مرض النقرس: أو المرض الذى ارتبط فى ذهن العامة بأنه مرض الملوك إذ تزامنت آلامه المبرحة مع الإكثار من تناول اللحوم، ولكن الواقع أنه يتزامن أيضا مع الإكثار من أطعمة أكثر شعبية كالفول مثلا.. فما حكايته؟ النقرس: التهاب مفصلى ينتج عن ارتفاع نسبة حامض اليوريك Uric acid فى الدم، ويصاحبه ترسب حامض اليوريك على شكل بلورات كالإبر فى المفاصل خاصة مفاصل القدم والإبهام. أمراض التهاب المفاصل عديدة لكن التهاب المفصل النقرسى من أشدها ألما وأكثرها إيلاما، وتشخيصه لا يعتمد على ارتفاع نسبة حامض اليوريك فى الدم فقط بل يستدعى فحص السائل المفصلى تحت الميكرسكوب للتأكد من التشخيص إذ إن النقرس يمثل نحو 50٪ فقط من أنواع الالتهابات المفصلية عامة. تبدأ نوبة آلام النقرس عادة فجأة وبلا أى مقدمات ربما توقظك آلامه المبرحة من نوم عميق وغالبا ما تكون الإصابة فى إبهام القدم يصاحبها أحيانا ارتفاع فى درجة الحرارة أو رعشة، وتظل النوبة بلا هوادة لعدة أيام حتى يمتص الجسم تلك البلورات. تنحسر النوبة الحادة، لكن آلامها تظل فى الذاكرة حتى يباغت النقرس المفصل مجددا. الواقع أن المفصل بين النوبات يبدو طبيعيا سليما لا ينبئ عن شىء إلى أن ينقض النقرس فى هجمة جديدة شرسة تستدعى التدخل لتخفيض الألم. عادة ما يهاجم النقرس مفصلا واحدا فى كل مرة حتى إن الأطباء درجوا على اعتبار أى التهاب فى مفصل واحد لرجل تخطى الأربعين من عمره نقرسا إلى أن يثبت العكس. وقد يصبح النقرس مزمنا إذا لم يتم علاجه أو كان الإنسان مضطرا بسبب ما لاستخدام مدرات البول لفترات طويلة أو كان مصابا بالفشل الكلوى المزمن، فنقص الماء المستمر والمتزايد يرفع من مستويات حامض اليوريك، بينما تعجز الكلى عن التخلص منه فى حالة الفشل الكلوى مما يسبب تراكمه فى الدم. كما لوحظ أيضا أن نسبة حامض اليوريك تصاحب بعض حالات ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وقصور إفراز الغدة الدرقية. • ما التداعيات التى تصعد بمعدلات حامض اليوريك فى الدم. وما معدلاته الطبيعية؟ - حامض اليوريك هو الناتج النهائى لتكسير مركبات السوريين فى الجسم، تلك المركبات التى تكون أساسا من مادتى الكربون والنيتروجين إما يصنعها الجسم بنفسه فى تفاعلاته الحيوية أو تأتيه من الطعام بمصدريه النباتى والحيوانى. - تتراوح النسبة الطبيعية لحامض اليوريك فى الدم بين 2 و5 مجم٪ عادة تزيد النسبة عند الرجال عن النساء. لكن نسبة تزيد على 7 مجم٪ يجب النظر إليها بعين الشك إذ إن نسبة حامض اليوريك يمكنها أن تصل إلى 20 مجم٪، وهى نسبة تنذر بخطر حقيقى. الواقع أن ارتفاع نسبة حامض اليوريك فى الدم لا تعنى بالضرورة أن نوبات ألم النقرس قادمة، فهناك بعض الحالات والتى ستسمى بفرط حامض اليوريك فى الدم ترتفع فيها النسبة ولا يعانى الإنسان من النقرس وما زال السبب غير معروف. - تتعدد السبل لعلاج النقرس ومحاولة تخفيف آلامه ما بين الأدوية التى تعمل على خفض نسبة بتشجيع الكلى على إفراز الزائد منه أو الأدوية التى تكافح الألم لكن تظل الوقاية أيضا عاملا مهما يجب أن يتنبه إليها المريض. • يمكن أن يؤدى اتباع نظام غذائى خاص إلى خفض معدلات حامض اليوريك فى الدم: - تفادى الأغذية الغنية بمادة البيورين مثل الكبد والمخ والكلاوى الأنشوجة والسمين وعيش الغراب وكل اللحوم المفرومة المصنعة، مثل السجق، حيث تزيد نسبة البروتين فى هذه المجموعة عن 15 مجم لكل 100 جرام منها. - تليها المجموعة الثانية والتى تصل فيها نسبة البيورين إلى 50 مجم لكل 100 جرام منها، وتضم اللحوم، الدواجن، الأسماك والقشريات كالكابوريا، البقول الجافة، ومن الخضراوات السبانخ. - ماذا نأكل إذن: كل الأغذية التى تقل فيها نسبة البيورين لا تمثل خطرا ومنها الخبز والحبوب ومنتجاتها الزبد، الزيوت، المكسرات بأنواعها الفواكه وكل الخضراوات عدا السبانخ. - الماء ضرورة لمعاونة الكلى على التخلص من فضلات العمليات الحيوية فى الجسم والأملاح الزائدة والسموم فاحرص على قدر كافٍ من الماء على مدى النهار خاصة بعد الاستيقاظ مباشرة صباحا. - الصيام أحد الوسائل الناجحة لمقاومة أمراض كثيرة، منها النقرس لكنه صيام طبى لا يعنى الانقطاع الكامل عن الطعام بل هو نوع من الراحة تتناول فيه الماء النقى والعصائر المخففة بالماء، مثل التفاح والبنجر والكرفس والكرنب، وعليك أن تتجنب عصيرى الطماطم والبرتقال، وأن تحرص على أن يكون العصير طازجا لا علاقة له بأى مواد حافظة. - تناول مكملات الغذاء من الألياف قبل الصيام وبعده خاصة نخالة الشوفان (ملعقتان فى كوب من الزبادى منزوع الدسم) فإن لها أكبر الأثر فى تنظيف القولون والتخلص من السموم. يبقى النقرس مرضا، آلامه تهاجم الأمير والفقير لا فرق بين آكل اللحم أو الفول طالما أن البيورين قاسم مشترك بينهما.