- خبراء: إنذار للشرق الأوسط.. صداع لقادة أوروبا.. إضرار بمركز آسيا الصناعى.. تخفيض مساعدات أفريقيا.. وعلاقة متقلبة مع أمريكا اللاتينية سلطت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، اليوم الضوء على تأثير فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفارق كبير عن منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، على مختلف أرجاء العالم، عبر استطلاع آراء عدد من الخبراء بمؤسسة «فيرسك مابلكروفت» البريطانية للتحليلات الاستراتيجية. ورأى توربجورن سولتفيتد رئيس وحدة أبحاث الشرق الأوسط إن رئاسة ترامب بمثابة إنذار عالمى لمنطقة الشرق الأوسط، موضحا أنه «بصرف النظر عن التهديد الحقيقى الذى يمثله للاتفاق النووى مع إيران، فإن التأثير الفورى سيكون شعورا معززا من المخاوف بين حلفاء واشنطن بأنها تفصل نفسها عن المنطقة ومصالحهم». وقال سولتفيتد إن «السياسة الخارجية وخاصة فى الشرق الأوسط من غير المحتمل جدا أن تكون من بين الأولويات الرئيسية لترامب»، غير أنه عاد وأشار لاستثناء وحيد يتمثل فى القتال ضد تنظيم «داعش». وأكد الخبير فى شئون الشرق الأوسط أن ذلك يتوقف على نجاح العمليات الجارية ضد التنظيم خلال الفترة المتبقية من العام الجارى، مشيرا إلى أن توثيق التنسيق بين واشنطن وموسكو هو النتيجة المحتملة فى العام المقبل، ما يضع التنظيم الإرهابى تحت ضغط أكبر. وبشأن القارة العجوز، يرى فلوريان أوتو، رئيس وحدة أوروبا للأبحاث إنه «حتى لو تحول ترامب إلى رئيس أكثر اعتدالا عما كان أثناء ترشحه، فإن رفعه شعار «أمريكا أولا» يمثل صداعا للقادة الأوروبيين» مضيفا أن هؤلاء القادة عليهم الاستعداد للتعامل مع تغير الولاياتالمتحدة من شريك حيوى (لأوروبا) إلى مشكلة يجب إدارتها». وأوضح أوتو أن نجاح ترامب يشجع الأحزاب الشعبوية المناهضة للمؤسسات فى جميع أنحاء أوروبا، وخاصة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية (يمين متطرف) الساعى لاحدث انقلاب فى السياسة الفرنسية بحلول الانتخابات الرئاسية العام المقبل. وفيما يتعلق بالقارة السمراء، قال بن بايتون، رئيس وحدة أفريقيا للأبحاث «إن رئاسة ترامب من غير المحتمل أن تؤثر على العلاقات التجارية بين واشنطن وأفريقيا، لأن معظم الصادرات الأفريقية إلى الولاياتالمتحدة أما الموارد الطبيعية أو السلع ذات قيمة منخفضة. وأضاف بايتون «ولكن قد نرى تخفيض فى ميزانيات المساعدات ما سيخلف آثارا كبيرة على النمو الاقتصادى ومستويات الدين العام». أما عن قارة آسيا، فيقول جوه يو، رئيس وحدة آسيا للأبحاث إن «تعهد ترامب بإعادة الوظائف إلى أمريكا يمثل أخبارا سيئة لآسيا المركز الصناعى الرئيسى فى العالم»، مضيفا «إذا تراجعت المصالح التجارية والاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة، نتوقع استغلال الصين لذلك الوضع لتعزيز مكانتها». من جهتها، رأت خيمينا بلانكو، رئيس وحدة أمريكا اللاتينية للأبحاث إن «العلاقة مع أمريكا اللاتينية ستكون متقلبة بدرجة كبيرة»، إلا أنها تؤكد أن المنطقة لا تشكل تهديدا جيوسياسيا لواشنطن بما يعنى أنه لن تحظى بأهمية فى ظل الإدارة القادمة». وحول العلاقة مع كوبا، توقعت بلانكو سيناريوهين إما أن يقدم الرئيس الأمريكى المنتخب على استغلال الأغلبية الجمهورية فى الكونجرس للعدول عن الخطوات التى اتخذها سلفه أوباما مع كوبا رغم أن غالبية الأمريكيين يؤيدون إنهاء حصارها. أما السيناريو الثانى فإنه يقدم ترامب تنازلا للرأى العام غير الكوبى والأمريكية، والحفاظ على الوضع الراهن.