قال فرانك ويزنر إن علاقة الولاياتالمتحدة بمصر"مهمة للغاية" وذلك من أجل حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، مشيرا إلى أن مصالح القاهرة ستتحقق أيضا عبر "علاقة قوية" مع واشنطن، شريطة أن "تتجنب واشنطن الصدام مع القاهرة". ورأى السفير الأمريكي الأسبق لدي مصر فى محاضرة ألقاها في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أن "الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب ستسعى لإيجاد حلفاء جدد"، مشيرا إلى أنه "واثق من أنها ستسعى لإعادة بناء العلاقات مع مصر ودول الخليج وإسرائيل على وجه الخصوص". وعن أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة، قال الخبير إن القاهرة تمثل أهمية كبيرة لواشنطن من الناحية الإستراتيجية حيث إنه في الفترة من 1973-2011، كان للعلاقات الأمريكية المصرية دورها الواضح والتي ساهمت في التقليل من الدور الروسي في الشرق الأوسط". كما أشار إلى أن الولاياتالمتحدة ساهمت في إرساء "السلام" بين مصر و إسرائيل والدائم منذ 43 عام، وهو الأمر الذي أدى إلى تغيير "معادلة الأمن الإسرائيلية" و"المشهد الإستراتيجي" للمنطقة. وأبرز ويزنر دور مصر خاصة فيما يتعلق بإرساء علاقات واشنطن مع دول الخليج، قائلا: "علاقتنا مع مصر مهمة لدول الخليج أنفسهم، كما أنها مهمة بالنسبة لنا نحن الأمريكيين"، مشددا في الوقت نفسه على أهمية القاهرة بالنسبة لواشنطن في أوقات أزمات الشرق الأوسط، مؤكدا "مصر قوية هو شيء جيد بالنسبة لنا..نحن ندفع ثمن تدهورعلاقتنا مع القاهرة". كما تطرق السفير الأسبق إلى أهمية مصربالنسبة لواشنطن في عدة دول إفريقية، حيث للقاهرة "كلمة الفصل" فيما يتعلق بالأوضاع في عدة مثل ليبيا والسودان ودول أعالي النيل، مشيدا بدورها أيضا فيما يتعلق بمستقبل "بلاد المشرق العربي والعراق واليمن"، ودورها على وجه الخصوص في خفض التوترالقائم بين السعودية وإيران. ودعا وايزنر إدارة ترامب الجديدة إلى إعادة رسم سياستها الخارجية تجاه مصر، قائلا "كدعامة لسياستنا، ليس من الحكمة القول أن مصر غير أمنة"، ناصحا الأمريكيين أن "ينظروا لمصر من خلال ما يريده المصريون أنفسهم وليس من خلال ما يعتقدة الأمريكيون". وأشار إلى أن واشنطن تستطيع أن تكون "شريكا" في رسم مستقبل مصر انطلاقا من العلاقات بين البلدين و قضايا السياسة الخارجية المشتركة والاقتصاد المصري، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن واشنطن لن تفرض على القاهرة أي "خيارات". وأعرب وايزنر عن أمله في أن يغير "ترامب مسار السياسية الخارجية الأمريكية القديمة حيال القاهرة والتي كانت ترتكز على قطع المساعدات والابتعاد عن القادة وبناء السياسية الخارجية على أساس سجل حقوق الانسان"، مشددا أنها يجب أن تنطلق من خلال "التزام الرئيسين الأمريكي والمصري بتجديد العلاقات وتحديد أجندة مشتركة تشمل الاستقرار الإقليمي في ليبيا و سوريا و السودان و العراق ومحاربة الإرهاب". واقترح إعادة "تقييم المساعدات المقدمة إلى مصر"، قائلا "أعتقد أنه حان الوقت لنعطي أولوية للمساعدات الأمنية فيما يخص الاحتراف العسكري ومواجهة الإرهاب و قطع الغيار والصيانة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن المساعدات يجب أن ترتكز أيضا على "الاقتصاد المصري".