وتحريفها عبر الشاشات وفبركتها وتأويلها كما يريدون لشيطنته لدى الجمهور لإثبات أنه منحل أخلاقيا ومتآمر ضد الوطن وعميل للخارج وأنه لا يصلح لممارسة العمل العام وتولى المسئولية وأنهم يقومون بذلك حماية للوطن من الشرور القادمة التى يحملها هؤلاء ورفاقه وأنهم يقومون بمهمة وطنية جليلة فى كشف المتآمرين وفضح مخططاتهم الدنيئة ضد الوطن!. ستقوم اللجان الإلكترونية بالنبش فى كل كلمة كتبها وشيطنتها على غير معناها، سيفبركون تصريحات له ومواقف لا علاقة له بها، سيخوضون فى حياته الشخصية ويسيئون لكل أقاربه ودائرة معارفه وعائلته وربما زوجته وأبنائه، سيعتبرون أن ذلك جهاد فى سبيل الوطن لسحق كل من تسول له نفسه التفكير فى المشاركة فى صناعة القرار فى هذا البلد!
***
ستبتسم عزيزى القارئ وتتهم كاتب المقال بالتشاؤم والسوداوية لكن سل نفسك: ألم يحدث هذا خلال السنوات الماضية؟ ألا تراه يحدث حتى الآن لكل من يخرج عن الخطوط الحمراء للسلطة؟ هذا ما يجب أن نصارح به أنفسنا وألا نعيش فى أوهام إمكانية التنافس الحقيقى وسط هذه البيئة السياسية المغلقة على المؤيدين فقط وألا نتخيل أن ثمة تغييرا جذريا سيحدث خلال الفترة المقبلة، مصر باقية على أوضاعها الحالية وقد تسوء طالما أننا ارتضينا فكرة دولة الصوت الواحد، ولا عزاء لكل ماكرون مصرى حالم!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.