قدم خبير الآثار، عبد الرحيم ريحان اقتراحًا لمعالجة سرقات المساجد الأثرية بشكل جذري، وذلك بتشريع عاجل لصيغة تحديد الاختصاص في جميع المساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف والمسجلة ضمن الآثار الإسلامية، على أن تكون وزارة الآثار مسئولة عن تأمينها بشكل كامل خصوصًا وأن الآثار مسئولة عن صيانة وترميم هذه المساجد، لذا فلا يوجد مانع من منح الوزارة كل الاختصاصات التي تكفل لها حماية الأثر وما يحتويه من تحف منقولة على أن تحدد مسئولية الأوقاف في الجانب الديني فقط من الدعوة وإقامة الشعائر. وفي ضوء سرقة مشكاوات جامع الرفاعي، يوضح ريحان أن سرقات المساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف ليست وليدة اليوم، بل تعددت السرقات منذ عام 2007، ومنها سرقة الحشوات الأثرية المصنوعة من العاج والأبنوس من منبر مسجد قايتباي الأثري بقرافة المماليك الذي أنشأه الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عام 877 -879 ه ، 1472-1474م. وأكد ريحان في تصريحات خاصة ل"الشروق" أن أسباب السرقات المتعددة للمساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف هو عدم خضوعها بشكل كامل للآثار، حيث تشترك الأوقاف مع الآثار في الإشراف على المساجد الأثرية، مما يحدث خللاً في تحديد المسئولية عن تأمين المواقع فالمساجد الأثرية التي تخضع لوزارة الأوقاف يتم الإشراف عليها والمتابعة والمرور اليومي من خلال مفتشي آثار على درجة عالية من الكفاءة والعلم، مدركين تمامًا لقيمة الأثر حتى مواعيد العمل الرسمية بعدها تتحمل الأوقاف مسئولية حراستها، أما بقية المواقع الأثرية الخاضعة للآثار بشكل كامل فتكون مسئولية تأمينها على عاتق الآثار وشرطة السياحة على مدى 24 ساعة مما يحدد المسئولية والتأمين بشكل قاطع. وأضاف ريحان أن المساجد الأثرية تحوي تحفًا معمارية وفنية تجسّدت فيها روعة العمارة والفنون الإسلامية ومنابر خشبية رائعة وغيرها، تعرّضت أجزاءً منها للسرقة منذ عام 2007 ومنها سرقة أجزاء من المنبر الأثري بمسجد منجك اليوسفي بحي الخليفة التابع لوزارة الأوقاف، والذي يعود للعصر المملوكي بني عام 1349ه، فضلا عن سرقات بمنطقة الدرب الأحمر استهدفت مساجد ومنابر أثرية نادرة منها منبر مسجد الطنبغا المرداني الذي يعد أحد أقدم أربعة منابر في مصر، كما سرق المنبر الأثري لجامع البهلوان الذي يعد من الآثار القليلة الباقية المعبرة عن عصر دولة المماليك الجراكسة وسرق شباك أثري من الشبابيك الثلاثة النحاسية الأثرية المطعمة بالتحف والأرابيسك المعشوق من سبيل رقية دودو. وأشار إلى أن معظم السرقات تتم ليلاً بعد انصراف الأثريين بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، وتترك كنوز أثرية لا تقدر بثمن في حراسة مسئولي الأوقاف من منابر خشبية وأبواب وكراسي المصحف ودكك المقرئين وتحف فنية لا يعرف قيمتها إلا متخصص في الآثار الإسلامية، ومع استمرار الوضع الراهن من تداخل عملية التأمين سيستمر نزيف سرقات المساجد الأثرية الخاضعة للأوقاف.