في ليلة هادئة من ليالي حي «الكيت كات»، يجتمع الشيخ حسني كفيف البصر بنجله يوسف، ويعرض عليه غناء أغنية بصوته، كهواية قديمة حرص على الاستمتاع بها من حين إلى آخر، وبعد أن وافق «يوسف»، بدأت أصابعهما تلامس أوتار العود حيث ورث نجل الشيخ حسني العزف على هذه الآلة البسيطة من والده، لينطلق الرجل الكفيف في غناء أغنية بعنوان «يلا بينا تعالوا». «يلا بينا تعالوا، نسيب اليوم فى حالوا، وكل واحد مننا يركب حصان خياله»، كان هذا مطلع الأغنية الشهيرة التي ألفها سيد حجاب، لينشدها ساحر السينما المصرية الفنان الراحل محمود عبد العزيز في أحد المشاهد التي جمعته بالفنان شريف منير في فيلم «الكيت كات»، والتي اتسمت كلماتها الشعبية بالبساطة في ألفاظها، ومعانيها، ووصولها لآذان الجمهور. «الكيت كات»، فيلم روائي مصري، كتبه وأخرجه داود عبد السيد عام 1991، من وحي رواية «مالك الحزين» للروائي إبراهيم أصلان، ومن إنتاج المنتج حسين القلا. وكان الفنان محمود عبد العزيز قد وافته المنية، مساء السبت، عن عمر يناهز ال70 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. وتعرض الفنان الراحل لهبوط حاد فى الدورة الدموية وضيق فى التنفس، ونقل إلى مستشفى الصفا فى المهندسين، وفى وقت لاحق تم الكشف عن غموض حالته التى تمثلت فى تورم شديد فى الأنسجة المحيطة بالفك، وقام باستئصال هذا الورم بفرنسا، ورغم أنه كان ورمًا حميدًا إلا أن حالته الصحية تدهورت سريعًا.