أنصار كمال يشكلون مكتب إرشاد مؤقتا فى القاهرة ويختارون مجلس شورى جديدا القيادات التاريخية تجهز ل«مذبحة» فصل جديدة.. ومصادر: الشباب يسيطرون على محافظتين ونصف محافظة فقط عمقت الخطوات التى أعلن عنها جناح الشباب فى جماعة الإخوان، أمس، من هوة الانقسام داخل الجماعة بين ما تعرف ب«القيادة التاريخية» التى يتزعمها القائم بأعمال المرشد محمود عزت، وجناح القيادة الشبابية الذى كان يتصدره عضو مكتب الإرشاد السابق محمد كمال الذى لقى حتفه أثناء القبض عليه فى شهر أغسطس الماضى. وأعلن المتحدث باسم جبهة الشباب محمد منتصر أن مجلس شورى الجماعة انعقد فى قلب القاهرة أمس، وأصدر مجموعة من القرارات، أهمها قبول استقالة اللجنة الإدارية العليا التى تشكلت نهاية 2015، وتشكيل مكتب إرشاد مؤقت تحت اسم المكتب العام للإخوان المسلمين، مع احتفاظ مرشد الجماعة محمد بديع وأعضاء مكتب الإرشاد المسجونين بمناصبهم. كما أعلن المتحدث باسم «الشباب»، فى بيان نشره عبر حسابه فى موقع فيس بوك، فصل المؤسسات الرقابية والتشريعية فى الجماعة عن المؤسسات التنفيذية، وكذلك اختيار مجلس الشورى المنعقد منتصر رئيسا له، على أن يضم وكيلا وأمينا عاما وأمينا مساعدا وأمين صندوق. على الجانب الآخر، أعلنت جبهة عزت عدم اعترافها بتلك الإجراءات، مؤكدة فى بيان رسمى أن منتصر تم فصله منذ فترة، وأنه لا يعبر عن الجماعة بأى شكل، وهاجم المتحدث باسم جبهة القيادات التاريخية طلعت فهمى، قيادات جبهة الشباب واصفا إياهم فى مداخلة مع قناة «وطن» التابعة للجماعة بأنهم «مجموعة من المجاهيل الذين لا يمثلون الإخوان». فيما كشفت مصادر محسوبة على جبهة القيادة التاريخية عن أنه تم إعداد قائمة كبيرة بأسماء عدد من أعضاء الجماعة الذين سيتم فصلهم خلال الأيام القليلة المقبلة، ردا على تلك الخطوة، معتبرة أن اجتماع مجلس شورى الإخوان فى القاهرة عبارة عن «شو إعلامى من جانب الذين باتوا لا يملكون شيئا على الأرض». وأكدت المصادر أن من تبقى من مجلس شورى الجماعة أعلنوا دعمهم للقيادة الشرعية التى يقودها محمود عزت، وتساءلت: «كيف يجتمع مجلس شورى فى قلب القاهرة، فى وقت لا يستطيع فيه الإخوان عقد اجتماع شعبة أو أسرة إلا بشق الأنفس». وتابعت «للأسف لانزال فى مرحلة علاج الكوارث والظواهر الجديدة على الإخوان التى تسببت فيها هذه المجموعة التى يمثلها أفراد قليلون فى المحافظات، فى حين أنهم يمثلون واقعيا محافظتين فقط هما الفيوم وبنى سويف، فضلا عن نصف محافظة الإسكندرية، وبخلاف ذلك يكاد لا يكون لهم وجود، حيث جددت القيادات جميعا بيعتها للدكتور محمود عزت ومجموعته». الأمر نفسه أكدته مصادر إخوانية لعبت دور الوساطة فى مرحلة سابقة بين الجبهتين، قائلة: «واقعيا جبهة عزت حسمت الأمور على الأرض منذ فترة، وأحكمت قبضتها على الغالبية العظمى من المكاتب الإدارية، بغض النظر عن الطريقة التى تم بها ذلك»، وواصلت «الخطوة التى اتخذتها مجموعة منتصر أشبه بما قام به عبدالمجيد الذنيبات فى الأردن، عندما أعلن عن تأسيس جماعة جديدة هناك باسم الجماعة الحالى، ولكن الفرق الوحيد أن الجماعة الجديدة فى مصر ضد الدولة، بينما تتبنى القيادات التاريخية نهجا يعظم من قيم الدولة». فى المقابل، قال قيادى محسوب على جبهة الشباب إن الحديث عن تنازع أمر الجماعة غير صحيح، مضيفا «نحن أصبحنا أمام جماعتين منفصلتين تماما فى هياكلهما وإداراتهما، كما أن لكل منهما مؤسساته الداخلية، وفى النهاية الاسم ليس حكرا على أحد». على الصعيد ذاته، تحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحات لتبادل الهجوم والسباب بين مؤيدى كلا الجبهتين، وهو ما دفع بعض القيادات من الجانبين فى الخارج إلى المطالبة بوقف ما سموها ب«المهزلة والنكسة» التى تضاعف أوجاع أسر مصابى الجماعة وسجنائها فى مصر، حسب تعبيرهم.