- المبادرة تتضمن التوصل إلى تسوية على أساس حل الدولتين.. وتقييد أعمال البناء فى المستوطنات بشكل كبير.. ونتنياهو تراجع عنها بسبب أزمة «عمونا» الاستيطانية كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن وثيقة سرية لمسودة بيان مشترك لمشروع سلام اقليمى كان يفترض أن يلقيه قبل أشهر فى القاهرة كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة إسحاق هرتسوج، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك الأردن الملك عبدالله الثانى. وذلك بعد قمة العقبة السرية التى عقدت بحضور الزعماء الثلاثة إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى فى فبراير 2016. وبحسب ما نقلت الصحيفة اليوم، كان من المفترض أن تدفع الوثيقة الأولى من نوعها نحو مبادرة سلام إقليمية تشكل «قاعدة» لتشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو وهرتسوج، فيما تضمنت استعداد نتنياهو لتسوية إقليمية على أساس حل الدولتين، وتقييد أعمال البناء فى المستوطنات بشكل كبير. إلا أنه بعد ثلاثة أسابيع من إرسال نتنياهو تلك الوثيقة لهرتسوج، وبعد التوصل لاتفاق مبدئى على مضمونها، بدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية فى التراجع على خلفية الأزمة السياسية حول البؤرة الاستيطانية «عمونا»، لتصل المشاورات بين الطرفين فى إسرائيل إلى طريق مسدود لتفشل بشكل نهائى فى أكتوبر. وبحسب الصحيفة، كانت الوثيقة مسودة بيان مشترك يفترض إلقاؤه فى قمة بالقاهرة أو شرم الشيخ تجمع الزعيمين الإسرائيليين بالرئيس المصرى السيسى والملك الأردنى عبدالله الثالث، بعد ثلاثة أسابيع، أى فى مطلع أكتوبر 2016. وأوضحت الصحيفة أن القمة فى مصر كان يتوقع أن تكون بداية «مبادرة سلام إقليمية»، وكان يفترض فور عودتهما إلى إسرائيل أن يعلن نتنياهو وهرتسوج عن بدء مفاوضات ماراثونية لإقامة حكومة وحدة بينهما. وأشارت «هاآرتس» إلى أنه كان هناك شخصيات دولية مشاركة فى تلك الخطوة، ومنهم كان رئيس الحكومة البريطانية السابق تونى بلير ووزير خارجية الولاياتالمتحدة السابق جون كيرى وعدد من مستشاريه. وتضمنت الوثيقة الصادرة بالإنجليزية ثمانى نقاط وهى: «نشكر الرئيس السيسى لاستعداده لعب دور فاعل فى دفع السلام والأمن بالمنطقة وإعادة إطلاق عملية السلام.. نعرب مجددا عن التزامنا بحل دولتين لشعبين ونعلن رغبتنا فى دفعه.. تطمح إسرائيل فى وضع حد للصراع والعمل على إنهاء كل المطالب الفلسطينية والتوصل لاعتراف متبادل بين الدولتين وترتيبات أمنية متواصلة». كما تضمنت الوثيقة بند حول امداد إسرائيل يدها للفلسطينيين والبدء مفاوضات مباشرة ثنائية ودون شروط مسبقة، فى إطار السعى وراء السلام. ورحبت إسرائيل، وفقا لبنود الوثيقة، بالمفاوضات مع الدول العربية حيال تلك المبادرة، بهدف عكس التغيرات الهائلة التى شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، والعمل سويا لدفع حل الدولتين وسلام أوسع بالمنطقة. وجاء فى الوثيقة أيضا، أنه سيتم تنفيذ النشاطات الإسرائيلية فى مستوطنات الضفة الغربية بشكل يسمح بحوار إقليمى للسلام، وبما يتيح تحقيق هدف دولتين لشعبين. وعلقت «هاآرتس» على هذا البند قائلة إنه يعكس استعدادا نتنياهو لتنفيذ «تجميد هادئ» وغير رسمى للبناء فى المستوطنات المعزولة، الموجودة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى التى تسعى إسرائيل لضمها إليها فى إطار تسوية دائمة. وتضمنت الوثيقة أيضا أن تعمل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية على تحسين الوضع الاقتصادى بشكل كبير، فيما ستصبح إسرائيل أيضا معنية بتحقيق استقرار طويل المدى فى قطاع غزة، بما فى ذلك إعادة تأهيل إنسانى وترتيبات أمنية فاعلة. ووفقا ل«هاآرتس»، أرسل نتنياهو الوثيقة لهرتسوج بعد سبعة أشهرعلى القمة السرية فى العقبة التى جمعته بالسيسى والملك الأردنى ووزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى، وكشفت الصحيفة تفاصيلها قبل أسبوعين.