الشباب تمسك باسم المهرجان وإلغاء المسابقة لأن عقد مقارنة بين عروض تمثل ثقافات مختلفة أمرًا غير جائز فنى ونتائجه غير عادلة 5 ملايين جنيه ميزانية الدورة 24.. والشباب تمسك باسم المهرجان رغم اختفاء مصطلح من قاموس المسرح أكد د. سامح مهران، رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى، أن الميزانية التى اعتمدتها وزارة الثقافة للدورة 24 للمهرجان تبلغ خمسة مليون جنية، نافيا ما تردد عن اعتماد عشرة ملايين جنيه. وأوضح د. مهران أن لجنة الثقافة بمجلس الشعب كانت قد طلبت من الحكومة ممثلة فى وزارة المالية تخصيص عشرة ملايين جنيه للمهرجان نظرا لأهميته كقناة من القنوات الثقافية المهمة للتواصل مع العالم، وذلك باعتبار أن الثقافة والفنون هى القوة الناعمة لمصر، والتى يمكن الاعتماد عليها فى إيصال رسالة مصر للعالم، ولكن انتهى الأمر بعد مداولات طويلة لتخصيص خمسة ملايين جنيه فقط. وقال: إن مبلغ يعد صغيرا جدا لإقامة مهرجان للمسرح والذى يستضيف عددا كبيرا من الفرق، خاصة فى ظل انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، وزيادة أسعار تذاكر السفر والإقامة فى الفنادق، وكذلك بالمقارنة بالدورة الأخيرة للمهرجان، والتى بلغت ميزانياتها إلى 14 مليون جنيه. وأشار مهران إلى ضغط النفقات إلى أقل حد ممكن لأن الهدف الأساسى هو استعادة المهرجان الذى توقف لسنوات طويلة، وذلك استجابة لمطلب جماعى من المسرحيين المصريين، والتوصية التى أقرها المؤتمر القومى الأول للمسرح المصرى. وأشار إلى أن افتتاح المهرجان الليلة سيكون افتتاحا بروتوكوليا بسيطا، يبدأ بكلمة تلقيها الإعلامية جاسمين طه زكى، وتعلن من خلالها انطلاق الدورة الجديد للمهرجان، يلى ذلك كلمة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، ثم كلمة رئيس المهرجان، ويتضمن الحفل عرض لقطات فى خلفية المسرح للعروض المشاركة والمكرمين. وقال: إن المهرجان يكرم فى حفل الافتتاح الفنان الكبير جميل راتب تقديرا لتاريخه الفنى الطويل والأعمال المسرحية، التى قدمها على مدى مشواره الفنى فى مصر وفرنسا مع فرقة الكوميدى فرانسيز. ويكرم المهرجان أيضا المخرجة الأمريكية الإيرانية تورانج يجيازاريان المؤسسة لأعمال فرقة الخيط الذهبى، وهى أول فرقة مسرحية فى أمريكا تكرس أعمالها لمنطقة الشرق الأوسط والمهاجرين العرب، وكذلك يكرم المخرج الصينى لوانج استاذ وعميد ورئيس قسم الإخراج بأكاديمية المسرح بشنغهاى، ومن كينيا يكرم الكاتبة والممثلة والمنتجة والمخرجة مومبى كايوجا الرئيس الأسبق لمركز تطويرالإعلام فى أفريقيا «ميديفيا»، ومن الإمارات يكريم أيضا محمد سيف الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح «ITI» مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ورئيس مركز الهيئة الدولية للمسرح بالفجيرة. كما يكرم المهرجان من المبدعين الأفارقة فيمى أوسوفيسان من نيجيريا الأستاذ بجامعة كوارا، ماليتى، ايلورين وأستاذ زائر فى جامعة بكين بالصين ورئيس قسم التمثيل بكلية أريسبوايل للغات الحديثة ورئيس قسم الفنون المسرحية. وينتهى الحفل بالعرض الافتتاح الصينى، والذى ياتى اختياره فى إطار الاحتفال بعام الثقافة الصينية فى مصر. وعن عنوان المهرجان الذى ينطلق 6 مساء اليوم ويستمر حتى 30 سبتمبر الحالى، قال د. سامح مهران إن اسم المهرجان أقره المسرحون الذين شاركوا فى المؤتمر الأول للمسرحيين، وإنه كان ضد اسم التجريبى لأن التجريب أصبح فعلا متلازما مع العمل المسرحى، وهذا المصطلح لم يعد مستخدما فى قواميس عالم المسرح فى العالم كله، ولكن المسرحيين الشباب تمسكوا بالاسم ونزولا على رغبتهم قررنا إطلاق اسم مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى. وشدد رئيس المهرجان على فكرة التخلص من الدعوات الرسمة لمشاركات الدول فى المهرجان، وقال: إن إدارة المهرجان قررت توجيه الدعوات لمؤسسات وفرق مسرحية بشكل مباشر، مشيرا إلى الوضع فى الاعتبار فكرة تنوع العروض المشاركة، بما يتفق مع ذائقة الجمهور، واتاحة فرص للتعرف على تيارات وأفكار من مختلف دول العالم. وأضاف أن إدارة المهرجان فضلت ألا تكون هناك مسابقة، وقال إن فكرة عقد مقارنة بين عروض تمثل الثقافات المختلفة أمرا غير جائز فنيا، ونتائجه تكون غير عادلة، ومن هنا فضل المهرجان التركيز على حالة الحوار الثقافى، بعيدا عن تلك الحالة التنافسية، التى تخلقها المسابقات والجوائز. وعلق د. سامح مهران قائلاً: «من خلال خبرتى كمسرحجى منذ 40 عاما أنه من الصعب مقارنة مسرح يحمل هموم جمهوره بمسرح آخر يجمل هموم جمهور آخر مختلف فى ثقافته وتكوينه». وألمح رئيس المهرجان إلى مجموعة الورش التى تقام ضمن فاعليات المهرجان فى شكلة الجديد، حيث تشهد الدورة الحالية عددا من الورش المسرحية، وأخرى خاصة بنظريات التأليف والإخراج المسرحى. وأشار مهران إلى قرار وزير الثقافة لتحويل المهرجان إلى مؤسسة مستقلة اعتبارا من العام المقبل، وهو ما يتم العمل عليه فى الدورة الحالية، حيث يتم عقد مائدة مستديرة لمديرى المهرجانات المسرحية، والعمل على توقيع بروتوكولات للتعاون يشمل تبادل الخبرات، وترشيح العروض المسرحية المتميزة، والمشاركة فى أنشطة الورش المسرحية. وأكد مهران أن تحول المهرجان لمؤسسة مستقلة سيتيح استمرار تلك الورش على مدى العام ولمدة تصل إلى ثلاثة اشهر، وألا تقتصر على فترة انعقاد دورة المهرجان، وهو ما يتيح فرصا أكبر للاستفادة من هذه الورش، والتى ستستقدم مسرحيين كبارا من مختلف دول العالم. وعن اختيار العروض وما يحيط به من خلاف دائم بين المسرحيين، قال: «إدارة المهرجان حرصت على تنوع ذائقة لجان المشاهدة والاختيار، وذلك بهدف الحرص على التنوع، استقدام عروض تتفق مع ذائقة جمهور المسرح، ولكن رغم ذلك فإن الخلاف على العروض سيستمر، لأن كل لجنة تعبر عن ذوقها الخاص، ولكن فى المقابل عملنا على منح الثقة للمسرحيين المصريين لتولى مهام الاختيار والتحكيم، وكان فى السابق الاهتمام أكبر بالمحكمين الأجانب، ولكن أعتقد أنه آن الأوان أن نثق فى قدرات نقادنا ومسرحيينا وأن نحترم آراءهم.