فى مشهد حزين، ودع الوسط السينمائى الناقد الكبير سمير فريد، الذى رحل عن عالمنا مساء الثلاثاء عن عمر يناهز 73 عاما بعد صراع مع المرض، وشيعت جنازته عقب صلاة الظهر من مسجد مصطفى محمود، قبل أن يوارى جثمانه الثرى بمقابر الأسرة فى الإمام الشافعى، على أن يقام العزاء فى مسجد عمر مكرم مساء السبت القادم. شارك فى جنازة عميد النقاد العرب، عدد كبير من رفقاء المشوار، يتقدمهم الناقد الكبير كمال رمزى الذى شارك فى تلقى العزاء إلى جانب نجليه محمد وحسن سمير فريد، كما حضر أيضا وزير الثقافة حلمى النمنم، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، والروائى إبراهيم عبدالمجيد، والكاتب عماد الدين حسين، بالإضافة إلى خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، وخالد جلال رئيس قطاع الإنتاج بوزارة الثقافة. يعد سمير فريد أحد أهم أعلام النقد السينمائى العربى، وصاحب بصمة واضحة فى المهرجانات العربية، فهو صاحب فكرة إنشاء المهرجان القومى للسينما، وعمل رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى عام 2014، وكان مديرا فنيا للمهرجان نفسه فى دورة عام 1985، كما عمل مديرا لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة عام 1995، ومديرا لمهرجان القاهرة الدولى لسينما الطفل فى دورة عام 1998، كما عمل أيضا مستشارا لمهرجان أبو ظبى السينمائى الدولى فى الفترة خلال عامى 2007، و2008. كرّمه مهرجان برلين فى الدورة الأخيرة تقديرا لعطائه السينمائى الكبير، ووصفته إدارة المهرجان بأنه واحد من أهم نقاد السينما البارزين فى العالم العربى، وفى ليلة تكريمه قال عنه الناقد الألمانى كلاوس إيدر، رئيس الاتحاد الدولى للنقاد، إنه تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأعمال السينمائية، كما تم تكريم فريد فى مهرجانات عالمية أخرى أبرزها مهرجان كان السينمائى الدولى وفينيسا ونيودلهى ودبى. مشوار نقدى وسينمائى حافل بدأه فريد عقب تخرجه من قسم النقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية مطلع الستينيات عبر آلاف المقالات اليومية والأسبوعية فى كبرى الإصدارات المصرية والعربية والعالمية وعشرات الكتب التى تذخر بها المكتية السينمائية العربية والتى يصل عددها إلى 70 كتابا تقريبا فى النقد السينمائى يحلل فيها الأفلام ويرصد هموم الصناعة، كما أصدر مجلة السينما والتاريخ.